مبدعو العالم.. الروسى ميخائيل بولجاكوف.. منع كتبه حتى الموت

الإثنين، 10 يونيو 2019 09:30 م
مبدعو العالم.. الروسى ميخائيل بولجاكوف.. منع كتبه حتى الموت الكاتب ميخائيل بولجاكوف
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتّاب المهمين فى العالم ميخائيل بولجاكوف، وهو كاتب ومؤلف روائى روسى، عاش فى زمن الاتحاد السوفيتى عاش فى الفترة بين (1891 – 1940).
 
ألف بولجاكوف عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية المهمة، فى مقدمتها روايته الشهيرة "المعلم ومارجريت" المعروفة أيضًا بعنوان "الشيطان يزور موسكو"، تعرضت معظم أعماله الأدبية للمنع والحظر نظرًا لما احتوته من انتقادات لممارسات السلطات السوفيتية، ولم تنشر إلا بعد وفاته عام 1940.
 
المعلم
 
بدأ بولجاكوف حياته المهنية بالعمل طبيبًا، ولكنه سرعان ما هجر الطب حبًا بالكتابة والتأليف. كان أول عمل أدبى كبير يؤلفه بولجاكوف هو "الحرس الأبيض The White Guard"، نشر هذا العمل على شكل أجزاء عام 1925، وهو يقدم صورة واقعية ومتعاطفة مع سلوك مجموعة من الضباط البيض المناوئين للحركة البلشفية خلال الحرب الأهلية فى روسيا.
 
وقد قوبل هذا الأمر بعاصفة من النقد العنيف الصادر عن دوائر رسمية نظرًا لعدم وجود أى بطل بلشفى فى الرواية، مما دفع بولجاكوف إلى إعادة تقديم الرواية على شكل مسرحية حملت عنوان "The Days of the Turbins"، فلاقت نجاحًا كبيرًا حين عرضت عام 1926، ولكن السلطات الحكومية حظرت عرضها فى البلاد.
 
فى عام 1925، نشر بولجاكوف كتابًا ساخرًا بعنوان "Devirtlies"، تضمن نقدًا ضمنيًا للمجتمع الشيوعى السوفييتي، وبطبيعة الحال تعرض هذا العمل إلى المنع أيضًا. وفى ذات العام، نشر بولجاكوف أيضًا "Heart of a Dog"، وهو عمل هزلى يسخر فيه مما يسمى بالعلوم الزائفة.
 
ميخائيل بولجاكوف
 
تمتعت مؤلفات بولجاكوف بشعبية كبيرة فى أوساط القراء نظرًا لواقعيتها وحس الفكاهة فيها، بيد أن انتقاداتها المتزايدة للممارسات السوفييتية لاقت اعتراضًا متزايدًا من طرف السلطات الحكومية.
 
وبحلول عقد الثلاثينيات من القرن الماضى، أصبحت مؤلفات بولجاكوف ممنوعة من النشر، كما رفض جوزيف ستالين السماح له بالسفر خارج الاتحاد السوفييتى.
 
فى عام 1932، عمل بولجاكوف مستشارًا أدبيًا لإدارة مسرح الفنون فى موسكو، وكتب فى تلك الفترة مسرحية تراجيدية حول وفاة موليير. وقد صدرت نسخة منقحة عن هذه المسرحية عام 1936، وعرضت لسبعة أيام على خشبة المسرح قبل أن توقفها السلطات بسبب ما تضمنته من انتقاد مبطن لستالين والحزب الشيوعى.
 
ألّف بولجاكوف عملين آخرين عظيمين خلال عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، حمل الأول عنوان "Black Snow: A Theatrical Novel"، وهى رواية أشبه بالسيرة الذاتية تتناول حياة الكواليس فى مسح موسكو، وتتضمن سخرية شديدة من الممثل المسرحى قسطنطين ستانيسلافسكى.
 
أما العمل الثانى فكان "المعلم ومارغريت The Master and Margarita"، وهو رواية جميلة وأخاذة تعالج مسألة فلسفية عميقة تعنى بمواضيع الصراع بين الخير والشر، وتدور أحداثها فى مكانين وزمنين مختلفين، أحدهما فى موسكو خلال العصر الحديث، والآخر فى قصر بيلاطس النبطى حاكم أيوديا (اليهودية).
 
ميخائيل بولجاكوف
 
الشخصية الرئيسة فى هذه الرواية هى الشيطان- أو فولاند- الذى يزور موسكو، ويمارس خدعه فيها كى يكشف عن فساد النخبة الثقافية السوفييتية ونفاقها.
 
يقابله على الضفة الأخرى شخصية "المعلم"، وهو روائى يتعرض للقمع ويضطر للذهاب إلى مصح عقلى أثناء سعيه لتقديم رواية عن يسوع. وهكذا تعج الرواية بالكثير من المشاهد المتنافرة والفاحشة أحيانًا، التى تتضمن سخرية حادة، ولحظات مؤثرة جدًا من الشفقة والمآسي.
 
ولم ينشر هذا العمل إلا بعد وفاة بولجاكوف بأكثر من 25 عامًا، وتحديدًا عام 1967، حين نشرت نسخة تعرضت لرقابة صارمة قبل إصدارها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة