القارئ أحمد صابر يكتب: تخير كتابك لترسم حياتك

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 12:00 م
القارئ أحمد صابر يكتب: تخير كتابك لترسم حياتك شخص يقرأ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" إذا قرأ الغبيُ الكثيرَ من الكُتب الغبية ، سيتحول إلى غبي مُزعج و خطير جداً ، لأنه سيصبح غبيًا واثقًا من نفسه و هنا تكمُن الكارثه "

 

جملةٌ كتبها برنارد شو ولخصت الكثير من أسباب التعصب والتخلف عند الكثير من الناس ، فليس كل من يقرأ كتابًا يفهم مغزاه ، ولربما كان هذا الأمر أكثرَ خطورةً من عدم القراءة نفسها ، فمن لا يقرأ في النهاية قد أضر بنفسه ،

أما القارئ دونَ فهمٍ هو مشروع أحمقِ مستقبليٍ يضرُ نفسَه ومن حوله أيضًا ، فتراه يتكلم بما لا يفهم ويثق في نفسه أشد الثقة ، بل والأخطر من ذلك أنه يري الناس من حوله كما يري العاقلُ مجنونًا يثرثر فيزداد فرحًا وثقةً بعقله الفقير ،

أو كما يري المولودُ الناسَ من حوله فلا هو يفهم ما يقولون ولا يراهم سوي حمقي يحركون شفاههم ويضحكون بلا سبب ولا هدف ..

 

فالمرونةِ في الفهم يفتقدها الكثير من الناس ،

 فتراه إذا قرأ في الفقه والدين أخذ الكلام بنصه حفظًا دون فهم المقصد العام ، والتزم بالظاهر دون معرفة الجوهر  ، وإذا قرأ موقفًا تاريخيًا استشهد به في غير موضعه وأسقطه علي الواقع بشكلٍ سخيفٍ ليبرر موقفًا آخر  ، وإذا قرأ عن الحرية أصبح متهورًا متملقًا ،

 وإذا قرأ عن الظلم أصبح ناقمًا غاضبًا ، وإذا قرأ عن الجهاد أصبح قاتلًا ،

ذلك المسكينُ ربما يصل إلي مكانةٍ تمكنُه من اتخاذِ قراراتٍ تؤثر في الكثير من الناس وعلي حياتهم ،  فداعش تكونت نتيجةَ عدمِ الفهم لمعني الإسلام وطبيعة الجهاد ،

مثله كالذي يدافع عن أخطاء أي جهةٍ لكونه متعلقًا بالهدف العام ولا يقتنع بشئ سوي هذا الطريق وفقط ،

جميعهم متفقون أن الغايةَ تبرر الوسيلةَ سواء كانوا داعش أو غيرها من الجماعات المتهورة ..

 

لذلك ، علي القارئ أن يعرف أنه ربما يكون مخطئًا في الفهم، فلا يحارب من أجل فكرةٍ ويخلص لها إلا إذا تحقق منها بشئ من العقل والحياد ، ومهما بلغ الإنسانُ من الفكر واقتنع بمبدأ ، لابد أن يضع احتمالَ أن يكتشف خطئًا فيه في يوم من الأيام، وألا يتردد حينها في تغيير الطريق وأن يلتزمَ الصدقَ مع النفس  والشجاعةَ في الفعل فلا يبقي علي طريقٍ قد تبين خطأه ، وإلا يصبح متعصبًا يحارب لأجلِ وجهته الخاصة ولو اختلفت من الهدف الأسمي ،

 وهذا هو الفرق بين السوي والمتعصب ، الأولُ عنده مرونةٌ في قبولِ الخطأ والإعتراف به ومعالجتِه ، والآخرُ لا يقبلُ الخطأ ولا يعترف به ويرفض معالجتَه ..

 

ومما يتسبب في ذلك التعصب القراءةُ من منظورٍ واحد يدعم الفكرةَ التي يتبناها الفرد ، فتجده يقرأ ويسمع ما يؤيد فكرته ويترك ويسفه ما يتعارض معها ..

 والحل أن يوازن الإنسان في كل شئ ولا يعطي لفكرةٍ أكبرَ من حجمها حتي لا تصبح هدفَه الأوحد فيضيع الكثيرَ من الوقت والجهد ثم يكتشف أنها سراب دمر حياته وكتب نهايته ...










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة