هند أبو سليم

فى حياتى دولفين

الخميس، 12 سبتمبر 2019 05:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غير الشائع عن أنها حيوانات (كيوت)، هى العكس تماماً.. الدولفين بجانب ميولها الاغتصابية وممارستها للجنس للمتعة - زى البنى أدمين - لا للتكاثر فقط..  فهى حيوانات نرجسية متنمرة.. تجول البحار والمحيطات لتتنمر على أسماك الله ومخلوقاته البحرية - حتى أطفال سمك القرش - وبغض النظر أنه كائن يقتل أطفال جنسه حين يشعر بأنهم يأخذون اهتمام الأنثى.. وبغض النظر عن أنه كائن يجول البحار باحثاً عن أسماك معينة تعطيه نفس إحساس المخدرات عند البشر - كل اللى فوق بغض النظر- فنحن فى النهاية نعتبر الوحشية بين حيوانات الله فى جزء من الطبيعة (الأسد والغزال - الضباع وضعاف الحيوانات..الخ).

 

لكن.. ماذا لو لديك إنسان دولفينى النزعة فى حياتك.. إنسان  نرجسى متنمر.. (فلندع النرجسية لوقت لاحق)

- المتنمر كل جل متعته أن يشير بكل أصابعه إلى مواقع ضعفك.. وإن لم يجد يخترعها لتصدقها.

- أن يجعل منك سخرية أى مجلس.. أن ينقص منك بإذلال واضح.

- أن يضيف الإهانة على كل جملة يحدثك بها.

- أن يجلدك ليل نهار.. سواء بنظراته أو لسانه أو يديه.

لا أريد الإسهاب فى الأساليب التى يتبعها المتنمرون.. إذ شعرت بانقباضة فى صدرى وأنا أسردها..

 

التنمر ليس حكراً على البيئة المدرسية، أو الدولفينية، فهى ظاهرة موجودة فى كل أشكال العلاقات الإنسانية..

 

علاقات تغير شكل أيامنا للأسوأ، تؤرق نومنا.. تغير شكل علاقتنا بالآخرين.. تعزل داخلنا عنا.. عن عالمنا.. تعرى ضعفنا.. مهما كبرنا فى السن يظل جرح التنمر ندبة لا تندمل.. تظل تنزف فى كل موقف نمر به حتى آخر العمر..

 

 الأب المتنمر، الأم المتنمرة، الأخ ، الصديق المتنمر، القريب المتنمر، الجار، الزميل، المدير، الابن المتنمر.. وكعادتى أترك الأفضل للآخر: نصفك الآخر المتنمر.

 

 

 

إنه الشخص الذى يبدأ يومه ويومك بانتقادك.. انتقاد شكل وجهك..كيف تغسل وجهك.. كيف تسرح شعرك..كيف تمشي.. كيف تقف.. كيف تتكلم.. كيف تأكل.. كيف تحضر الأشياء.. كيف تلبس.. كيف تتعامل مع من يساعدون فى المنزل ( ليسوا خدماً.. بل مساعدون) كيف تقود السيارة.. كيف تتعامل مع المرور.. كيف تدير عملك.. كيف تتعامل مع أهلك.. مع أصدقائك.. أبنائك..

انتقاد دائم.. يبدأ بسيطاً.. ثم يتحول لقطرات الماء التى شقت/ فلقت الصخر.

يتحول لأسلوب من أساليب التعذيب المتبعة فى أعتى السجون.

يصبح تأثيره على الجسد مؤلماً.. جداً.. آلما سرطانياً.. لا ينفع معه لا مسكنات ولا مهدئات.

إنهم يزرعون بذور الألم داخلنا وتظل تنبت كل موسم.. ونظل نحصدها إلى أن نموت..

ويبدأ التحول من إنسان يتسم بالطبيعية إلى ذلك الكائن المنكسر.. المنعزل.. الذى أقل ما يقال عنه فعلا: مسكين.

 

هكذا وحوش (و ده أقل وصف) يجب ليس الاجتناب أو البعد عنهم بل الهرب.. الهرب.. الهرب منهم..

الهرب دون النظر إلى الوراء ولو للحظة واحدة.. فما هو أتٍ بدونهم أبسط وأجمل وأنقى وأهدى..

 

الهرب.. فأن تجد ذاتك مرة أخرى.. شيء حقيقى أكثر من كل واقعية الألم الذى تعيشه.

 

الهرب من هلاوس الحب والوفاء والانتماء والارتباط.. فكلها مبادئ صحيحة مع شخص خاطئ.. فالمعادلة غير سليمة من الأساس.

 

الهرب وليس المواجهة كما يطالبوننا فى البيئة المدرسية ونسعى لتشجيع أبنائنا عليها.. ففى الحياة.. المواجهة والمحاولة مع هكذا كائنات يعتبر إهداراً لوقت وعمر يذهب ولا يعود.. للحظات ممكن أن تعيشها فى سلام.

 

الهرب.. لأن الحياة ليست ما نعيشه معهم..

الحياة أمان

الحياة حب

الحياة سكينة

الحياة طيبة

الحياة طمأنينة

الحياة احتواء

الحياة أن تحياها.. لا أن تموت كل يوم.. كل ساعة.. كل دقيقة.

 

 

كعادة آخر الكلام.. اتكئ للخلف وفكر: من المتنمر / المتنمرة فى حياتك؟

وهل تزرع فى قلب أحد آلماً بتنمرٍ خفى غير مقصود؟

 

شكراً

 

أعدى لى الأرض كى أستريح فإنى أحبك حتى التعب

محمود درويش










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة