"الدم عمره ما يبقى ميه".. هذا المثل الشعبى الذى تربينا عليه منذ الصغر يقصد به التراحم والمحبة والمودة والترابط بين أصحاب الدم الواحد فى العائلة الواحدة، ولكن مع تبدل الأزمان، وتغير النفوس والابتعاد عن القيم راح هذا المثل، وما يعنيه من معانى جميلة أدراج الرياح، وتبدلت كلمته من "الدم عمره ما يبقى ميه" إلى "الدم أصبح فعلا ميه".
هذا الأمر جاء واضحا من خلال عدد من الجرائم الغريبة على المجتمع وتقاليده وأعرافه، ابن يقتل والده أو يقتل والدته أو شقيق يقتل شقيقته أو شاب يقتل ابن عمه، والسبب هنا خلافات على ميراث، خلافات بسبب لهو الأطفال، خلافات بسبب الجيرة، أو خلافات بسبب الحد الفاصل للأرض الزراعية .
وجريمة اليوم التى وقعت أحداثها بإحدى قرى مركز ومدينة طهطا شمال محافظة سوهاج لم تحترم حرمة الدم فى الأشهر الحرم هذه الأشهر الحُرُم التى يوضع فيها القتال "إلا ردًّا للعدوان"، وتُضاعف فيه الحسنة كما تضاعف السيئة وذهب الشافعى، وكثير من العلماء إلى تغليظِ دِيةِ القتيلِ فى الأشهر الحُرُم.
ترجع الواقعة عقب تلقى الأجهزة الامنية بمديرية أمن سوهاج برئاسة اللواء حسن محمود مدير الأمن بلاغا عن إطلاقا للأعيرة النارية بناحية قرية نزلة خاطر دائرة المركز ووجود متوفى ومصابة تم نقل الجثة والمصابة إلى مستشفى طهطا العام الجثة تحت تصرف النيابة العامة والمصابة لتلقى العلاج.
على الفور ونظرا لما تشكله الواقعة من خطر على الأمن العام تم إخطار العميد طارق يحيى رئيس مباحث المديرية والذى كلف بسرعة تحريك قوة من مركز طهطا لمكان الواقعة، وسرعة إلقاء القبض على الجناة والسلاح المستخدم فى الواقعة.
قاد التشكل فريق البحث العقيد أحمد عزيز رئيس فرغ بحث الشمال والرائد محمد كمال رئيس مباحث المركز ومعاونو مباحث المركز، حيث تم الانتقال على رأس مجموعة قتالية وتبين من التحريات الأولية بوقوع مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية بناحية قرية نزلة خاطر دائرة المركز والتى نتج عنها وفاة "حمام أ أ م" 50 سنة مزارع متأثرا بإصابته بطلق نارى بالبطن وإصابة "هدى م س م" 31 سنة ربة منزل زوجة شقيقه بطلق نارى أعلى الفخذ الأيسر فتحتى دخول وخروج ويقيمان بناحية دائرة المركز.
تم تطويق منطقة إطلاق الأعيرة النارية، وتم إغلاق المداخل والمخارج الخاصة بالقرية، من أجل تضييق الخناق على الجناة، وإلقاء القبض عليهم وبحوزتهم السلاح المستخدم فى واقعة القتل والإصابة.
أثناء السير فى خطة البحث وبسؤال شقيق المتوفى "محمود أ أ م" 32 سنة عامل اتهم نجلى عمومتهما كلاً من "عبد الله ع أ ع" 55 سنة مزارع و"كمال ع أ ع" 64 سنة مزارع ويقيمان بذات الناحية بإطلاق أعيرة من سلاح نارى كان بحوزتهما مما أدى لوفاة الأول وإصابة الثانية وعللا سبب ذلك لوجود خلافات عائلية.
كما تم تضيق الخناق وبتنشيط المصادر والمرشدين السريين تم التوصل إلى مكان اختباء المتهمين بارتكاب الواقعة داخل الزراعات المتاخمة لمكان الواقعة.
أسفرت الجهود عن ضبط المتهم الأول، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وضبط المتهم الثانى وبحوزته السلاح المستخدم عبارة بندقية آلية عيار 7.62 × 39 تحمل رقم 40076 ].
بمواجهته اعترف أيضا بارتكاب الواقعة تم تحريز السلام المستخدم فى الواقعة وكذلك فوارغ الطلقات النارية، وتم تحرير محضرا بالواقعة، وجار العرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة