تضم محافظة الشرقية العديد من المساجد الأثرية، والتى يرتبط معها المواطنون بروحانيات خاصة فى شهر رمضان الكريم، حيث يقبل عليها الآلاف من المصلين لأداء صلاة التراويح، ويرتبط بها المصلون لروحانياتها وتمتعها بأجواء من السكينة والطمأنينة على قلوبهم.
ويعتبر مسجد محمد على بالزقازيق "المسجد الكبير" من أقدم المساجد بمدينة الزقازيق، فقام والى مصر محمد على بإنشاء هذا المسجد وسمى على اسمه "مسجد محمد على"، والذى أطلق عليه بعد "المسجد الكبير" لكى يؤدى العمال عباداتهم أثناء عملهم، وتم بناؤه على مساحة 400 متر وهى مساحة صحن المسجد وبناه من الأحجار الطبيعية والمساحة الكلية 450 مترا.
وقال الدكتور مصطفى شوقى، مدير عام منطقة التفتيش على الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الشرقية، لـ"اليوم السابع"، إن المسجد الكبير تم إنشاؤه عام1832، حيث قرر الوالى العثمانى "محمد على" إنشاء القناطر التسع، على بحر مويس ضمن آليات نهضة لمصر، وذلك لتنظيم عمليات الرى لتوفير المياه ويستخدم فى إنشاء هذه القناطر عدد كبير من العمال الذين يرغبون فى أداء الصلوات، وقد قام بإنشائه حيث سمى باسمه وأطلق عليه الجامع الكبير وقد تم تجديده فى عهد الخديوى عباس الثانى.
وتابع "شوقى" أن المسجد عبارة عن واجهة كبيرة ارتفاعها 11م وهى من الحجر الطبيعى، ويتوسطها كتلة المدخل وهى عبارة عن فتحة باب يعلوها المقرنصات وشرفات عبارة عن فتحتين مستطيلتين يعلوها القمرية وهى عبارة عن فتحة مستديرة، وتقع فى الواجهة الرئيسة للمسجد الشمالى الشرقى وهى عبارة عن فتحه باب ويعلوها المقرنصات والزخارف ويعلوها لوحه مستطيلة بها آيات قرآنية ويعلوها شرفة ويعلو كتلة المدخل المئذنة.
وأردف شوقى: أن المئذنة يتم الدخول إليها عن طريق باب خشبى من الركن الغربى من الجدار الشمالى الغربى للمسجد من الداخل، وهى تقوم على جدران من الحجر الجيرى حتى مستوى سطح المسجد، وعند هذا المستوى تبدأ بقاعدة مربعة من الحجر شغلت أركانها الأربعة بعمود مدمج أسطوانى ذو قاعدة وتاج كأسى، وقد زخرفت الأجناب الأربعة للمربع بزخارف نباتية وهندسية متداخلة بارزة نفذت بالحفر البارز فى الحجر.
وأوضح شوقى: ينتهى الطابق الأول من المسجد بثلاث صفوف من المقرنصات تحمل الدورة الأولى للمئذنة التى يلتف حولها درابزين حجرى غاية فى الروعة والإتقان من حيث تنفيذ الزخارف بالقطع والتفريغ، ويعلو البدن الأول البدن الثانى وهو عبارة عن بدن أسطوانى عليه زخارف بارزة عبارة عن زخارف هندسية متداخلة تحصر فيما بينها أشكال وريدات ثمانية البتلات يعلوها شريط كتابى عبارة عن آيات قرآنية نفذت بالحفر البارز بخط النسخ وينتهى البدن الأسطوانى بثلاث صفوف من المقرنصات تحمل الدورة الثانية للمئذنة يلتف حولها درابزين حجرى يشبه الدرابزين السابق، أما جوسق المئذنة فهو عبارة عن قبة بصلية ذات رقبة طويلة تشبه القلة، ويعلوه قائم ذو انتفاخات يحمل من أعلى هلال.
والمسجد عبارة عن 3 أروقة ويوجد المنبر والحراب فى الرواق الرئيسى، يضم ثمانية أعمدة رخامية وعلى نظام مستطيل بمساحة 400م ويتوسطه شخشيخة والسقف من الخشب المطعم بالنقوش والزخارف الإسلامية، والمنبر من الخشب وهو صمم على النظام العثمانى وهو به زخارف هندسية وسجل المنبر من ضمن الآثار، وبالمسجد توجد لوحة من الجبس بجوار المنبر مخطوطة عليها نجمة المنبر يرجع إلى العصر العثمانى صنع من الخشب الأرو وشبابيك المسجد عبارة عن أرابيسك عاشق ومعشوق هى من الزجاج الملون السقف عبارة عن براطيم خشبية.
وتم ترميم هذا المسجد للمحافظة على هذا الأثر الإسلامى النادر، وقد تم إدخاله ضمن المساجد الأثرية بالزقازيق للمحافظة على الطراز المعمارى النادر وتسلمته مصلحة الآثار بالشرقية، كما يضم هذا المسجد مكتبة عامة فيها جميع المراجع القديمة والحديثة ويتوافد عليها كثير من رواد العلم والمعرفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة