صدر عن دار المدى للنشر، الطبعة الرابعة من كتاب "أصل الأشياء"، وهو من تأليف يوليوس ليبس، ونقله إلى اللغة العربية، المترجم كامل إسماعيل، وهو مجموعة دراسات فى الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية تلقى أضواء على التاريخ الثقافى للإنسان، مسترشدة بنتائج الدراسات الميدانية التى قام بها مختصون فى علم الأجناس فى مختلف قارات العالم بين شعوبها الأصلية.
وتختص كل من هذه الدراسات الخمس عشرة التى يضمها كتاب "أصل الأشياء" بمعالجة ظاهرة اجتماعية معينة، أو جانب هام من حياة الإنسان منذ وجوده، وتتبع تطور هذه الظاهرة أو هذا الجانب عبر التاريخ، وإلقاء أضواء على عوامل هذا التطور بالأسلوب الوصفى والتحليلى المقارن.
ويعالج كل فصل من هذه الفصول مسألة معينة أفرد لها المؤلفون دراسات وأبحاثاً متنوعة، ومن منطلقات ووجهات نظر مختلفة، إلا أنها بمجموعها تشكل وحدة متكاملة تتناول التراث المادى والفكرى للشعوب التى نطلق عليها اسم "بدائية"، كمحاولة للتوصل عن طريق دراستها إلى رسم خط تاريخ المجتمعات الحديثة منذ البدايات الأولى لتشكل المجتمعات، وكذلك لإبراز العناصر الثقافية المشتركة بين مختلف شعوب الأرض.
كتاب أصل الأشياء بدايات الثقافة الإنسانية
فالكتاب بهذا المعنى يعتبر مرجعاً أساسياً للمهتمين بعلوم الإنتروبولوجيا (الاتنولوجيا) والفولكلور، التى اختلت مواقع متقدمة فى العلوم الإنسانية المعاصرة، لأنه يلقى الأضواء على جوانب عديدة نعيشها فى حياتنا اليومية، أو تظهر لا شعورياً فى سلوكنا الفردى والاجتماعي، فهو دليل عمل لمن أراد دراسة ظاهرة اجتماعية أو فولكلورية، وفى الوقت نفسه مصدر متعة وفائدة للقارئ العادى غير المختص.
وفى الكتاب أيضاً محاولة لإنصاف بعض الشعوب –التى لم ينصفها الباحثون والمؤرخون- عن طريق إبراز فنون وآدابها وقيمها الاجتماعية وغيرها من مساهمات فى بناء صرح الحضارة الإنسانية، وقد حرص المؤلف على إبراز هذه الجوانب كرد علمى وإنسانى منه على طروحات العهد النازى فى ألمانيا حول العروق والأجناس التى قسمت الشعوب إلى راقية ومنحطة، أو أنكرت على البعض حتى حقها فى الأخوة الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة