المنظرون من فوق الأسرة بغرف النوم، والجالسون خلف «الكيبورد» من أدعياء «المفهومية» والمعرفة فى كل شىء، من الأبرة للصاروخ، ومن علوم الذرة، إلى علوم البحار والفلك والميتافيزيقا الذين يهاجمون الدولة ومؤسساتها الأمنية عقب كل حادث إرهابى، ويتهمونها بالتقصير، نسألهم ما رأيكم فى نجاح الأجهزة الأمنية فى كشف المخططين والمنفذين للحادث الإرهابى الوقح الذى نال من مرضى السرطان بمعهد الأورام، فى 4 أيام فقط؟!
نعم، رجال الأمن المصرى وفى 4 أيام استطاعوا فك شفرة الخلية الإرهابية، التى اتخذت من وكرين، مختلفين، مخبأ، الأول فى مركز سنورس بالفيوم، والثانى فى مدينة الشروق.
اللافت، والذى يجب أن تُرفع له القبعات، أن رجال الأمن لم يكتشفوا الخليتين بهذه السرعة فحسب، وإنما الكشف كان بمهارة أمنية رائعة، تمثلت فى العثور على كل الأدلة والبراهين الموثقة بالصور والفيديوهات، بدءاً من توديع عضو حركة حسم الإخوانية منذ العملية الوقحة، لأسرته، ومرورا بخط سيره وصولا لموقع الحادث، بجانب صور كل المشتركين وأماكن اختبائهم، وخططهم.
هذه الأدلة والبراهين الدامغة، وغير القابلة لأى شك، يؤكد مدى الاحترافية التى تتمتع بها الأجهزة المعلوماتية المصرية، وأيضا القدرة على الوصول إلى الجناة الإرهابيين بسرعة فائقة، وما جمعته من أدلة دامغة تثبت تورطهم، لقطع كل طرق التشكيك والتسخيف أمام خونة الداخل والخارج، والجالسين خلف «الكيبورد» يُنظرون من فوق الأسرة، فى عملية القبض والتوصل للجناة الحقيقين!!
أيضا، هؤلاء الشامتون فى كل جريمة إرهابية تقع فى مصر، ثم يحاولون قلب الحقائق من خلال الترويج على مواقع التواصل الاجتماعى، وأيضا من المنابر الإعلامية الإخوانية والمعادية، ومحاولة إلصاق اتهام التقصير بالأجهزة الأمنية المصرية، نسألهم، إذا كان الأمن المصرى مُقصر، فماذا عن الأمن فى أكبر دولة على وجه الأرض، الولايات المتحدة الأمريكية؟!
أمريكا، بجلالة قدرها، شهدت حادثين إطلاق نار دمويين وقع ضحيتهما 31 قتيلا الأسبوع قبل الماضى فى كل من تكساس وأوهايو بينهما ساعات.. فى وقت تقدر دراسات بأن عدد قتلى الولايات المتحدة من حوادث العنف العشوائى خلال الـ50 عاما الأخيرة فاق خسائر البشرية من الحروب التى خاضتها منذ نشأة الولايات المتحدة.
فلماذا لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية منع الحوادث والجرائم قبل وقوعها، بما تمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية وتكنولوجية لا مثيل لها فى العالم..؟! ولماذا لم يخرج منظرون أمريكان يُسخفون ويشككون من أجهزتهم الأمنية، ويتهمونها بالتقصير؟!!
الحقيقة، أن الغالبية الكاسحة من المصريين يثقون فى أجهزة بلادهم الأمنية، وفى القلب منها المعلوماتية، كما أظهر حادث معهد الأورام، قدرة الأجهزة التى واصلت الليل بالنهار لكشف شفرات الحادث، فى وقت قياسى، ما يؤكد أن هناك تنسيقا وتعاونا عالى المستوى فيما بينها.
ولا أخفى سعادتى البالغة بقدرة رجال الأمن، وتوصلهم بسرعة فائقة إلى الإرهابيين المخططين والمنفذين للحادث الإرهابى الوقح، واقتحام مقراتهم سواء فى الفيوم أو منطقة الشروق، ما يعكس، وكما أشرنا أن هناك تنسيقا وتعاونا على مستوى رفيع من الاحترافية بين جميع الأجهزة المعلوماتية، وهو ما يعد نجاحا مبهرا، ومصدر ثقة وفخر واعتزاز بقدرة الأجهزة!!
وستظل مصر آمنة مستقرة، طالما هناك رجالا لا يخشون الموت، وعيون ساهرة تحرس هذا الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة