يقول لك كتاب "الـ 90 يوما الأولى" لـ مايكل دى واتكنز، والذى صدرت ترجمته عن مكتبة جرير، يحظى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بـ100 يوم ليثبت فيها كفاءته، أما أنت، فليس لديك سوى 90 يومًا، فتصرفاتك خلال الأشهر القليلة الأولى فى أى منصب جديد هى التى ستحدد بشكل كبير ما إذا كنت ستنجح أو ستفشل.
فالفشل فى أية مهمة جديدة من الممكن أن يؤدى لإنهاء أية مسيرة مهنية واعدة، ولكن تحقيق الانتقال الناجح إلى أى منصب جديد يتعلق بما هو أكثر من مجرد تجنب الفشل. فالقادة عندما يخرجون عن المسار، فإن مشاكلهم غالبًا ما تُنسب إلى دوائر الضرر التى بدأت فى الأشهر الأولى من تقلدهم مناصبهم. وإلى جانب القادة الذين يفشلون كليًّا، هناك من ينجون فى هذه الحلقة، لكنهم لا يدركون كامل قدراتهم الكامنة. ونتيجة لذلك، يفوِّت هؤلاء القادة الكثير من الفرص التى من شأنها تطوير مسيرتهم المهنية ومساعدة مؤسساتهم على الازدهار.
لماذا تعد تلك الانتقالات فترات حرجة؟ عندما أجريت استطلاعًا عن ذلك، شارك فيه ألف وثلاثمائة من كبار قادة إدارات الموارد البشرية، أجمع 90% منهم تقريبًا على أن "الانتقال إلى مناصب جديدة هو أكثر الفترات تحديًا فى حياة القادة المهنية"1، كما وافق ثلاثة أرباع المشاركين فى الاستطلاع تقريبًا على أن "النجاح أو الفشل خلال الأشهر القليلة الأولى يعد مؤشرًا قويًّا على نجاح القائد أو فشله فى هذا المنصب". لذا، فإن الفشل فى الفترة الانتقالية قد لا يعنى فشلك التام بالضرورة، لكنه يقلل من احتمالات النجاح.
الأمر الجيد فى هذه الانتقالات هو أنها تعطيك فرصة للبدء من جديد وإجراء التغييرات المطلوبة فى المؤسسة. لكنها أيضًا تعد فترات هشة جدًّا؛ حيث تفتقر فيها إلى علاقات العمل القوية، ولا تمتلك فهمًا عميقًا لدورك الجديد. كما أنك تعمل تحت المجهر، ولهذا تخضع للفحص الدقيق من الآخرين طوال الوقت؛ حيث يحاولون فهم شخصيتك وشكل القيادة الذى تمثله، حتى يكوِّنوا رأيًا عن مدى فاعليتك بسرعة شديدة، وعندما يحدث ذلك، يصعب تغيير تلك الآراء. فإذا نجحت فى بناء مصداقية وحققت نجاحات مبكرة، فإن هذا الزخم سيدفعك طوال فترة بقائك فى ذلك المنصب. أما إذا وضعت نفسك فى مأزق منذ البداية، فسوف تواجه معركة صعبة حتى آخر لحظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة