أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن تجارب دول الصين والهند واليابان وسنغافورة وتايوان وتايلاند وإندونيسيا في التحول الديموغرافي أي – دراسة أسباب النمو السكاني والآثار المترتبة عليه - تعد هي النموذج الأفضل في قياس القدرة على تحقيق هذا التحول واستغلاله بالشكل الأمثل لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
وقالت الدراسة التي صدرت تحت عنوان "السياسة السكانية في مصر: تحليل مقومات النجاح والشكل المؤسسي الأمثل- دراسة مقارنة"، إنه تم اختيار تلك الدول كدراسات حالة مقارنة للحالة المصرية، لأن نجاح هذه الدول في التحول الديموغرافي أسهمت في تحقيق المعجزة الآسيوية طوال السنوات الماضية بنسب تتراوح ما بين 25-40% وفقا لتقدير البنك الدولي.
وأضافت الدراسة، أن الصين طبقت سياسة الطفل الواحد في عام 1979، وتنص على أنه لا يجوز لعرق "الهان" الذي يمثل حوالي 92% من الشعب الصيني إنجاب أكثر من طفل واحد لكل أسرة، وفي حالة إنجاب الطفل الثاني يتم دفع غرامة مالية تقدر بالثلث إلى ستة أضعاف الدخل السنوي للأسرة، بالإضافة إلى عدم القدرة على تخليص أى إجراءات حكومية وقد يصل الأمر إلى الفصل عن العمل ووقف أي إعانات اجتماعية من الدولة.
وكانت دول شرق وجنوب شرق أسيا تحديدا من أوائل الدول وأنجحها على الإطلاق في انجاز التحول الديمغرافي والانتقال من معدلات خصوبة مرتفعة بلغت 6 أطفال في المتوسط في ستينيات القرن الماضي إلى معدل يقل عن معدل الإحلال بداية من الثمانينات، وفي الوقت نفسه نجحت هذه الدول في إعادة هيكلة اقتصاداتها وتحقيق طفرة حقيقة على مستوى التصنيع والتصدير والنهوض بمستويات المعيشة خلال ثلاثة عقود فقط "الستينيات – التسعينيات".
وبعد أن كانت معظم دول هذه المنطقة تعاني الفقر وتكابد الانقسامات والحروب الداخلية والخارجية في النصف الأول من القرن الماضي، أصبحت في مصاف دول العالم الأول، بل إن سنغافورة كأبرز هذه الدول استطاعت أن ترفع متوسط دخل الفرد بها من 428 دولار في 1960 إلى 57.7 ألف دولار في 2017 لتصبح بذلك ضمن أغنى 10 دول في العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة