دماء طاهرة تأبى أرض الأديان أن تخفيها عن أعين الأبطال، وأنفس ما زالت تحيى عند ربها ترى الجنة بنعيمًا لم تراه أعين بشرًا.
"أبطال من ذهب" عبارة فصلت من رحم بطولات أبناء القوات المسلحة المصرية، أبطال ضحوا بحياتهم فى سبيل الله وحماية وطنهم، فلم يبخلوا بقرة دم لحماية تراب الوطن فالشرف كل الشرف لدماء روت أرض الأديان حماية من تدنيس أهل النار.
"أبطال على أرض الفيروز" سلسلة حلقات يقدمها " اليوم السابع" خلال شهر رمضان المبارك، تبرز تضحيات وبطولات أبطال القوات المسلحة على أرض سيناء العزيزة، وتبرز الحلقات قصص استشهاد رجال الجيش المصرى فداء للوطن وحمايته من تدنيس وخراب، فكانت دمائهم حاجزا لحماية المصريين جميعًا.
وفى الحلقة الأولى نستعرض قصة البطل "محمد المعتز"
لم يكن الشهيد محمد المعتز رشاد أو كما كان يطلق عليه أصدقائه "ميزو"، يعلم أنه بعد تخرجه من كلية إدارة الأعمال بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والأداب، سيخدم فى يوم من الأيام بأرض الفيروز كجندى من أبناء القوات المسلحة، بل وسينال بها الشهادة التى طالما تمناها طوال فترة خدمته.
وكان التاسع من شهر سبتمبر 2015 أول يوم خدمة له فى رفح الذى وصفه بمذكراته التى كان يكتبها قبل استشهاده "أسعد أيام حياتى، لانضمامى إلى رجال يحمون الوطن ويحمون أهلى وعرضى ومالى" مذيلا رسالته بدعاء للمولى عز وجل أن يرزقه الشهادة فى سبيله.
بعد إصابة محمد إثر إحدى الاشتباكات، مع العدو، تم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بشمال سيناء، وتم إجراء علمية جراحية له، لكن خطورة حالته، أدت إلى نقله إلى مستشفى المعادى العسكرى، على الفور يستدعى فريقًا طبيًا على أعلى مستوى ليباشر حالة محمد، ويجرى له جراحة عاجلةً، إلا أن المفاجأة، جاءت كمشاهد فيلم سينمائى، فوجئ الطبيب العميد المعتز رشاد، الذى يقود الفريق الطبى، أن المصاب الذى جاء بحالة حرجة بعد إصابته فى سيناء، هو ابنه محمد، ليحاول جاهدًا إسعافه مع زملاءه من الفريق، إلا أن القدر قرر أن يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة بين يدى والده، ليكتب عند الله من المقاتلين المجاهدين الأبطال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة