تعد "أسد الغابة فى معرفة الصحابة"، ويعرف اختصارا بأسد الغابة هو كتاب ألفه ابن الأثير حاول فيه استقصاء جميع الصحابة (أى من صحبوا النبى محمد، وتراجمهم)، ويذكر المؤلف فى مقدمة الكتاب عزمه استيعاب أربعة أعمال أساسية من كتب "الصحابة" التى ألفت قبله، وهى أعمال أبو عبد الله بن منده وأبو نعيم أحمد بن عبد الله "ووصفهما بالحافظين" وأبو عمر بن عبد البر القرطبى (وصفه بالإمام)، وأبو موسى محمد بن أبى بكر بن أبى عيسى الأصفهانى مكملاً على عمل ابن منده، بالإضافة إلى آخرين يذكر منهم أبو على الغسانى. وقال عن أبى عمر بن عبد البر (ويقول أنه أضاف ما شذ عن السابقين واستدرك، ويشير كثيرًا إلى مصادره فى متن كتابه.
موضوع هذا الكتاب هو الترجمة لصحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذين حملوا مشعل الدعوة، وساحوا فى البلاد، وفتحوا بسلوكهم الدول والممالك قبل أن يفتحوها بالطعن والضرب، وقد رجع ابن الأثير فى هذا الكتاب إلى مؤلفات كثيرة، اعتمد منها أربعة كانت عمدًا بالنسبة له، هى: "معرفة الصحابة" لأبى نعيم، و"الاستيعاب فى معرفة الأصحاب" لابن عبد البر، و"معرفة الأصحاب" لابن منده، و"الذيل على معرفة الأصحاب" لابن منده.
وقد اشتمل الكتاب على ترجمة (7554) صحابيا وصحابية تقريبا، يتصدره توطئه لتحديد مفهوم الصحابى، حتى يكون القارئ على بينه من أمره، والتزم فى إيراد أصحابه الترتيب الأبجدى، ويبتدئ ترجمته للصحابى بذكر المصادر التى اعتمد عليها، ثم يشرع فى ذكر اسمه ونسبه وهجرته إن كان من المهاجرين، والمشاهد التى شهدها مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن وجدت، ويذكر تاريخ وفاته وموضعها إن كان ذلك معلومات، وقد طبع الكتاب أكثر من مرة.
المؤلف، عز الدين أبى الحسن الجزرى الموصلى (555-630 هـ) المعروف بـ ابن الأثير الجزرى، مؤرخ إسلامى كبير، عاصر دولة صلاح الدين الأيوبى، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل فى التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة