مع ذكرى جائزة نوبل فى الآداب، خاصة تلك الجائزة الوحيدة التى منحت فيها الجائزة الأرفع عالميًا فى عالم الثقافة والأدب، لأديب عربى عام 1988، وحصل عليها الأديب العالمى نجيب محفوظ، يتذكر الكثيرون اسم الأديب الكبير يوسف إدريس، والأزمة التى نسبت له بعد فوز الأول بنوبل، والهجوم الذى قاده "إدريس" بعد ذهاب الجائزة لصاحب الثلاثية.
وتمر اليوم الذكرى الـ28، على رحيل الأديب الكبير يوسف إدريس، إذ غاب عن عالمنا فى 1 أغسطس من عام 1991، عن عمر ناهز 64 عامًا، إذ إصابته بأزمة قلبية.
وكان الأديب الكبير أحد أشهر الأسماء المطروحة للفوز بجائزة نوبل فى الآداب من الأدباء العرب، قبل أن تذهب الجائزة للأديب الكبير نجيب محفوظ، وهو ما أثار جدلا كبيرا حول مدى غضب الأول من منح "محفوظ" الجائزة، ويبدو أن للجوائز مسلسل كبير من الجدل سبق الحديث عن جائزة نوبل.
وبحسب كتاب "ضحايا يوسف إدريس وعصره" للناقد والشاعر شعبان يوسف، فإنه بعد فوز يوسف إدريس بجائزة مجلة "حوار" اللبنانية عام 1965، أثار الفوز لغطا كبيرا بين الأدباء والكتاب، خاصة بعدما ما أثير حول أن الجائزة مشبوهة، وحوصر يوسف إدريس لرفض الجائزة، وهبت عاصفة من الرفض والإدانة لتلك الجائزة، لأنها ممولة من "المنظمة العالمية لحرية الثقافة: والتى أتضح أن تمويلها كان من حلف الاطلنطى.
وهنا شعر "إدريس" بأنه لابد من اتخاذ موقف، حتى لا يكون محل انتقاد دائم لدى المثقفين، خاصة أن الحياة الثقافية والسياسية والفكرية، كانت تعيش فى شكل ومضمون وتوجهات عدائية لذلك الحلف الاستعمارى، ولكن قبل أن يحسم يوسف إدريس موقفه من الجائزة، حدث أن استدعاه مكتب الرئيس جمال عبد الناصر، وأبلغه سامى شرف سكرتير الرئاسة آنذاك، تقدير الرئيس لموقفه، وقام الأخير بإرسال مظروف إلى يوسف إدريس، يحتوى مبلع ألفين وخمسمائة جنيه مصر، وهو مبلغ يوازى قيمة الجائزة وقدرها عشرة آلاف ليرة لبنانية، ويزيد قليلا، وحين حاول يوسف إدريس أن يقول شيئا، أفهمه المسئول خطورة مراجعة قرار الرئيس، وأن ذلك سيغضبه" وهى واقعه ذكرها الدكتور فاروق عبد القادر فى كتابه " البحث عن اليقين المراوغ قراءة في قصص يوسف إدريس".
قصة أخرى يذكر الناقد شعبان يوسف فى كتابه سالف الذكر، وهى مع جائزة صدام حسين، فعندما منحته لجنة الجائزة فى بغداد الجائزة، منحته له مناصفة بينه وبين الفنان الفلسطينى جبرا إبراهيم جبرا، فغضب يوسف إدريس غضبا كبيرا، وأرسل إلى صدام حسين خطابا يراجعه فيه فى مسألة المناصفة، وبالفعل تم منح إدريس الجائزة كاملة، دون مناصفة، وهنا طلب إدريس إلغاء فكرة المناصفة تماما، واستجاب صدام لتلك الفكرة.
وعند غزو صدام للكويت، صدرت أصوات تطالب يوسف إدريس برد الجائزة، رفض إدريس ذلك المطلب، وقال: "لو الجائزة سترد الحاكم، وتجلعه يتخلى عن حماقته، سوف يفعل ذلك، ولكنه يعلم بأن ذلك لن يحدث، كما أنه قال بأنه لن يرد الجائزة بالعند فى هؤلاء الذين يجلسون على المقاهى، ويصدرون الأوامر لهذا الكاتب وذاك الأديب، وهو لن يحقق لهم تلك الأغراض، لأنه لا يعمل وفقا لابتزاز أى جهة، أفرادا كانت أو جماعات، أو مؤسسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة