عروسة المولد أو حصان المولد، واحدة من أقدم العادات القديمة للمصريين، والتى لها أثر طيب فى نفوس المواطنين وخاصة الأطفال، والتى حرص ومازال يحرص المواطنون على شرائها، لإدخال البهجة فى نفوس أطفالهم.
بقليل من الماء والسكر يمكن صناعة عروسة أو حصان المولد فى وقت قصير لا يتجاوز الـ10دقائق، إلا أن هذه المهنة أوشكت على الانقراض بمرور السنين، بعد ارتفاع أسعار السكر، فضلا عن غزو الأسواق بالعرائس البلاستيك، ولكن يبقى لعروسة المولد الحلوى مكانتها رغم المشاكل التى تواجه هذه المهنة.
"اليوم السابع" قام بجولة داخل أحد اقدم مصانع عروسة المولد بالمحلة، والذى يعد المصنع الوحيد المتبقى حتى الآن، بعد إغلاق 3 مصانع أخرى كان تعمل فى تصنيع عروسة المولد.
يقول فؤاد الشامى البالغ من العمر 67 عاما، أن المصنع تم إنشاؤه منذ 40 عاما لتصنيع عروسة وحصان المولد النبوى من السكر، مشيرا إلى أنه ورث هذه المهنة من والده، ولا يعرف غيرها طيله حياته.
وقال الشامى، إن تصنيع حصان وعروسة المولد يحتاج للماء والسكر فقط، ويتم إذابه السكر فى الماء على درجة غليان معينة، مع تقليب السكر حتى يكتمل ذوبانه، وبعد الذوبان يتم صب السكر فى "قوالب" خشبية بها رسومات الحصان والعروسة وأشكال اخرى منها السفينة والمركب الصغير، وبعد الصب فى القالب يتم تفريغ الزوائد فى إناء السكر المغلى، حتى لا يكون هناك زوائد فى العروسة أو الحصان، وبعد ذلك يتم خلع المنتج من القالب، ثم مرحلة اللصق على قطعة خشبية حفاظا عليها من الكسر، ثم المرحلة النهائية"التزيين"، مؤكدا أن تصنيع العروسة والحصان لا يستغرق أكثر من 5 دقائق.
وأضاف أن الزبائن يأتون إلى المصنع من قرى المحافظة، وبعض المدن، لعرضه فى المعارض والمحلات والفروشات المنتشرة بالشوارع، ويتم وضع هامش ربح على المنتج للكسب منها، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر السكر كانت سببا رئيسا فى انخفاض معدل الانتاج لأقل من نصف الكمية، حيث كان ينتج 20 طنا فى الموسم الواحد، والآن ينتج المصنع 6 أطنان فقط، موضحا أن العروسة تباع بالكيلو، حيث يبدأ سعر الكيلو من 17جنيها، وحركة البيع ضعيفة وأوشكت هذه المهنة على الانقراض.
وأكد فؤاد الشامى، أن المحلة كان بها 4 مصانع لتصنيع عروسة المولد، ولكنها أغلقت أبوابها، فى الوقت الذى رفض فيه ترك المهنة التى ورثها عن والده، والتى أصبحت مهنة نادرة فى الوقت الحالى، مشيرا إلى أنه يعمل فى المهنة منذ صغره، حيث تتراوح الأسعار مابين 20 و25 جنيها للكيلو، مشيرا إلى أن معظم الإقبال على العروسة يأتى من زبائن الأرياف والعزب التابعة لمدينة المحلة، وأيضا الفروشات التى تنتشر فى المحلة قبل المولد النبوى الشريف.
أما السيد المنسى عامل بالمصنع فقال أن يعمل فيها منذ أكثر من 30عاما وتعتبر هذه المهنة اوشكت على الانقراض، مشيرا إلى أن غلاء الأسعار اثر على الانتاج فضلا عن غزو السوق بالعرائس البلاستيك، التى ضربت سوق العروسة الحلوى.
وأوضح أن عمله بالمصنع يتلخص فى صب السكر المذاب فى قوالب العروسة أو الحصان، ثم يتركه للحظات، وبعد ذلك يقوم بإعادة صب الزوائد فى الإناء للتأكد من عدم وجود زوائد فى قالب العروسة، مشيرا إلى أنه يتم إضافة كمية بسيطة من ملح الليمون للحفاظ على قوام السكر، مشيرا إلى أن حركة السوق كانت تكاد معدومة بسبب غلاء سعر السكر، ولكن بعد انخفاض سعره زاد الإنتاج بنسبة بسيطة.
وأشار المنسى إلى أنهم يصنعون عرائس المولد قبل شهر من المولد النبوى الشريف، وينتهى العمل بانتهاء ليلة الاحتفال بالمولد، على أن تعود حركة التصنيع فى العام القادم، مشيرا إلى أن اكثر الزبائن تأتى من الأرياف وأيضا الباعة السريحة الذين يفترشون الشوارع فى يوم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.
أما محمد عبد العزيز عامل بالمصنع، فقال إنه يعمل بمصنع العرائس منذ 15عاما، ويختص بـفك العرائس من القالب، وهى المرحلة التى تلى الصب فى القالب، مشيرا أنه لا يعرف مهنة غيرها، ويعمل بها شهر واحد كل عام، وبعد ذلك يعمل فى مهنة أخرى لكسب الرزق.
بدوره، يقول عادل الشامى أنه يعمل فى تصنيع عروسة المولد منذ 60عاما، مشيرا إلى أنه يقوم بلصق العروسة على قطعة خشبية حفاظا عليها من الكسر، مؤكدا أن حال المهنة اختلف عما كانت عليه فى السابق فكان هناك عدد كبير من المصانع، وكان هناك إقبال على الشراء، إلا أن هذه المهنة أوشكت على الانقراض.
وتابع: "العرائس البلاستيك غطت السوق، ولكن الطفل يحب العروسة السكر لأنه بعد مابيلعب بيها بياكلها"، لافتا إلى أنه يستخدم السكر فى لصق العروسة بالخشب، ولا يستخدم أى مواد فى عمليات اللصق، بينما يتم وضع أصباغ على العرائس الملونة، ولكن هذه العرائس ممنوعة من التداول لخطورتها على الصحة، مؤكدا أن المصنع لا يستخدم أى ألوان أو إضافات على العرائس حفاظا على صحة المواطنين.
ويضيف سعد الشامى المسئول عن التزيين بمصنع حلوى عروسة المولد، أن التزيين يختلف من عروسة لأخرى حسب الشكل والحجم، مشيرا إلى أنه يستخدم ورق الفضة وورق الهدايا فى التزيين، ويتم إخراج أشكالا أخرى للعروسة منها الشيخ والفلاحة وأيضا الغجرية، لافتا إلى أن العمل يبدأ منذ اليوم الخامس من شهر صفر الهجرى وحتى يوم 12ربيع الأول الموافق الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، مؤكدا أنه يستخدم سكر ودقيق وجيلاتين فى لصق أوراق الزينة على العرائس وإخراجها فى شكلها النهائى تميهدا لبيعها للجمهور.
عدد الردود 0
بواسطة:
AMMAR
حمى الله المصريين من
بعد هذه الصورة لأقدم مصنع لعرايس المولد يتضح من أين أتى ارتفاع نسبة الأمراض المتعددة في مصر ... إنه مصنع لإنتاج وتصدير الأمراض للشعب ... حسبنا الله ونعم الوكيل ... لا رقابة من الصحة أو المحليات ... ربنا ينتقم منهم جميعا.