تاريخ العالم حافل بحكايات الاستعمار وقد تعرض لمصر لأكثر من عملية استعمار أقدمها ما فعلته قبائل الهكسوس التى احتلت مصر قرابة المائتى عام، لكن المصريون تمكنوا بفضل إرادتهم من مقاومة هذا المحتل القادم من آسيا.
وكانت المقاومة أشكال وأنواع منها الحربي كما قرأنا من صراع أسرة سقنن رع وكاموس وأحمس ضد الغزاة، كذلك ما قام به المصريون حيثما تثبت الكتب التى تؤكد أن الناس كان لها دور فى مقاومة محتل أرضهم.
يقول عنهم عالم المصريات الشهير الدكتور سليم حسن فى "موسوعة مصر القديمة الجزء الرابع والذى جاء تحت عنوان (عصر الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية": تنسب نشأة كلمة "هكسوس" للمؤرخ "مانيتون"، والتفسير اللغوى الذى وضعه لها مقبول، وذلك لأن كلًّا من جزأَى الكلمة له ما يقابله فى اللغة المصرية القديمة، فكلمة "حقا" معناها "حاكم"، وكلمة "شاسو" معناها "بدوى"، ومن الجائز أن الأخيرة قد كُتِبت بالإغريقية "سوس"، وبالقبطية "شوس"وعلى آية حال فإن الرأى المتفق عليه الآن فى تفسير كلمة «هكسوس» هو أنها مركبة من كلمتَى «حقاو» و«خاسوت»، ومعناهما معًا هو "حكام الأقاليم الأجنبية".
ومما يلفت النظر أننا لم نعثر على كلمة بعينها فى اللغة المصرية القديمة وُضِعت عَلَمًا لأولئك الغزاة الذين سمَّاهم «مانيتون» الهكسوس، فنجد مثلًا فى "ورقة سالييه" الأولى أنهم سموا "الطاعون"، غير أن ذلك ليس بغريب؛ لأن المصريين كانوا يطلقون عليهم هذا الاسم بوصفهم أعداء، والظاهر أنهم كانوا يسمون "عامو"، أى الآسيويين فى عهد الهكسوس أنفسهم، وكذلك كانوا يسمون "ستتيو" فى لوحة "كارترفون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة