تمثل الخصومات الثأرية الملف الأصعب فى محافظات الصعيد، وخاصة محافظة قنا التى تشهد سقوط ضحايا نتيجة تلك العادة التى تشغل اهتمام كافة القطاعات الأمنية والتنفيذية، خاصة أنها تعمل على انتشار وترويج الأسلحة النارية فى القرى التى تشهد صراعات بين العائلات نتيجة استمرار نزيف الدماء وسقوط ضحايا من الجانبين.
"سلسال الدم" لم يكن فى سياق الدراما المصرية لكنه واقع رصدته "اليوم السابع" عندما نجحت جهود الأجهزة التنفيذية بإشراف اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا فى لم شمل العائلات المتناحرة التى جلست بين حالات الترقب وحمل الأكفان، وتقديم القودة لإنهاء بحور من الدم لتظهر مراحل عناق تجمع أطراف الخصومات، وسط تكبيرات من الحضور ليتم وقف وإنهاء الخصومة الثأرية بين العائلتين فى مشهد تخالطه الدموع.
جهود محافظة قنا لم تتوقف عند حد بل امتدت لعقد جلسات عرفية مع العائلات المتناحرة لتقريب وجهات النظر ونزع فتيل الخلافات بين كافة الأطراف خلال الخمس سنوات التى حققت فيه المحافظة مجهوداً كبيراً وامتدت الجهود وصولاً لاستهداف أطراف الخصومات الثأرية قبل ارتكابهم جرائم القتل والأخذ بالثأر عن طريق شن مديرية أمن قنا حملات استباقية فى استهداف أطراف الخصومة، يعقبها جلسات عديدة لنزع فتيل الخلاف قبل سقوط ضحايا جدد يصعب من مهمة لجنة الخصومات فى القيام بمهام عملها.
الخصومات الثأرية فى قرى قنا، زادت حدتها بعد ثورة يناير حيث حصدت أرواح وسقط فيها مصابون نتيجة انتشار السلاح عقب حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها أغلب محافظات مصر فأصبحت كافة القرى بالمحافظة بها خصومة أو اثنتين، وشهدت مشاجراتهم تبادل إطلاق النار بين العائلات، وخاصة فى قرية الحجيرات وحمردوم وأبو حزام ومركز أبو تشت.
أرقام وزارة الداخلية ومحافظة قنا خير شاهد ودليل على تصدر محافظة قنا قائمة المحافظات الأكثر فى عقد جلسات الصلح وإنهاء للخصومات الثأرية، والتى وصلت إلى 110 خصومات ثأرية خلال خمس سنوات آخرها التى شهدتها المحافظة فى شهر يوليو والتى نجحت فيها جهود لجنة المصالحات بالتنسيق مع محافظة قنا بين عائلتى الفوايد والصبارى.
وقال اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، لـ"اليوم السابع": "أنا أذهب بنفسى للعائلات ليعم السلام بينها، ومحافظة قنا أحرزت تقدمًا كبيرًا فى مجال الأمن وإنهاء النزعات القبلية خلال السنوات الأخيرة، وأن الخصومات الثأرية لها تأثيرات سلبية على المجتمع، وتعوق التنمية".
وأضاف "الهجان"، أن المحافظة تقدمت بمؤشر جيد على تغير ثقافات وأفكار أهالى قنا نحو إنهاء الخلافات الثأرية بالصلح، وجهود رجال الأمن وأعضاء لجنة المصالحات والدور التوعوى لوسائل الإعلام ودور الثقافة يؤدى لنبذ الخلافات بين العائلات".
وتابع: "قرية كوم هتيم سقط بها 17 شخصا وسيكون هناك انفراجة وسيكون صلح الموسم وستكون محافظة قنا دائماً(نمبر وان) فى القضاء على الثأر".
من جانبه قال اللواء مجدى القاضى مدير أمن قنا، إن المديرية تولى اهتمامًا كبيرًا لملف الخصومات الثأرية وتعمل وفق خطة بالتعاون مع المحافظة وأعضاء لجنة المصالحات والقيادات الشعبية لإنهاء كافة الخلافات للوصول نحو قنا خالية من الخصومات الثأرية مع شن حملات استباقية على القرى لمنع انتشار ظاهرة السلاح والقضاء عليه نهائيا بتكاتف جهود الجميع، وأنه لا تهاون مع أطراف الخصومات الثارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة