استضافت مؤسسة نوافذ ثقافية، حفل مناقشة ديوان "العادى ثائرا وشهيدا" للشاعر وائل فتحى، الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، وذلك فى النادى الاجتماعى بالسويس، بحضور عدد من شعراء السويس، منهم الشاعر إبراهيم جميل الدين التونى، الشاعر أحمد عابد، وأدار اللقاء الكاتب الصحفى محمد عبد الرحمن.
وقال الباحث والناقد إبراهيم عاطف، إن التجربة الشعرية لـ وائل فتحى مهمة، فهى تمد صلة قرابة معرفية وإبداعية وثقافية مع الموروث الغنى للعامية المصرية الممتدة منذ بيرم التونسى وفؤاد حداد وفؤاد قاعود وجاهين والأبنودى وحجاب وغيرهم من أجيال العامية المصرية.
وأضاف "عاطف" وتأتى لغة الشاعر وائل فتحى عبر 14 قصيدة عامية داخل ديوانه" العادى ثائرًا وشهيدًا" لغة شاعرة تنتسب إلى ما يطلق عليه عامى اللغة وفصيح الدلالة والتأويل، فموضوعات القصائد تشتبك مع الواقع الثقافى المصرى والعربى عبر لغة مشحونة بحرارة الواقع لغة تتحاور مع الطبيعة وتصارع الواقع المصرى العنيف عبر ثنائية ضدية تنقل الجدل القائم ما بين الموت والحياة ما بين الكلام والصمت والجفاف والمطر لتصنع اساطيرها الخاصة بالفطرة، كما يقول داخل الديوان وعبر استلهام الدين ليتحول إلى قوة إبداعية تعبر عن فهم المصريين للحياة، ورغم الحسية الشديدة فى التعامل مع اللغة إلا أن هذه الحسية له وظيفة شعرية ونفسية فالشاعر يسعى إلى فضح الزيف والخيانة ويوظف قصائد الديوان من أجل الكشف والتعرية والتفكيك كل التقاليد والقيم المجتمعية الزائف وأن كان بشكل يكشف عنف اللغة التى تنقل لنا عبر التكرار والتشبيه جزء من عنف الحياة اليومية.
وأوضح الناقد إبراهيم عاطف، أن نصوص الديوان كلها بشكل عام تعبر عن ذات تعانى الاغتراب وتبحث عبر الشعر والوحى والتخيل والدعوة إلى الثورة والبحث عن الله والحقيقة وتخلط مابين المقدس واليومى لتنقل لنا تجربة ثرية تكشف عن بحث الإنسان الدائم عن الحرية عبر توسل زمانية اللغة ومكانيتها فى بعث النشوة عبر نقل الواقع بكل تفاصيله وخاصة ما يدور من أحداث سياسية وتغيرات اجتماعية كبرى وأسئلة تحاول العامية المصرية الاجابة عنها شعرًا.
من جانبه قالت الشاعرة والباحثة فكرية غانم، إن الديوان يتضمن مجموعة من الإشكاليات غير المحلولة فى النقد الأدبى بشكل عام، وعلى رأسها عملية طرح النص فى أكثر من شكل، وهذا ما أدلل عليه بـ visibilility وهى الرؤيوية، وكيف يرى الشاعر الأمور أهى أحادية أم تعددية؟ كما أن الأسطورة لفظا وتناصا وجسدا لها حضور ملحوظ.
وأضافت "غانم" اللون له بطولة فى هذا العمل حيث جاء اللون الأخضر بتدليل جمالى نمائى غاية فى الروعة، ودل الأزرق على الصدمات، وبالطبع اللون الأحمر فى الدماء، ووهج الشمس وسطوة الغضب وجمال الخدود والصهد المشاعرى.
وأشارت الشاعرة فكرية غانم، أن اللغة تراقب نفسها فى كتابته بين البوح ، وفنيات الكتابة وشهادته هو عنها. فتارة يصفها بالكذب "وتارة يعليها، ويصف نفسه في( أما بعد):
"أنا ميراث اللغة أنا اللى مرغم ع الكلام
حتى ولو بالصمت
غوانى علم الإشارة وابتليت "
وتبزغ مفردات تمثل التكرار فى الحدوتة الإنسانية المحكية على يديه مثل: العرى، الرغبة، الفطرة ، المصير، الصدفة.
مؤكدة على أن لغة ديوان "العادى ثائرا وشهيدا" لوائل فتحى لغة شاعرية تأتى بانسيابية دون تكلف وافتعال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة