العديد من دور النشر الحكومية والخاصة أصبحت تقدم الآن أعمالا مترجمة بجودة عالية، وأصبح بعضها متخصصا فى طباعة الكتب المترجمة، لكن مع التزايد الأخير فى طباعة العناوين المترجمة ترك تساؤلا حول إن كانت هذا الاهتمام بهدف تنوع الأعمال المترجمة أم أن الهدف كان تجاريا فى المقام.
واحتفالا بيوم الترجمة العالمى، والذى يحتفل به العالم فى مثل هذا اليوم 30 سبتمبر من كل عام، تواصلنا مع عدد من الناشرين والموزعين لاستطلاع أرائهم حول ذلك الأمر.
زياد إبراهيم عبد المجيد
وقال الناشر والقاص زياد إبراهيم عبد المجيد، مدير دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع، إن اهتمامات بالكتب المترجمة فى الآوانة الأخيرة ليست لإنها أكثر طلبا فى سوق الكتاب، وليست دليل على أن العناوين المترجمة هى الأكثر مبيعا فى سوق النشر المصرى.
وأوضح "عبد المجيد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، سلسلة جذور فى دار بيت الياسمين تحاول تقديم عدد من العناوين الهامة، والتى كانت فيما قبل سبب بناء ثقافة الأجيال السابقة، إلا أنها الآن غير متوفرة أو يوجد منها نسخ متهالكة فى أسواق الكتب المستعملة مثل سور الأزبكية.
وأشار زياد إبراهيم عبد المجيد، إلى أن الطبعات الجديدة، تقدم ترجمات متطورة ولغة عربية صحيحة، فضلا عن أنها تهدف إلى تعرف القارئ بتلك العناوين التى ربما يكون سمع عنها لكنه ربما لم يطلع عليها من قبل، مشددا على أن الهدف من إعادة طبع بعض الأعمال الترجمة أيضا هو تقديم ثقافة حقيقية للقارئ، أما كونها الأكثر مبيعا حاليا أم لا ليس معيار طبعتها.
الكاتب عماد العادلى
بينما قال الكاتب عماد العادلى، المستشار الثقافى لمجموعة مكتبات "أ" سابقا، إن سوق النشر فى مصر، ليس له معيارا واضحا، فهناك ظواهر تظهر بكثرة أحيانا، لكنها تختفى بعد ذلك، معتبرا أن وجود اهتمام متزايد بطبع الأعمال المترجمة لم يأتى باتفاق مسبق بين دور النشر.
وأضاف "العادلى" أن الكثير من دور النشر ممن تهتم بطبعة الكتب المترجمة تهتم بالعناوين التى ليست لها حقوق ملكية، كون ذلك مكلف للغاية، كما أن هناك بعض دور النشر تقوم بتقديم ترجمات متواضعة، معتبرا هذه الترجمات بالمسيئة للكتاب والمترجم فى الوقت نفسه.
ولفت المستشار الثقافى لمجموعة مكتبات "أ" سابقا، أن ربما يكون وراء الاهتمام المتزايد الأخير بنشر الأعمال المترجمة، هو رؤية الناشرين إلى أن هناك ضعف ما فى حركة الإبداع المصرى، وإن كان لا يستطيع أحد أن يجزم على ذلك.
وأتم "العادلى" أن الناشر فى النهاية ينظر إلى الأمر من منظور تجارى، ومعنى الاهتمام الأخير بالترجمة فقد يكون الأمر مربح، إلا إذا وجد الناشر غير ذلك فلن يعيد التجربة مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك أكثر من دار نشر فى الفترة الأخيرة أصبحت تقدم طبعات وأعمالا مترجمة جيدة للغاية، لكن أيضا هناك دور نشر تقدم ترجمات ضعيفة وتسئ للترجمة.
مكتبة دار الكتب
من جانبها قالت مروة المصرى، مدير مكتبة دار الكتب، إن الكتب المترجمة ليست هى الأكثر طلبا أو أكثر مبيعا فى قوائم المكتبات ودور النشر المصرية، لكن بالتأكيد تلك العناوين لها جمهورها الخاص.
وأكدت "المصرى" أن الكتب المترجمة لها جمهورها من كبار السن، والشباب خاصة للنوع أدب الرعب والفنتازيا، موضحة أن هناك فئة خاصة لازالت تهتم باقتناء تلك الكتب ومتابعة الإصدارات الجديد منها من وقت لآخر.
وأتمت مدير مكتبة دار الكتب، أن زيادة نشر الأعمال المترجمة فى الفترة الأخيرة، ربما يأتى متماشيا مع رغبة الناشرين فى تنوع أعمالهم المنشورة، وطبع الأعمال التى ليست متوفر منها ترجمات كثيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة