عام مثير للجدل لرئيس البرازيل فى السلطة.. السماح بحمل السلاح والسياسة البيئية فى الأمازون وانعدام الأمن أهم إخفاقات بولسونارو.. إصلاح نظام المعاشات أهم إنجازاته.. وتقربه من ترامب واسرائيل عرضه لانتقادات لاذعة

الخميس، 02 يناير 2020 04:00 م
عام مثير للجدل لرئيس البرازيل فى السلطة.. السماح بحمل السلاح والسياسة البيئية فى الأمازون وانعدام الأمن أهم إخفاقات بولسونارو.. إصلاح نظام المعاشات أهم إنجازاته.. وتقربه من ترامب واسرائيل عرضه لانتقادات لاذعة بولسونارو
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل عام، كانت البرازيل تعيش نقطة تحول سياسية بانتخاب اليمينى المتطرف، جايير بولسونارو، الذى أحاط نفسه بوزير اقتصاد ليبرالى متطرف ووعد بتحريك الاقتصاد وتخليص البلاد من الفساد، وبعد وجوده فى السلطة لمدة عام فهناك إخفاقات عديدة ونجاحات قليلة للرئيس بولسونارو، وفقا لصحيفة "التيمبو" التشيلية.

وافتعل بولسونارو الكثير من المواقف المثيرة للجدل خلال مسيرته السياسية الطويلة، لكن الثابت أنه قضى فى الكونجرس قرابة الثلاثين عامًا ولم يمرر سوى قانونين، لكن فى عالم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم يعد للانبهار مجال، خاصة وأن بولسونارو يسير على خطاه، حسبما قالت الصحيفة التشيلية.

وتعتبر السياسة البيئية من أهم اخفاقات بولسونارو فى عامه الأول من الحكم، حيث قرر أنه  لا بد من استخدام الغابات المطيرة المليئة بالخيرات والانتفاع بما فيها، وفى خضم مشروعات قومية ، كما بدأ التخطيط لطريق سريع يمر عبر الأمازون شمالى البلاد، ولم يكن المراد فقط هو الطريق، وإنما مجتمعات عمرانية جديدة تغزو الغابات، وكانت الخطة أن تُقام على الطريق قرية كل 10كم بطول الطريق، ومدن زراعية، تضم ما إجماليه مليون مواطن برازيلى.

ولكن المشروع فشل بل أدى إلى كوارث كلفت الحكومة البرازيلية 1.5 مليار دولار بسبب تضرر البيئة الطبيعية للبرازيل، واعتبرت هذه بداية العبث بغابات الأمازون التى تمثل رئة العالم (تنتج ما يقرب من 10% من أكسجين العالم) والتى تعرضت للاحتراق فى عهده.

وتغطى غابات الأمازون مساحات واسعة من القارة الأمريكية الجنوبية، أكثر من نصفها فى البرازيل، ويغطى هذا الجزء ما يقرب من نصف مساحة البرازيل، لو كانت الأمازون البرازيلية بلدًا منفصلًا لكانت سابع أكبر بلد فى العالم (4.1 مليون كم مربع). لكن بالرغم من ذلك فما يعيش فيها من سكان البرازيل لا يزيد على 6 % تقريبًا من البرازيليين.

وأعلن الرئيس البرازيلى فى عامه الأول من الحكم، مرسوما يخفف ضوابط حيازة السلاح، وهو من أهم مظاهر فشل بولسونارو، حيث أن هذا المرسوم أدى لحالة من انعدام الأمن فى الشوارع بسبب حمل المواطنيين ومنهم المجرمين الأسلحة بشكل قانونى دون أن يكونوا مضطرين لإثبات ما يبرر حيازته، وهو ما أثار جدلا واسعا ومعارضة قوية حتى من قبل حكام الولايات التى تشهد تفشيا لأعمال العنف اذ اعتبروا أن هذا المرسوم لا يعزز الأمن، ولذلك فقد انخفضت شعبيته ل30 % فى نهاية عام 2019، وفقا لاستطلاعات الرأى.

اما عن إنجازاته ، فهى تتلخص فى إصلاح نظام المعاشات،وذلك بعد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قدمه الرئيس والذى يعد محور خططه لخفض الدين الحكومى،وأعطى المشرعون الضوء الأخضر للمضى قدما فى التشريع، الذى يتيح فرصة توفير نحو 800 مليار ريال (197 مليار دولار أمريكي) من الحسابات العامة خلال عشر سنوات، فى حين أن أربعة رؤساء ممن سبقوا بولسونارو فى المنصب، فشلوا في محاولاتهم لإجراء إصلاح واسع للمعاشات فى البرازيل، والتى تشكل نسبة 8.6% من إجمالى الناتج القومى الإجمالى.

وشهد الاقتصاد البرازيلى أعظم ركود تاريخى فى عامى 2015 و 2016 ، عندما فقد الناتج المحلى الإجمالى حوالى 7 %، وفى عامى 2017 و2018 كان هناك نمو بنسبة 1.3% وهو أمر أعلى مما كان متوقع فى بداية عهد بولسونارو.

وما يثير الجدل حول بولسونارو أيضا ، إظهاره علامات للتقارب مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب واسرائيل، والتى من أهمها نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس، فضلا عن تحسين العلاقات التجارية بين البلدين والتى توقفت كثيرا فى الحكومة السابقة للحزب العمالى اليسارى.

ووفقا لصحيفة "نوتيامريكا" البرازيلية فإنه حتى الآن ، أظهر الرئيس المنتخب العديد من علامات التقارب مع إسرائيل، حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته بنيامين نتينياهو مع بولسونارو فى ريو دى جانيرو، ووعد بنقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس،كما أنه افتتح  مكتبا تجاريا فى القدس.

وأكد نتينياهو خلال حفل افتتاح المكتب التجارى التزام  بولسونارو فتح سفارة فى القدس العام الجارى، وشكر البرازيل على دعمها لإسرائيل فى المحافل الدولية كما أشار إلى المساعدات الأخيرة التى قدمتها الدولة العبرية للبرازيل "بسبب الكوارث الطبيعية".

وأضاف رئيس الوزراء: "كانت إسرائيل هناك، وستبقى هناك من أجل الشعب البرازيلى والصداقة المشتركة".

ولم يكن صعود بولسونارو لحكم أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية سوى تتويج لحالة الانقسام الحاصلة فى البلاد، وفشل مساعى اليسار الذى قاد البلاد فى السنوات الأخيرة قبل بولسونارو، فى عهد لولا دا سيلفا وخليفته ديلما روسيف وثالثهما ميشيل تامر.

ولد بولسونارو عام 1955، بولاية ساوباولو، وتخرج من الأكاديمية العسكرية، وخدم فى مدفعية الجيش البرازيلى وفرق المظليين، عُرف أول مرة عام 1986 عندما كان ضابطًا فى الجيش ،بمقالة كتبها بإحدى الصحف المحلية ينتقد فيها الأجور المنخفضة لضباط الجيش، مما أدى إلى سجنه 15 يومًا.

وفى عام 1991 فاز بولسونارو بمقعد فى الكونجرس البرزايلى عن ولاية ريو دى جانيرو، وظل عضوًا فى الكونجرس حتى عام 2018، لحظة ترشحه لرئاسة البلاد.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة