فى أخطاء قنوات الإخوان والجزيرة، وغيرها من المتخفين فى ثوب المؤيدين للدولة، لم يفطن هؤلاء لكثير من المتغيرات، أهمها ماتذكره الدولة دائما على لسان رجالها ومسئوليها، ومن أهم تلك العبارات، عبارة " تثبيت أركان الدولة"، وهى عبارة تحمل فى المضمون الكثير والكثير، ويجب أن يعيها كل من لايعرف مفاتيح الدولة الجديدة، فالكلمة تعنى أن الدولة المصرية استطاعت ربط مؤسسات الدولة، ومن خلال ذلك الربط، استطاعت المؤسسات استيعاب الدرس، وفهمت من خلال ذلك أن هناك أطراف تستدعيها لمواجهات، تضع تلك الأطراف معطيات الحدث ونتائجه، ومن خلال ذلك، فقد تيقن لمؤسسات الدولة، أنها لن تجر لمواجهات لاتضع هى شروطها، وتعرف أولها وأخرها، ولذلك فالاطمئنان من تعامل الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، أمر مفروغ منه، ولا يغرنكم تداع بعض الوجوه، فالضوابط التى وضعت على مدار خمس سنوات، قادرة على التعامل مع كافة السيناريوهات.
لم تترك الدولة ملف تثيبت أركانها متروك لتداع الأحداث، ولكنها كما ضبطت كافة الملفات، فإنها أيضا ضبطت ذلك الاتجاه، ولديها من الأدوات والقدرة على عودة كافة الأمور لنصابها الحقيقى، لذلك فالقول بأن الدولة قد تتأثر بالهجمات الممنهجة، أمر فى غير محله، لأن مسار تحركات الدولة أشد وأقوى من كثير من الأحداث العارضة، وشدة تلك المسارات، لا تبقى على ما يعطل طريق التعمير والبناء، والدروس مما حدث فى مصر على مدار 9 سنوات، يدفع رجال مصر وقائدها لتأمين مصر ومقدراتها.
ولكن ما يهدد مستقبل أى أمة فى العالم، هو تدعيم صناعة الوعى المشوه أو الوعى الزائف، والذى يستطيع من خلاله أى طرف أن يستغله فى تمرير أجندته بكافة ما تتضمنه من أهداف، ومن أدوات ذلك الوعى المزيف، هو التمسك بآليات الماضى، ومحاولة فرضها على وضع حاضر متغير ومختلف فى المضمون والشكل، بحيث تخلق مساحة من الفراغ، يمرر من خلالها كافة الأفكار المشوهة والمزيفة، لنقل صورة مغايرة للواقع الحقيقى، ومن أفضل النماذج التى تدلل على ذلك الكلام، هو ما فعلته وتفعله قنوات الجزيرة والإخوان فى تركيا ولندن وغيرها من العواصم التى تحمل خططا ممنهجة ومدروسة ضد مصر.
فى مسار صناعة ذلك الوعى المزيف، هو جعل شاشات تلك القنوات، نوافذ لطرح كافة الأفكار المضللة، وتصديرها للجمهور، كأنها واقع موجود، فتجد قنوات الجزيرة، تتخذ شكل ماحدث فى يناير 2011، كـ"فورمة" فى الطرح للمواطنين، وتبدأ سحب ذلك الشكل، لتطبيقه فى كل ماتصدره للمواطنين الآن، بحيث يبقى المتلقى كأنه فى أجواء 2011، ويستهويه المشاهد المصدرة له، فيظن أن ماحدث قد يحدث مرة أخرى، متغافلا ما طرأ على الساحة الداخلية والخارجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة