إنجاز لا يقدر عليه إلا الكبار، عنوان يصلح لتصدى مصر لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية فى زمن قياسى لا يتجاوز أشهر معدودة بعد اعتذار الكاميرون فى اللحظات الأخيرة عن استضافة البطولة، ولم يكن أمام الكاف إلا أن يسند البطولة لدولة من اثنتين إما مصر أو جنوب أفريقيا، فهما الدولتان اللتان تمتلكان بنية أساسية قوية واستادات على أعلى مستوى وسبق وأن نضمت كل منهما أحداثا رياضية عالمية، ووقع الاختيار على القاهرة فى النهاية ليبدأ مشوار التحدى والإبهار لأهم بطولة عالمية بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.
كان التحدى الكبير أمام مصر لا يتمثل فى بنية أساسية ولا وجود استادات دولية أو فنادق على أعلى مستوى فى المدن التى تقام عليها مباريات البطولة سواء القاهرة أو الإسكندرية أو السويس والإسماعيلية وبورسعيد، ولكن التحدى كان فيما أضافته روسيا خلال تنظيمها كأس العالم الأخيرة من إنجازات على مستوى التنظيم والتأمين وتكنولوجيا تصوير المباريات، وكذلك القدرة على الاستفادة القصوى سياسيا وسياحيا من استضافة البطولة الدولية.
وبالفعل شرعت الأجهزة الرياضية بمساندة كل مؤسسات الدولة فى صناعة بنية رياضية حديثة فى أشهر قليلة، فتم تخصيص جهة خاصة لإعادة تحديث الاستادات الستة المخصصة لمباريات البطولة وكذلك الملاعب الفرعية، التى من المقرر أن تستضيف 24 فريقا مقسمة إلى مجموعتين فى القاهرة ومجموعة فى كل من الإسكندرية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، على أن يتم تقسيم الاستادات بنظام المقاعد المرقمة.
كما تم تدشين شركة تذكرتى التى تولت تصميم نظام إلكترونى متكامل لحجز التذاكر، كما تم استحداث نظام الـfan id على غرار ما كان متبعا فى كأس العالم بروسيا، بحيث تكون بطاقة المشجع أو الـ fan id بمثابة بطاقة هوية للمشجع المصرى والأفريقى والأجنبى لا يتم السماح له بدخول منطقة الاستادات إلا بها، كما منع هذا النظام فى الحجز والتعريف بالمشاهدين أى احتمال للعشوائية والارتباك كما كان يحدث سابقا، وأصبح المشجع يستطيع الحصول على الـ fan id وتذاكر المباريات بضغطة زر من الكمبيوتر الخاص به أو موبايله أيا كان مكانه فى مصر أو خارجها.
أيضا التنظيم المحكم لمجموعات البطولة بعد زيادة عدد الفرق المشاركة، يحسب للجنة المنظمة وأجهزة الدولة المساندة التى تولت كل كبيرة وصغيرة ولم تترك شيئا أو احتمالا دون أن تعمل حسابه، خاصة فى المناطق المحيطة بالاستادات ومناطق تجمع المشجعين قبل وبعد المباريات، فمثلا كانت لفتة نشر الحمامات فى محيط الاستادات لفتة حضارية، بالإضافة إلى المحال الخاصة بالأزياء والأعلام والمأكولات السريعة ومختلف احتياجات المشجعين
والمتوقع فى هذه البطولة، قياسا على حفل افتتاح قرعة المجموعات، أن تحقق قدرا كبيرا من النجاح والإبهار، ليس على مستوى الاحتفال والختام فقط، بل على مستوى التنظيم والتصوير ونقل المباريات وتأمين المشجعين والمباريات، وهو نجاح نرجو أن يتزامن معه نجاح منتخبنا الوطنى فى الوصول للأدوار النهائية وإسعاد المصريين بكأس البطولة.
ويبقى سؤال كبير بعد هذا الجهد الكبير المبذول فى تنظيم البطولة الأفريقية والانتقال بالحدث الرياضى الدولى على الأراضى المصرية إلى المستوى العالمى، هل ينتهى بانتهاء بطولة أفريقيا؟ ألا يستحق هذا الجهد الكبير المبذول فى الارتقاء بالمنظومة الرياضية المصرية كلها أن يبقى ويصبح تطويرا دائما لمنظومتنا الرياضية من أول بطاقة المشجع ونهاية بحجز تذاكر المباريات وصولا إلى البيئة الحضارية حول الاستادات؟
سؤال نتمنى الإجابة علن بالإثبات، وأن تستمر شركة تذكرتى لإدارة مختلف الرياضات المصرية وليس كرة القدم فقط، كما تتولى المجموعة التى تصدت لتطوير الاستادات لرفع مستوى سائر الأنشطة الرياضية المصرية، وإنهاء عصر الجماهير المشاغبة والشماريخ والهرجلة والعشوائية، يارب.. آمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة