الجميع له معها ذكريات لا تنسى أيام الطفولة والحارة القديمة، وفى فصل الشتاء حيث كان الجميع يشعل مواقيد النيران للتدفئة، فى تتحدى أى مكيفات حديثة، عازلة للحراة فى فترة الصيف، إنها بيوت الطين التى عاش منا أجمل أيام طفولته فيها قديما، كما أكد العم "السيد" أقدم عامل بناء فى الشرقية، وسرد ل" اليوم السابع" ذكريات الزمن الجميل مع مهنة عامل البناء.
قائلا: إسمى "السيد حسن السيد" 70 سنة من قرية العواسجة مركز ههيا بمحافظة الشرقية، معروف فى القرية والقرية المجاورة، حيث شاركت فى بناء منازل أهالى القرية جميعا فى منتصف الستينات وأيضا مقابر القرية، وعن ذكرياته مع المهنة قال: "ورثت المهنة فى سن صغير، من جدى والد أمى وخالى، حيث كنت أكبر أشقائى ولم أذهب للمدرسة، أيامنا كانت المدرسة خارج القرية، والناس المقتدرة بس بتعلم عيالها والفقراء اللى زينا بيتعلموا صنعة، وأتعلمت الصنعة من جدى، كان بياخدنى معاه وبدأت أشرب منه الصنعة من حيث معرفة تخمير الطين ثم عمله قوالب والبناء به، أتذكر أول فلوس حصلت عليها من الصنعة كانت 8 صاغ وذلك كان سنة 1968، حيث شاركت مع جدى فى بناء منازل أهالى القرية.
وأضاف: بعد وفاة جدى عملت مع عامل بناء آخر وكان معجب بشغلى، وكان يعطينى فى الأسبوع 70 صاغا زيادة عن جميع العمال لإجادتى فى العمل، وسنة 1978 بدأت أستقل بذاتى، وتزوجت ورزقنى الله بالذرية الصالحة، وبدأت أنطلب خارج القرية وبدأت أحصل على فلوس كويسة، بداية من عام سنة 1980 ، وكنت بشتغل بالمتر، والمنزل كان يتكعب بالمتر والمنزل، كان يأخذ يومين من حيث يوم تجهيز العجينة ويوم البناء، كنا نبنى أربعة غرف، وكان معايا عمال تساعدنى عددهم من 3 عمال، وبنت مئات البيوت من الطين، وشاركت فى بناء بيت العمدة القديم بالقرية.
وتابع العم "السيد" نستخدم الطين ومواد أخرى فى بناء البيت ومادة الطين تتميز بأنها مادة عازلة للحرارة أثناء الصيف، المنزل المبنى من الطين يتحدى المكيفات الحديثة والتى لا تستطيع أن تصمد أمام درجات الحرارة المرتفعة، وأيضاء فى فصل الشتاء تحتفظ بدرجات الحارة والطين يعدل الرطوبة ويمتصها من الهواء
وعن أهم ما يميز منازل الطين، أنها رطبة و حلوة فى الصيف ودافئة فى الشتاء، لكنها لن يعبها سقوط الأمطار هذا الشىء الوحيد الذى ممكن يهددها بالسقوط لو زادت المياه، باستثناء ذلك تتحدى أى شىء وتعيش أكتر من 100 سنة دون سقوط.
واستطرد العم "السيد" لم أتوقف عن العمل فى المهنة، ولكن المهنة بطلت لوحدها لم أتوقف عنها، لكن الجميع بدأ يبنى منازل من الطوب الأحمر فى منتصف الثمانيات، وبدأت أتجه لبناء المقابر، حيث شاركت فى بناء جميع مقاير القرية من الأغنياء والفقراء، وبنيت جميع الأفران البلدية بالقرية، وأول مقبرة بنيتها كانت لسيدة تدعى الحاجة "خضرة أم رضوان" وحصلت من أسرتها على 3 جنيهات سنة 1985، أول فرن بلدى بنيته كان لزوجتى قولت أتعلم فيه وطلع جيد ومن هنا بدأت سيدات القرية تطلب منى بناء أفران بلدية لها، والمهنة توقفت تماما فيما عدا بناء مقبرة أو فرن بلدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة