صور..مناقشة إصدار "التعاونية العصرية" خلال احتفالية المعهد العالى للدراسات التعاونية.. حسن راتب:الحركات التعاونية ليست بديلا عن الحكومة والقطاع الخاص.. ويؤكد: عنصر يساعد فى تقدم الأمم وشريك أساسى لتحقيق التنمية

حسن راتب : الحركة التعاونية ترسى ثقافة العمل الجماعى وتنمى الابداع لدى الافراد


حسن راتب : الثورة الصناعية الرابعة جزء حاكم فى تغيير العالم


حسن راتب : 3 تريليون ارباح المنظمات التعاونية واكثر من 100 مليون عامل وفرت لهم الحركة التعاونية


مفيد شهاب :  العمل التعاونى تمتد جذوره فى تاريخ البشرية إلى اعماق الرسالات السماوية والحضارات العميقة ودستور مصر تطرق لها فى 14 مادة

مستشار وزير الزراعة: الحركات التعاونية تضم 12 ألف منظمة وعدد اعضاءها  18 مليون

نظم الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية العامة للدراسات التعاونية والمعهد العالى للدراسات التعاونية احتفالية كبرى مساء اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمى للتعاونيات، وبحضور نخبة من قادة الحركة التعاونية العالمية والعربية والمحلية وبمشاركة نخبة من العلماء ورجال الفكر والمثقفين.

وتضمنت الاحتفالية حوارا مفتوحا حول الإصدار الجديد لحسن راتب "التعاونيات العصرية" والاحتفال بإصداره بحضور نخبة من نجوم المجتمع فى كافة المجالات ومناقشة كافة الآراء حول كيفية النهوض بالتعاونيات، وإبراز دورها الهام فى نهضة المجتمع ومشاركتها الإيجابية والفعالة فى التنمية.

وشارك فى حضور الندوة الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى، والدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة، وطلعت عبد القوى أحمد عبد الظاهر، والدكتور سيد عبد الخالق ومحمود أبو النصر، وعدد من أعضاء مجلس إدارة المعهد العالى للدراسات التعاونية، والدكتور محمد الباز رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور ومقدم برنامج 90 دقيقة عبر فضائية المحور، وعدد من أعضاء الجمعية المصرية العامة للدراسات التعاونية.

وانطلقت فعاليات الاحتفالية بإذاعة السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، أعقبه إذاعة فيلم قصير تحت عنوان "الرسالة" تضمن نشأة الحركات التعاونية وتاريخها بداية من الاهتمام بها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرورا بتأسيس الاتحاد العام للحركات التعاونية، وكلمات مقتطفة للدكتور حسن راتب حول نكسات وتدهور الحركات التعاونية، حتى وصول الرئيس السيسى للحكم وإعادة الحياة للحركات التعاونية والنص عليها دستوريا.

وقال الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التعاونية، والمعهد العالى للدراسات التعاونية، إن التحديات التى تواجه الأمة محلية وإقليمية وعالمية ضخمة جدا، موضحا أن أخطر هذه التحديات ظاهرة التطرف، نتيجة غياب الاستقرار السياسى بالمنطقة وخير دليل على ذلك ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان.

وأضاف راتب، أن التحديات التى تواجه الأمة تؤثر بشكل كبير على الاستقرار، موضحا أن أخطر تلك التحديات الثورة الصناعية الرابعة التى تمثل تحديات فى الأمن الغذائى والمائى وفى ظل هذه التحديات الجسام العظيمة كان ينبغى أن نبدأ رويدا رويدا.

وتابع رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التعاونية، إذا كانت الثورة الصناعية الثانية كشفت عالم جديد للكهرباء فإن الثورة الصناعية الثالثة كانت ثورة فى الإلكترونيات، بينما الثورة الصناعية الرابعة اعتبر أنها إذا تخلف عنها المجتمع ضاع، خاصة وأننا نعيش فى مشكلة كبيرة وهى الزيادة السكانية الطاحنة.

واستطرد الدكتور حسن راتب، سنفاجئ أن العالم يعيش فى الثورة الصناعية الرابعة، وهى التى تعتمد على الجينات "جينتك" بمعنى أن النبات الذى يستهلك مياها سنذهب لنباتات أخرى لا تستهلك المياه ونحن ندخل إلى مشاكل فى الأمن الغذائى والوفرة المائية كلنا يعلمها ونعمل على تغيير جينات الانسان والنبات والحيوانات بات ضروريا.

وأردف راتب، أن التنمية البشرية أو ما يطلق عليها الثورة الصناعية الرابعة جزء حاكم فى تغيير العالم وإذا تخلفنا عن هذه الثورة تخلفنا عن العالم كله، وإذا عشناها أدركنا تماما أننا نلحق بالركب المندفع، للأسف اشعر أننا نعيش فى الثورة الصناعية الثالثة والثانية ولا نتطرق إلى الثورة الصناعية الرابعة "جينتك ".

وتابع الدكتور حسن راتب قائلا "إذا كان القرن العشرين أطلق عليه فى الثورة الصناعية الثورة الإلكترونية هى الغالبة فإن القرن الحادى والعشرين سيشهد الثورة الرابعة بشكل يفوق عقول البشر التى تعيش الآن، ويجب أن يدرك الجميع أنه إذا كان التراكيب السكانية فى مصر تزيد بمعدلات ضخمة تصل إلى 2.4 فى حين أن الدول المتقدمة تزيد بمعدل 3,0 % فقط، بما يؤكد أننا نمر بتحديات ضخمة لابد وأن نواجهها ولن نواجهها إلا إذا لحقنا بركب الحضارة فيما يطلق عليه الثورة الصناعية الكبيرة، وتلك المسألة تحد كبير جعل الأمة تعانى من فقر الحاجه وفقر الفرصة، ويمكن تغطية فقر الحاجة بمعاشات التكافل ومشروعات الإسكان.

وأكمل الدكتور حسن راتب حديثه بأن التعاونيات تعالج ما يطلق عليه فقر الفرصة، موضحا أن هناك 28% من السكان فى مصر يعيشون على 61 ألف كيلومتر مربع والباقى كله يعيشون نفس المساحة على الدلتا، مما يؤكد وجود خلل فى التراكيب الاجتماعية وإعادة ترتيب هذه التراكيب أمر هام.

وأكد الدكتور حسن راتب، أن المجال التعاونى يهدف إلى إعادة بناء لطبقة المتوسطة والتى اعتبرها أنها طبقة الإبداع والمثقفين ويخرج منها الأفراد إلى الطبقة العليا، موضحا أن الطبقة المتوسطة التى بدأت تتآكل وفقا لبيانات مصادرها الأمم المتحدة، مؤكدا أنه لم نخلق مواطنا مصريا جديدا وإذا لم نلحق من يعتمد على نفسه وإلا يعيش فى حالة تكالية، بحيث نستنهض بداخله كيف يشارك ويمارس فى المجال التعاونى.

وتابع راتب، أن الحركة التعاونية ترسى ثقافة عمل جماعى وتنمى إبداعات كل فرد ويجب أن يعلم الجميع أنها ليس حركة أو منظومة اجتماعية واقتصادية فقط، ولكن تساعد أن تشرك الإنسان فى حركة التنمية باعتباره الأداء والهدف.

وأكد الدكتور حسن راتب، أن الدول المتقدمة أخذت بالحركة التعاونية رغم أننا أحوج إليها، موضحا أن مبادئ التعاون معروفة، والفيصل ليس رأس المال وإنما العمالة والقوى البشرية، موضحا أن آخر تقرير للأمم المتحدة كشف أن الدولة المتقدمة ذات مؤشرات سعادة عالية أكثر الدول تقدما فى الحركات التعاونية.

واختتم راتب حديثه باحتفالية اليوم العالمى للتعاونيات بالتطرق إلى نماذج تصلح كانطلاقة للحركة التعاونية فى مصر ولمجتمع التعاونى الأول بحيرة ناصر فى أسوان بالصعيد لخلق منهم مجتمع تعاونى متكامل زراعة وثروة داجنة ونباتية وكذلك استخدام الطمى فى الأسمدة بعد مخلفات الثروة الحيوانية وإقامة أكبر مشروع بما يعود على أهل المنطقة بفرص عمل حقيقية وتفريغ سكانى ولدينا تصور لإنشائه بهذا الشكل.

وأضاف الدكتور حسن راتب أن النموذج الثانى للمجتمع التعاونى فى بئر العبد فى سيناء بحيرة البردويل وهناك 4 مآخذ تستطيع أن تزرع من خلالها 40 ألف فدان بتلك المنطقة الميزة النسبية فى سيناء موجودة فى الثورة الرابعة، حيث موجود 400 نبات غير موجود سوى بسيناء فقط، متابعا علينا أن نخلق الكوادر التى تفعل ذلك ونقيم ثورة حقيقية بما يساعد النهوض بالحركات التعاونية.

وتابع "نقول بمنتهى الصوت المرتفع والشفافية إن الحركة التعاونية وفقا للمنهج العلمى والأسلوب العلمى القادرة على أن تكون الشريك الحقيقى الحاضر لتحقيق التوازن بين الرأسمالية التى لا يحكمها إلا الربح والخسارة، مؤكدا أن الحركة التعاونية ليس بديلا عن الحكومة والقطاع الخاص ولكنها عنصر مساعد شارك فى تقدم الأمم بأكثر من 30% ويكفى أن أكثر من 3 تريليون كان أرباح المنظمات التعاونية وأكثر من 100 مليون عامل وفرت لهم الحركة التعاونية حياة حقيقية، وأن الحركة التعاونية بالعالم أصبح 10 % من سكان العالم يعملون فيها وثلث سكان العالم يعيشون عليها.

واستطرد، أن فكر السيسى عندما بدأ فى العاصمة الجديدة وضع أمامه هدف إنشاء جامعات جديدة عالمية، ولابد أن ترتبط من الجامعات المتقدمة يعطى رسالة للمجتمع بان يكون التعليم ليس تقليديا بل يتواكب مع كل التقدم فى العالم.

ومن جانبه قال الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى، أن العمل التعاونى تمتد جذوره فى تاريخ البشرية إلى اعماق الرسالات السماوية والحضارات العميقة وهو سوك انسانى عرفته البشرية وهو أحد أهم أضلاع تحقيق الإصلاح الاقتصادى بأى مجتمع، خاصة فى مراحل الأزمات الاقتصادية.

وأضاف مفيد شهاب، أن الحديث عن التعاونيات يجب أن تكون محل اهتمام ممن كل بيدهم أمور وطننا، وبالتالى العمل التعاونى أحد أجنحة الاقتصاد الهامة، موضحا أن هناك مفارقة رغم أهمية إيمان الكل بالحركات التعاونية إلا أنه لا يوجد اهتمام به الا نظريا وليس من الناحية التطبيقية، بدليل أن دستور 2014 يخصص 11 مادة للحديث عن هذا الضلع من اضلاع الاصلاح الاقتصادى ليكون جنب إلى جنب بجوار القطاع العام والخاص.

بدوره قال سعد نصار محافظ الفيوم الاسبق ومستشار أول وزير الزراعة أن الحركة التعاونية المصرية من اقدم الحركات ومؤسسها عمر لطفى 1908 منذ أكثر من مائة عام وتشمل حوالى 12 الف منظمة على مختلف المستويات بالقرى والنجوع والمراكز المختلفة وتضم فى عضويتها حوالى 18 مليون عضو ويتم اختيار أعضاء مجالس إداراتها وفقا للديمقراطية.

وتابع أن النظام التعاونى نمط اقتصادى اجتماعى يؤكد على القيم الايجابية بالمجتمع ويحض على التكاتف والترابط ويظن البعض أن النظام التعاونى يرتبط بنظام الاقتصاد الاشتراكى وهذا غير صحيح على الإطلاق.