عندما كتبت مقالا يوم الأربعاء الماضى، تحت عنوان «هل يسحب الفيفا تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر وإسنادها إلى مصر؟!» وتضمن المقال طرح أسئلة عن قدرة مصر فى تنظيم بطولة الأمم 2019 التى ضمت 24 منتخبا لأول مرة، وذلك فى 5 أشهر فقط، ومدى الإبهار فى حفل الافتتاح، وإعجاب رئيس الاتحاد الدولى بالتنظيم، وإعجاب مليار و500 مليون من الذين شاهدوا الافتتاح فى العالم، بالحفل والتنظيم، وفوجئت بالمسخفين من أراذل الناس، أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفين معها، وقيادات حركة 6 إبريل، يستخفون من طرح السؤال، المنطقى، فى محاولة منهم لخنق الحلم وقتله بداخلنا.
وفى العرف السياسى فى كل الدول، بما فيها إسرائيل، المعارضة تختلف مع النظام، سياسيا، ولا تختلف على حب الوطن وتقدمه وازدهاره، ولا نجد التفافا لكل المكونات والطيف السياسى الإسرائيلى إلا حول القضايا الوطنية، رغم التناحر السياسى بينهم، بينما فى مصر، هناك خلط ناجم عن جهل «عصامى» بين حب الوطن، والاختلاف مع النظام، وشخصنة هذا الخلاف الطبيعى، وتأطيره بالكراهية المفرطة للوطن قبل النظام، وهى كراهية لا يمكن أن نصفها إلا بالخيانة للوطن!!
ونسأل المنتقدين والمسخفين والمشككين، لماذا نقلل من ذاتنا ومن قدراتنا وإمكانياتنا، وما هى قيمة الحياة دون أن نحلم؟! الشعوب المتقدمة تحلم أحلاما كبيرة، وتسعى بكل قوة لتحقيقها، وما من تقدم مذهل فى مجال من المجالات إلا وبدأ بحلم، تحول لفكرة، آمنت بها الشعوب، وبذلت الجهد الكبير لتنفيذها!!
ولماذا نحن لا نحلم، ونسعى جاهدين لتحقيق أحلامنا، وهل هناك شعب أعرق من المصريين؟! ألم يكن بناء الأهرامات سوى حلم؟! وهل تحطيم خط بارليف الذى أجمعت كل إمبراطوريات العسكرية الكبرى من أمريكا للاتحاد السوفيتى بأن تدميره يحتاج أطنانا من القنابل الذرية والديناميت، ففعلها المصريون بفكرة بسيطة، لم تخطر على بال أعتى القادة العسكريين فى العالم، وهى خراطيم المياه، كان حلما؟
نعى، أن جماعة الإخوان الإرهابية، وحركات وائتلافات ساخطة، لا هم لها سوى التقليل والتشكيك فى قدرات هذا الوطن، ومحاولات وأد أحلام الشعب بقسوة وعنف، وحصر خلافاتهم السياسية، فى إعاقة الوطن من التقدم وتحقيق النجاحات، وهى اعتقادات تنال منهم، وتحط يوميا من شعبيتهم، ويحصدون المقت والاشمئزاز الشديد من الإجماع الشعبى ضدهم!!
وتعالوا نقر بحقائق ثابتة، ونقارن إمكانيات مصر بغيرها من الدول المتقدمة فى عالم الساحرة المستديرة، فبطولة الأمم الأفريقية التى تنظمها مصر حاليا، واكبت تنظيم البرازيل لبطولة كوبا أمريكا، ورغم أن مصر استعدت للبطولة قبل انطلاقها بخمسة أشهر فقط، إلا أنها استطاعت تجهيز الملاعب لتواكب نظيرتها فى الدول الكبرى، والدليل لم يتقدم منتخب من المنتخبات المشاركة فى البطولة الأفريقية 2019 بشكوى واحدة للجنة المنظمة عن سوء ملعب من الملاعب المصرية المقام عليها فاعليات البطولة، أو حتى الملاعب المخصصة للتدريب، فى المقابل اشتكى عدد من فرق كوبا أمريكا من سوء أرضية الملاعب البرازيلية، وتقدمت بشكاوى للجنة المنظمة هناك، رغم أن البرازيل نظمت من قبل أهم بطولتين عالميتين، كأس العالم، والأولمبياد!!
هذه حقائق وفق معلومات وأخبار منشورة، وليس من بنات أفكارى، فما هو رد المسخفين والكارهين للوطن؟! الحقيقة أن هناك فارقا شاسعا بين الخلاف السياسى، والاختلاف مع الوطن وكراهية نجاحاته وتقدمه وازدهاره!!
مصر قادرة على تنظيم بطولة كأس العالم، ولو قرر الاتحاد الدولى سحب البطولة من قطر وإسناد تنظيمها للقاهرة، تستطيع مصر تنظيمها وبشكل رائع، فيكفى أن لديها كوادر بشرية، قادرة على قهر المستحيل، وهل حفر قناة السويس الجديدة فى عام، بعيد عن الأذهان؟ ولن نتحدث عن معجزة بناء السد العالى وتحطيم خط بارليف المنيع!!
وستبقى مصر، بلد المعجزات، وقاهرة المستحيلات، رغم أنف كل خائن ومتآمر وكاره ومغرض!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة