دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، جميع أهالي منطقة الجبل، مسيحيون ودروز، إلى التمسك بمصالحة الجبل، بغض النظر عن الأحداث والخلافات السياسية التي يشهدها لبنان في الوقت الحالي.
وأُبرمت مصالحة الجبل في عام 2001 برعاية من البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، والزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، لتنهي (حرب الجبل) أحد أكثر الفصول الدامية في الحرب الأهلية اللبنانية، بما شهدته من اقتتال عنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
وقال جعجع خلال زيارته إلى دار الطائفة الدرزية لتقديم العزاء في وفاة أحد كبار القيادات الدرزية: "بالسياسة يختلفون اليوم ويعودون للاتفاق لاحقا، إلا أن هذا الأمر يجب ألا ينعكس على المصالحة والأجواء العامة في قرانا وبلداتنا ومدننا في الجبل".
وأعرب رئيس حزب القوات اللبنانية عن أسفه البالغ جراء أحداث الاقتتال والاشتباكات العنيفة التي وقعت في الجبل قبل يومين وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، على خلفية جولة كان يجريها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، داعيا كافة الفرقاء المعنيين بهذه الأزمة إلى التحلي بالحكمة والهدوء لتجنب تداعيات الأحداث.
وحذر جعجع من خطورة إلقاء البعض لـ "التصريحات النارية المثيرة للحساسيات" ومطالبا باتخاذ العبر مما جرى، حفاظا على الجبل والسلم الأهلي والاستقرار، ومنعا لتكرار أية حوادث مماثلة في المستقبل.
وشهدت منطقة الجبل أمس الأول اشتباكات مسلحة، حيث قطع عدد من أنصار وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل، قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة