كشفت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية عن تقرير حكومى يقدم بعض التوقعات لتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق، وهو الاتجاه الذى يسير نحو رئيس الوزراء بوريس جونسون.
فوفقا لمعلومات حكومية غير مسبوقة نشرتها الصحيفة، فإن بريطانيا تواجه نقصا فى الوقود والغذاء والدواء و انهيار لثلاثة أشهر فى موانئها وحدود صعبة مع إيرلندا وارتفاع تكلفة الرعاية الاجتماعية فى حالة خروجها من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق.
وتقول صحيفة "صنداى تايمز" إن الوثائق التى حددت "الهزات الارتداداية" الأكثر احتمالا لخيار بريكست بدون اتفاق بدلا من سيناريوهات الوضع الأسوأ، قد ظهرت فى الوقت الذى تبدو فيه المملكة المتحدة تتجه بشكل متزايد نحو انفصال عن الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق.
وتم تقديم هذا الملف الشهر الجارى من قبل مكتب مجلس الوزراء تحت اسم رمزى " المطرقة الصفراء"، ويقدم لمحة نادرة على التخطيط السرى الذى يجرى تنفيذه من قبل الحكومة لتجنب انهيار كارثى فى البنية التحتية للبلاد.
الملف الذى تم وصفه بأن رسمى وحساس، وتطلب تصريح أمنى على أساس قاعدة "الحاجة إلى المعرفة" للحصول عليه، مهم كما تقول الصحيفة لأنه يقدم التقييم الأكثر شمولا لاستعداد بريطانيا لخيار بريكست بدون اتفاق. وينص الملف على أن الرأى العام والشركات يظلا غير مستعدين إلى حد كبير لخيار الخروج بدون اتفاق، وأن الإرهاق المتزايد للخروج من الاتحاد الاوروبى قد أعاق تخطيط الطوارىء الذى توقف منذ تاريخ المغادرة الأصلى فى مارس الماضى.
وقال مصدر رفيع بالحكومة للصحيفة البريطانية إن هذا ليس "مشروع الخوف"، بل هو التقييم الأكثر واقعية لما يواجهه الرأى العام مع خيار الخروج بدون صفقة. وهذه سيناريوهات مرجحة وأساسية ومعقولة، وليس أسوأ سيناريو.
ومن بين المعلومات التى كشف عنها الملف أن الحكومة تتوقع عودة الحدود الصعبة مع إيرلندا حيث إن الخطط الراهنة لتجنب قيودا واسعة سيتبين أنها غير مستدامة، وربما يثير هذا احتجاجات وقطع للطرق وتحرك مباشر.
وستأثر الأعطال الناتجة عن أشهر من التأخير على الحدود على توزيع الوقود، مما قد يؤدى إلى تعطيل إمدادات الوقود فى لندن وجنوب شرق إنجلترا. وذهب الملف إلى القول بأن ما يصل إلى 85% من الشاحنات التى تستخدم معابر القناة الرئيسية قد لا تكون جاهزة للجمارك الفرنسية، وربما تواجده تأخيرات تصل إلى يومين ونصف.
سوف يستمر التعطيل الكبير فى الموانئ لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل أن يتحسن تدفق حركة المرور بنسبة ما بين 50 إلى 75% من المعدل الحالى. كما أن تعريفة استيراد البنزين التى حددتها الحكومة بنسبة 0%، ستؤدى عن غير قصد إلى إغلاق اثنين من مصافى النفط وفقدان ألفى وظيفة وإضراب واسع النطاق، مما سيعطل توفير الوقود.
من ناحية أخرى، ستكون الإمدادات الطبية عرضة للتأخير الشديد للغاية، حيث تدخل ثلاثة أرباع الأدوية إلى البلاد عبر معابر القناة الرئيسية. وسيتم تقليل توافر الغذاء الطازج كما سيكون هناك ارتفاع فى الأسعار، والذى ستعانى منه الفئات الضعيفة.
وتشير التوقعات أيضا إلى احتمال وقوع اشتباكات بين سفن الصيد البريطانية والمنطقة الاقتصادية الأوروبية وسط توقعات بأن تبحر 282 سفينة فى المياه البريطانية بشكل غير قانون فى يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى.
كما أن الاحتجاجات التى ستقع فى جميع أنحاء بريطانيا قد تتطلب كميات كبيرة من موارد الشرطة.
ويأتى الكشف عن هذه المعلومات فى الوقت الذى يشر فيه رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إلى أنه قد يحدد موعدا لإجراء انتخابات عامة بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الاوروبى لو نجح زعيم حزب العمال المعارض جيريمى كوربين فى تصويت سحب الثقة، لمنع المتمردين من أن تتوفر لديهم القدرة على وقف البريكست بدون اتفاق.
ويجرى جونسون استعدادات لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل اجتماعات مجموعة السبع هذا الأسبوع. إلا أن الحكومة البريطانية قللت من أى احتمال لحدوث انفراجه تتعلق بالبريكست، كما أن ألمانيا تعتقد أن الخروج بدون صفقة مرجح للغاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة