شاهد المحارب الصغير.. رحلت أمه ومرض أبوه فتحمل مصاريف الأسرة "ولسه بيذاكر"

الأربعاء، 12 يونيو 2019 12:26 م
شاهد المحارب الصغير.. رحلت أمه ومرض أبوه فتحمل مصاريف الأسرة "ولسه بيذاكر" الطفل فتحى
منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تكاتفت ظروف الحياة على الطفل "فتحى" الذى قرر أن يعول أسرته بعد وفاة أمه ومرض والده، ففي قرية الديرى التى تختبئ داخل محافظة بني سويف بصعيد مصر، يعيش هذا البطل الصغير الذى لا يملك من الدنيا سوى 12 عامًا وقلبًا ينزف حزنًا على فراق أمه.

يقول فتحى :  "من يوم ما أمى ماتت وأنا حاسس الدنيا بتتغير" ، حيث توفيت أمه منذ عامين بعد صراع مع المرض اللعين في الدم وبعد أن أنجبت أخته سما بثلاثة أيام، ومنذ هذا الوقت تغير كل شيء مرض والده إثر حادث أليم أثناء عمله في المحارة وعجز عن العمل بالشكل الأمثل والإنفاق على أبنائه، فقرر الطفل النزول لمجال العمل بجانب دراسته، وأصبح مسئولًا عن أسرة كاملة مكونة من الأب والأخ والأخت الصغيرة التى لم تتعدى العامين.

يستيقظ الطفل البريء من نومه مبكرًا للذهاب لمدرسته ويعود في الثانية عشرة ظهرًا ليبدل ملابسه ويبدأ يوم عمل شاق سواء كعامل يومية في الحقول أو مساعد لمبيض محارة يحمل الرمل و"المونة" نظير مبالغ زاهدة لا تتعدى الـ"35" جنيها يقول فتحى" روحت لأبويا وقلتله أساعدك يابوي عشان انت تعبان ورجليك وجعاك فقالى خلاص روح، ساعات أقبض 15 أو 20 أو 35 جنيه أروح أديهم لأبويا يجيب لبن، أو يديهم لجدتى تجيب أكل وتطبخ لينا".

 ويكمل الصغير حديثه لـ "اليوم السابع" قائلًا : " أنا برجع من الشغل على المغرب ضهرى وجعني، أقعد أذاكر شوية وبعدين أنام، مابخدش دروس خالص المادة عندنا بـ25 جنيه ابويا قالي خد مادة واحدة واحمد ربنا عليها، الدروس كلها 160 جنيه هنجيب منين، قبل ما أمى تموت كنت شاطر وبطلع الأول على الفصل لكن دلوقتى أنا سقط سنة خمسة وبعيدها، وبكون مكسوف قوى لما حد من زمايلي يشوفنى وأنا بشتغل، انا نفسى أروح زى أصحابي المدرسة وأبقى شاطر زيهم وأكبر وأطلع حاجة حلوة عاوز أطلع ضابط".

 وأضاف فتحي: "أنا بحب أخواتى محمد وسما وبصوم وبسبح وأقول الأذان وأحفظ سور صغيرة من القرآن، أنا نفسي أصب البيت بتاعنا عشان الحشرات والحر بينزل علينا".

كلمات تملؤها البراءة والتلقائية وأمنيات بسيطة يتمناها الصغير، فرغم المعاناة والشقاء الذى يعيشه "فتحى" إلا أن وجهه الصبيح تستقي منه كل كلمات التفاؤل والسعادة، ضحكته الجميلة والبريئة تهز قلبك عند سماعه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة