فى سلسلة المقالات، والتى وصل عددها اليوم 16 مقالا، عن الأسئلة اللغز حول القصص التى وردت بالكتب المقدسة، ولم يذكرها شاهد أثرى، أو تحدثت عنها وثيقة تاريخية، أو نقش واحد فى أى حضارة من الحضارات القديمة، وليس المصرية فحسب، فإن البعض يحاول التأكيد على أن هذه القضايا قُتلت بحثا، فلماذا إثارتها الآن..؟!
والحقيقة أن هذه القضايا الغائبة عن الأذهان، لم تحسم بعد، وطالما لم تحسم، ومازالت معلقة، فإن التعاطى معها واجب، ولا يمكن أن يعطى العلماء والباحثون فى الآثار «علم المصريات» بل يجب على وزارة الآثار المصرية أن يكون لديها إستراتيجية وخطط واضحة للبحث والتنقيب عن كنوز مصر، فلا يمكن أن يخبرنا القرآن عن قصص عظيمة وعبقرية، جرت وقائعها على الأراضى المصرية، والوزارة والمراكز العلمية المتخصصة لا تبذل جهودا ضخمة فى البحث والتنقيب للكشف عن الشواهد الأثرية التى ستزيح الغموض الذى يكتنف التاريخ المصرى، إذا علمنا أن مصر تسبح على بحيرة من الآثار..!!
إذن القضايا الغائبة، ولم يُحسم أمرها، ستظل خاضعة للتناول، والاجتهاد، والبحث، ولا يمكن إغفالها، ولا يعنى أن هناك أبحاثا أو اجتهادات لعلماء وباحثين تناولت هذه القضية أو تلك، وأدلت بدلوها، أن القضية ستُغلق، طالما لم يحسم أمرها بشكل قاطع، وفقا للأسانيد العلمية المدعمة بالأدلة والبراهين، وبما أن هناك 60% من الآثار المصرية لم يتم اكتشافها، فإن البحث فى أسرار التاريخ وألغازه سيستمر ولن يتوقف، خاصة أن هناك سؤالا خبيثا يردده المستشرقون بشكل دائم، عن السر وراء عدم تسجيل الآثار والوثائق التاريخية المصرية، لحادثين عظيمين، غرق الفرعون وجيشه الجرار، وابتلاع الأرض لقارون، وهما الحدثان اللذان ذكرهما القرآن الكريم، ومع بعض محاولات العلماء والباحثين، التأكيد على أن فرعون وقارون من الهكسوس، إلا أن الحادثتين وقعتا على الأراضى المصرية، وأن الآثار والتاريخ المصرى ذكرا الهكسوس واحتلالهم لمصر ما يقرب من قرنين، وتجاهل الحادثتين العظيمتين..!
القرآن الكريم ذكر أحداثا جساما، مثل غرق فرعون وجيشه الجرار، وابتلاع الأرض لقارون وكنوزه وأمواله، وهلاك قوم هود وقوم لوط، وأن ورود هذه القصص على سبيل العبرة والعظة للبشرية، ويبقى الأمر بين أيدى رجال الآثار والتاريخ، وأسباب تحركهم بسرعة النمل، فى البحث والتنقيب عن الآثار، خاصة فى أواريس عاصمة الهكسوس «صان الحجر» حاليا، لفك هذه الألغاز، والإجابة على أسئلة المستشرقين الخبيثة..!!
فى سورة القصص، يقول المولى عز وجل، وقوله الحق: «إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِى الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ».. وقال أيضا فى نفس السورة: «فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ».
وهناك تأكيد من رواة الأحاديث، والباحثين فى علوم الأديان، بأن قارون، ابن عم سيدنا موسى، عليه السلام، وكان متجبرا، وحاول كثير من علماء الدين التأكيد أن فرعون من بنى إسرائيل أيضا، وذكر القرآن أن فرعون وجيشه ابتلعهم البحر، وقارون وكنوزه التهمتهم الأرض، ما يؤكد أن الحدثين وقعا تباعا وفى توقيت متزامن، ومع ذلك لا يوجد شاهد أثرى ولا وثيقة تاريخية واحدة، ذكرت أيا من الحادثين، رغم ضخامتهما، وتأثيرهما الكبير على الأوضاع الداخلية وأمن واستقرار الدولة حينها..!!
وللحديث بقية إن شاء الله...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة