"دول فلاحين ودول صعايدة" شكلت هذه الجملة مساحة كبيرة من الزخم فى المجتمع المصرى، جعلها مادة خصبة على المستوى الدرامى فى صفاته وعاداته وتقاليده الأصيلة، وكان مسلسل "الكبير" بطولة الممثل أحمد مكى أشهر الأعمال الدرامية التى عكست طباع المواطن الصعيدى بشكل كوميدى وساخر، حتى أن صناع العمل الفنى عندما أرادوا أن يجسدوا الرسالة الساخرة من العمل الفنى صنعوا تمثالا لـ"الكبير أوى" وهو يعذب أحد العاملين لديه من باب السخرية.
وعلى عكس الأعمال الدرامية والفكاهية، أراد الصناع القائمون فى مدينة العاشر من رمضان أن يعبروا عن الدور الذى لعبه المواطن الصعيدى ابن البلد فى تأسيس أكبر وأقدم منطقة صناعية فى مصر، فتولى أحد أكبر وأقدم المصنعين فى العاشر من رمضان هذه المهمة وأقام تمثالا لـ"الفلاح الفصيح" ليجسد بطولة الفلاحين والصعايدة فى بناء المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان.
ويوجد التمثال فى ميدان الصعيدى أو الرواد، وتعود قصة التمثال وفقا لرواية أحد المصادر التى اشرفت على التنفيذ، عندما ردد عدد كبير من المسؤولين السابقين أفضالهم على مدينة العاشر من رمضان وما قدموه للمنطقة الصناعية بالعاشر من أفضال تستحق الشكر، وهو ما أثار تحفظ رجل الصناعة لقناعته بعدم وجود فضل لمسئول يوازى حجم الفضل الذى قدمه العاملون من أبناء الصعيد للمنطقة الصناعية، وهم من بُنِيَت المدينة الصناعية على أكتافهم منذ بدء التأسيس وحتى الآن.
ويُتَعَارف على التمثال بين بعض أصحاب المصانع والعاملين بالمنطقة بأنه تمثال الرجل المجهول أو الجندى المجهول، وهو تعريف ضمنى يعكس مدى أهمية المواطن الصعيدى الذى ترك مسقط رأسه فى الصعيد وتوجه إلى القاهرة بحثا عن فرصة عمل شريفة، ليلعب دور الجندى المجهول فى المعركة، خاصة أن الشركة صاحبة الإهداء تعمدت عدم كتابة أسمها على اللوحة التعريفية الخاصة بالتمثال أو حتى اسم التمثال رغم تواجده فى أحد أجمل ميادين العاشر من رمضان، كما أن هيئة التمثال تعكس إلى حد كبير الإحساس بالفخر والشموخ بعكس التمثال الساخر فى مسلسل "الكبير".
وأرجع المهندس عبد الحميد الشرقاوى مساعد رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، اختيار ميدان الصعيدى لوضع تمثال الفلاح الفصيح إلى أن هذا الميدان من أقدم الميادين الموجودة فى المدينة الصناعية، وفى إطار تبنى الجهاز لخطة تطوير ميادين ومحاور المدينة تم اختيار التمثال وهو من أعمال النحات حسن حشمت، ليوضع بميدان الصعيدى ويعكس مدى عراقة الميدان والدور الذى لعبه العمال القادمين من أقاليم الوجه البحرى والقبلى فى بناء المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة