بالعقل.. ماذا يريد النائب تامر الشهاوى من وسائل الإعلام؟هل يريدها قوية تمارس دورها النقدى لخدمة الوطن أم يريدها ساكتة عن الحق؟ ولماذا يهدد النائب أى صحفى يستعرض مشكلات دائرة مدينة نصر بالسجن والتنكيل باستخدام سلطته البرلمانية ؟ هل البرلمان مجرد سلاح نشهره عندما نغضب؟
مشاهد دالة خلال الأيام الماضية تدفعنا لإثارة مجموعة من الأسئلة حول دور وسائل الإعلام وكيف تراه النخبة السياسية المثقفة ، وكيف تتعامل هذه النخبة مع وسائل الإعلام فى مختلف المواقف ، ترضى بالمدح والتقريظ وتعتبره أمرا طبيعيا ، وتنتفض بغضب أمام أى نقد موضوعى وتعتبره هجوما شخصيا حتى لو كان يصب فى المصلحة العامة ، ليس هذا فقط فقد كشفت الساعات الماضية أن من ينادون بحرية وتطوير ودعم وسائل الإعلام من النخبة المثقفة هم أول من ينقلبون على الإعلاميين والصحفيين حال استخدامهم النقد المشروع لعرض مشكلات البلد.
النائب تامر الشهاوى
وحتى نكون محددين أكثر ، فقد نشر اليوم السابع تقارير عن أوضاع دائرة مدينة نصر ومشكلات أهالى الدائرة المختلفة ومنها مشكلات تخص المرافق والباعة الجائلين والأسواق العشوائية ومنها أيضا مشكلات تخص تواصل نائب الدائرة تامر الشهاوى مع أهالى مدينة نصر وشكاواهم ، وبالفعل شكا عديد من الأهالى من غياب التواصل بينهم وبين نائب الدائرة ، سواء التواصل المباشر أو حتى الرد على شكاواهم من خلال صفحاته المعتمدة على مواقع التواصل الاجتماعى
وعندما نقلنا شكاوى أهالى الدائرة فى التقارير المنشورة ، ونوهنا إلى ضرورة تفاعل النائب تامر الشهاوى مع مشكلات الأهالى ، توقعنا أن يبادر النائب بمجموعة من الإجراءات منها مثلا أن يرد على الشكاوى والاستغاثات الموجهة إليه على صفحاته على مواقع التواصل ، وأن ينزل بنفسه إلى مختلف أقسام ومناطق الدائرة ليستمع إلى الناس على الطبيعة ، وأن يبادر باستخدام أدواته الرقابية التى كفلها له البرلمان للضغط على المسئولين التنفيذيين فى حى مدينة نصر لإزالة أسباب الشكاوى
وتوقعنا أيضا أن يبادر النائب تامر الشهاوى بتوجيه الشكر لنا على ما بذلناه من جهد فى عرض مشكلات الدائرة وأن يرسل إلينا بيانا تفصيليا بما يود أن ينجزه لتحسين الأداء فى الدائرة ، وتوقعاتنا هذه جاءت نتيجة لما يرفعه النائب من شعارات براقة تدعو إلى دعم وسائل الإعلام للقيام بدورها النقدى فى خدمة المجتمع ولاهتمامه بمشكلات الصحف والمواقع الإلكترونية ودعوته الدائمة لدعمها من أجل وجود صحافة قوية ومتطورة فى مصر ، لكن الصدمة الكبرى ، أن النائب تامر الشهاوى لم يفعل أيا من توقعاتنا ، سواء فيما يتعلق بشكاوى أهل دائرة مدينة نصر أو التجاوب معنا لمتابعة جهودة المقبلة لتحسين الأداء فى الدائرة واعتبارنا كما يقول دائما واحدة من أهم الأدوات النقدية لعرض المشكلات والمساعدة فى إيجاد حلول لها
على عكس كل توقعاتنا ، اعتبر النائب تامر الشهاوى نقدنا المشروع لخدمة أهالى دائرة مدينة نصر هجوما شخصيا عليه ، وكأنه يقول : كيف تقتربون من دائرتى ومشاكلها ؟ إنتو متعرفوش أنا مين؟ " وبالفعل كتب النائب بوستا هجوميا يتوعدنا بالنائب العام ويهدد كل من فى اليوم السابع ، رئيس التحرير والمحررين وإدارة الموقع لمجرد تجرؤهم بالحديث عن مشكلات الدائرة ، بل وهدد بتشكيل لجنة تقصى حقائق واستخدام كل الأدوات البرلمانية التى بحوزته كنائب للرد علينا وإفحامنا ، يعنى بالبلدى "هيعرفنا شغلنا لأننا جرؤنا على الاقتراب من دائرة سعادته"
طيب يا سيادة النائب ، دعنا نسألك بالعقل : هل نصدق أحاديثك وشعاراتك عن الإعلام ودوره النقدى ضرورة دعمه وتطويره وفتح المجال أمامه ليكون إحدى وسائل التغيير فى بلدنا أم نصدق أدواتك البرلمانية التى ترهبنا بها؟ هل نصدق بوستاتك على فيس بوك بضرورة البحث عن أسباب إضعاف الإعلام أم نصدق غضبك ورفضك لكل أشكال النقد المشروع؟ وماذا تريد بالضبط من وسائل الإعلام ؟ هل تريدها محا وتمجيدا على طريقة بعض برامج التوك شو إياها ، أم تريدها أدوات نقدية فى خدمة المجتمع
وبعدين يا سيادة النائب ، أنت تهدد بتشكيل لجنة تقصى حقائق من نواب البرلمان للرد على من ؟ على تقرير نشرته اليوم السابع حول مشكلات الدائرة ؟ هل البرلمان بكل مشاغله ومهامه فاضى حتى نستخدمه كسلاح شخصى عند الغضب ؟ أليس من الواجب أن تبادر يا سيادة النائب بالاستماع إلى شكاوى أهل الدائرة ؟ أليس من الواجب أولا أن تنظر فى طبيعة استغاثات أهالى عزبة الهجانة وأهالى الحى العاشر وشكاوى سكان عباس العقاد ومصطفى النحاس من الباعة الجائلين على سبيل المثال لا الحصر؟
يا سيادة النائب ، أنت تقول لنا باختصار ، لا تصدقوا كلامى عن دعم وسائل الإعلام أو شعاراتى عن ضرورة تطوير وسائل الإعلام للقيام بدورها الخدمى النقدى ، أو بمعنى آخر " إن ما تقوله عن دعم وتطوير وسائل الإعلام شيئ وطريقة التعامل معها عند الاختلاف شيئ تانى خالص" ، وتقول لنا من خلال تهديداتك المبالغ فيها إن هناك فرقا كبيرا بين الشعارات المرفوعة وبين تطبيقها على الأرض ، ونحن نقول لك يا سيادة النائب : "شكرا الرسالة وصلت" ، لكننا لن نتوقف عن رسالتنا النقدية فى خدمة البلد وناسها وضمنهم طبعا أهالى دائرة مدينة نصر وسنستمر فى عرض شكاواهم واستغاثاتهم إلى أن يتم حلها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة