أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن إيران تجاوزت قيودًا رئيسية على كمية الوقود النووى التى يمكن أن تمتلكها بموجب الاتفاقية الدولية لعام 2015 التى تقيد برنامجها النووى، وأعلنت فعليًا أنها لن تلتزم بعد الآن باتفاق تخلى عنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ أكثر من عام.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، مشيرة إلى إن خرق هذا القيد، الذى قصر مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى حوالى 660 رطلاً، لا يمنح البلد بحد ذاته ما يكفى لإنتاج سلاح نووى. لكنه يشير إلى أن إيران قد تكون على استعداد للتخلى عن الحدود واستعادة المخزون الأكبر بكثير الذى استغرق سنوات من الولايات المتحدة وخمس دول أخرى لإقناع طهران بإرساله إلى الخارج.
وأعلن مصدر إيرانى مطلع لوكالة أنباء فارس، أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 فى إيران قد تخطى مستوى الـ 300 كيلوجرام. وقال المصدر إن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد توزينهم يوم الأربعاء الماضى، قاموا مرة أخرى الیوم الإثنین بتوزين المواد المخصبة (اليورانيوم المخصب) المنتجة من قبل إيران حيث تخطت السقف المحدد وهو 300 كجم.
ولم يتضح إلى أى مدى سيؤدى هذا التصعيد إلى مزيد من التوترات بين واشنطن وطهران والتى تصاعدت بالفعل بعد سقوط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار فى منتصف يونيو الماضى، مما كاد أن يدفع إدارة ترامب لتوجيه ضربات عسكرية لإيران.
وتعيد الخطوة التركيز إلى سعى إيران المستمر منذ عقدين للحصول على التكنولوجيا التى يمكن أن تنتج سلاحًا نوويًا، كما كان الحال قبل أن يبرم الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما والرئيس الإيرانى حسن روحانى اتفاقهما قبل أربع سنوات. وترفض إيران بدء أى مفاوضات جديدة مع إدارة ترامب، قائلة إنه يجب على الولايات المتحدة أولاً العودة إلى اتفاق عام 2015 والامتثال لجميع شروطه.
وفى حين لم يكن لإدارة ترامب رد فعل فورى على الإعلان، قال وزير الخارجية مايك بومبو الشهر الماضى إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران أبدا بالحصول على ما يكفى من الوقود لإنتاج سلاح نووى. وتضيف الصحيفة أنه كثيرا ما قال مبعوثه الخاص إلى إيران، براين إتش هوك، أنه بموجب اتفاق جديد ستصر الولايات المتحدة على "التخصيب الصفرى لإيران".
وقال فيليب جوردون، خبير شؤون الشرق الأوسط لدى مجلس العلاقات الخارجية ومسؤول الأمن القومى السابق بإدارة أوباما، فى مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" إن إيران على "منحدر زلق" للانسحاب الكامل من الاتفاق.
وبعد اجتماع استمر ساعات فى فيينا بين مسؤولى الدول الباقية فى الاتفاق ومسئولى إيران، وعد الأوروبيين بتفعيل آلية أنستكس وهى نظام مقايضة مع إيران للتعويض عن آثار العقوبات الأمريكية التى تقول بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنها غير حكيمة، غير أن قال مسؤولون إيرانيون قالوا إن الجهود غير كافية وليست فاعلة. وتلفت نيويورك تايمز إلى أن هوك أشار إلى أن العقوبات كلفت إيران 50 مليار دولار من مبيعات النفط المفقودة، وهو ما يتجاوز كثيرا التعويض الذى ستتيحه الآلية الأوروبية.
وبينما تشير الصحيفة إلى أن إيران تبدو على طريق حل الأجزاء الأساسية للاتفاقية خطوة بخطوة. فمن المحتمل أن يكون تجاوز حد المخزونات تكتيكا للتفاوض إلى حد كبير، وهى طريقة لفرض تكاليف على واشنطن بعد تحمل أكثر من عام من العقوبات. لكنها خطوة محفوفة بالمخاطر. ويراهن روحانى ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، الذى تفاوض على الاتفاق مع وزير الخارجية آنذاك، جون كيرى، على أن الأوروبيين سيعتبرون ترامب هو المسئول عن انهيار الاتفاق النووى، وليس إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة