أثار النجم السنغالى ساديو مانى، نجم نادى ليفربول الإنجليزى، الجدل عقب استبداله فى الدقائق الأخيرة من مباراة فريقه أمام بيرنلى مساء أمس والتى حسمها "الريدز" بثلاثية، بسبب انفعاله المبالغ أثناء استبداله ضمن أحداث المباراة، ما أثار السؤال حول أسباب انفعال النجم السنغالى، والذى تحدث عنه مدرب الفريق يورجن كلوب عقب المباراة مبرراً إياه بغضب اللاعب من إضاعة إحدى فرص التسجيل فى اللقاء.
التنافس بين اللاعبين، فى حد ذاته، يخلق حالة من الندية والإثارة داخل الملعب، الأمر الذى ينعكس بالإيجاب على حالة الفريق بشكل عام، وهو ما يظهر فى مانشستر سيتى باعتباره المنافس الحقيقى لليفربول فى الدورى الإنجليزى وتمكن من التتويج بلقب الموسم الماضى بفارق نقطة وحيدة عن الريدز، ويظهر جلياً دور المدرب الأسطورى بيب جوارديولا فى خلق حالة من التنافس والانسجام وجماعية الأداء فى نفس الوقت بين لاعبى السيتى، وأبرزهم أجويرو وخيسوس ورحيم سترلينج وغيرهم، وهو ما يعد أحد أهم أسباب قوة الفريق، أما عندما يقتصر التنافس على تحقيق جوائز فردية فإنه يصبح خطراً يهدد مستقبل الفريق ويستدعى تدخلاً عاجلاً من المدرب لإعادته إلى المسار الصحيح.
ليفربول وصل إلى درجة عالية من الانسجام فى جميع الخطوط، خاصة الهجوم المتمثل فى الثلاثى "صلاح ومانى وفيرمينو"، وهو ما ظهر جلياً الموسم الماضى، وكانت النتيجة إحراز هذا الثلاثى 69 هدفاً (صلاح 27ــ مانى 26 ــ فيرمينو 16)، كما توج الثنائى صلاح ومانى بجائزة "الحذاء الذهبى" التى تمنح لهداف الدورى الإنجليزى بالاشتراك مع أوباميانج مهاجم أرسنال برصيد 22 هدفاً.
هذا الانسجام عندما حاد عن مساره الصحيح وظهرت بعض الفردية فى الجولات الحاسمة من الموسم سعياً للتتويج بلقب فردى أضاع على الفريق فرصة تاريخية للتتويج بالدورى، وهو اللقب الغائب عن الأنفيلد منذ ثلاثة عقود، فأصبحت قوة ليفربول فى خطر.
طريقة انفعال ساديو مانى فى مباراة الأمس كان مبالغاً فيها إلى حد كبير، خاصة أن الفريق كان متقدماً بثلاثة أهداف ويتحكم فى مجريات اللقاء يستطيع لاعبوه إتاحة العديد من الفرص وإحراز مزيد من الأهداف، وعندما تناولته وسائل الإعلام ركزت على الحالة النفسية للاعب عقب ضياع إحدى الفرص السهلة وتجاهلت العديد من الفرص الضائعة للنجم السنغالى بالموسم الماضى لإصراره على التتويج باللقب الفردى، والتى تحدثت عنها وسائل الإعلام أيضاً، رغم تأكيد الجميع على قوة العلاقة التى تجمع الثنائى، كما تجاهلت إحصائيات العام الماضى والمنافسة الحقيقية التى ظهرا عليها والأهداف التى أحرزها كل منهما بمساعدة الآخر.
الخلاصة.. التنافس جزء من كرة القدم فى جميع دوريات العالم، والانسجام بين اللاعبين ينعكس إيجاباً على تطور أداء الفريق، ولكن عندما يحيد هؤلاء اللاعبون عن الانسجام ويتحول التنافس إلى مجرد تحقيق جوائز فردية فإنه يمثل خطراً حقيقياً على الفريق ويتطلب تدخلاً عاجلاً من المدرب للسيطرة على غرف خلع الملابس وإعادة روح المنافسة إلى الفريق لتحقيق النتائج والتتويج الألقاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة