فى تاريخ الشعوب الكثير من البطولات والتضحيات التى يذكرها التاريخ فى سطور بشكل عابر، لكن ذلك لا يغفل أبدا أن وراء هذه السطور قصص يجب أن تروى، ولا نكتفى فقط بالإشارة إليها فى عجالة.
"فيلم الممر" واحد من الأعمال التى قرر صناعه أن يدخلون إلى ما وراء السطور، فهو عمل يجسد حالة سينمائية مختلفة عن السائد ويجب أن تستمر، ويكفى أنه العمل الوحيد الذى غرد خارج السرب، ويجب أن يحكم عليه من باب ما بقى منه فى الوجدان وفى ذاكرة تاريخ السينما فيما بعد.
تأخرنا كثيرا فى أن نقدم لأبناء مصر عمل سينمائى كالتى رأيناها وشهدناها فى فيلم "الممر" فطالما طالبنا المسئولين فى الدولة والمهتمين بصناعة السينما بالبحث فى دفاتر البطولات والتضحيات التى قدمها الشعب المصرى لكن لم يكن يسمع أحد، إلا أنه أخيرا تمت تلبية النداء بفيلم يفوق التوقعات ويفتح الباب أمام نوعية نتفقدها منذ سنوات طويلة وفى نفس الوقت عمل يضم مشاهد أكشن وتفجيرات قدمت بفكر مختلف.
الإضافة التى يشكلها العمل لصناعة السينما تكمن فى فكرة التجربة وأهمية التجريب والباب الذى فتح لكل من خاف من دخول تلك المنطقة كصناع ومخرجين، فالمخرج شريف عرفة استطاع أن يختار فريق العمل بدقة كل منهم فى مكانه الصحيح، إضافة إلى أنه استطاع أن يخرج أفضل ما لديهم، ونتمنى المزيد خاصة فى نوعية من نوعية فيلم الممر التى قلما ما تندر بها السينما فأخر عمل تناول بطولات أولاد مصر كان قبل سنوات طويلة.
فيلم الممر عمل يتوج بطولات من سبقونا فى التضحية من أجل الوطن، عمل يعتبر وثيقة على تلاحم المصريين بكل أطيافهم وجذورهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة