على مدار السنوات الماضية، انتقد كثيرون الحالة التى وصل إليها "ماسبيرو" من الخسائر المادية الفادحة والتى قاربت 6.2 مليار جنيه عن السنة المالية 2017/2018، وطالبوا أكثر من مرة بالتدخل لحل الأزمة وإعادة ماسبيرو إلى سابق عهده، والأمر هنا لا يتعلق بالخسائر المادية فحسب، بل نجد أيضا عزوف كبير من المشاهدين داخل وخارج مصر من متابعة المحتوى الإعلامى الذى يقدمه خلال السنوات الأخيرة.
من هنا قررت الهيئة الوطنية للإعلام أن تباشر عملها فى إعادة تطوير ماسبيرو، ووقعت اتفاقية مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يقضى بإتاحة المحتوى الإعلامى على المنصة الرقمية الجديدة Watch iT حصريا والتى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الرقمية، فى خطوة هامة وجهت البوصلة للاستثمار فى التلفزيون، وتسويق محتواه بشكل أفضل وبصورة تصل للمشاهد من خلال المنصة الرقمية أيضا.
ولم يمر سوى ساعات قليلة، إلا وأعلن كل من أيمن بهجت قمر وعمر طاهر رفضهما لهذه الاتفاقية مؤكدين أنهما لن يتنازلا عن حقوق الديجيتال الخاصة بهما وبأجدادهما، وهنا يجب أن نقف قليلا لنسأل: هل هذه هى المرة الأولى الذى يوقع فيها التلفزيون اتفاقية لاستثمار محتواه؟ أم سبق وأن وقع التلفزيون نفس الاتفاقية من قبل مع قناة عربية شهيرة، ولماذا لم يحرك "قمر" و"طاهر" ساكنا عندما وقع التلفزيون هذه الاتفاقية من قبل واعترضا على توقيعها الآن، رغم أن الشركة التى وقعت البروتوكول مع التلفزيون هذه المرة شركة وطنية.. لماذا صمتا على سرقة تراث ماسبيرو والقرصنة التى تعرض لها هذا التراث لأكثر من 20 عاماً من قنوات أجنبية، ووسائل التواصل الاجتماعى، دون أن يتحرك أيا منكما، وهل للأمر علاقة بمصالح خاصة بكما أم ماذا؟.
وحقيقة الأمر، أنه مع بداية الألفية الثالثة سعى كثير من ملاك الفضائيات فى مختلف أنحاء العالم لاستثمار محتواها الإعلامى على منصات رقمية، وجاء هذا السعى لهدفين، الأول مواكبة التطور التكنولوجى الهائل والوصول إلى المشاهد أينما تواجد، والثانى تحقيق أرباح مادية تساعد هذه المؤسسات على استمرارها وتطورها، ومن هذا المبدأ انطلقت الهيئة الوطنية للإعلام للاستثمار فى المحتوى الإعلامى الخاص بالتلفزيون وهذا النهج يستحق الشكر، طالما جاء فى إطار إعادة هيكلة ماسبيرو ومحتواه لتقليل الخسائر المادية التى يتكبدها المبنى من ناحية، ووضعه على طريق المنافسة من ناحية أخرى.
ليس ذلك فحسب، ألا يعلم أيمن بهجت قمر وعمر طاهر أن التراث المصرى تم سرقته أكثر من مرة، ونال منه اليوتيوب وغيره من مواقع التواصل الاجتماعى على مدار السنوات الماضية؟، ولماذا إذا كل هذا الهجوم على شراكة حقيقية تضع تطوير ماسبيرو على الطريق الصحيح لإعادة تطويره وتحويله من مؤسسة خاسرة إلى مؤسسة رابحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة