لم يعاصر الجيل الحالى "المسحراتى"، وهو الرجل الذى يسير فجرا فى الشوارع ويقرع على الطبلة وينادى على الناس، ولاسيما الأطفال بأسمائهم لإيقاظهم من النوم وتناول السحور فى رمضان، لذا يحاول العديد من الناس وتحديدًا صغار السن للبقاء مستيقظين لسماع المسحراتى ينادى أسمائهم، بالإضافة إلى ذلك يؤدى المسحراتى التواشيح والأناشيد الدينية، بينما يجوب الشوارع والحارات ليواصل مسيرته ويلتف حوله الأطفال.
ذلك المشهد الغائب الآن من مدننا فى الوقت الحالى، يتواصل ولو على استحياء فى بعض المناطق بالقرى والنجوع فى مصر، وقد خلد التليفزيون شخصية المسحراتى عن طريق الفنان الراحل سيد مكاوى، والذى تعاون مع الشاعر الكبير فؤاد حداد لتقديم تلك الشخصية التراثية فى رمضان، بينما كان المصريون يتناولون السحور على موائدهم على الأشعار والألحان والصوت الجميل.
ووفقًا للعديد من المصادر التاريخية، فإن الصحابى الجليل بلال بن رباح، يعتبر أول مسحراتى فى التاريخ، حيث طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يجوب الطرقات ليلا لإيقاظ الناس للسحور، وذلك لجمال صوته العذب، كما ظهر دور "المسحراتى" مرة أخرى فى العصر الفاطمى، وذلك بأمر رسمى من الحاكم بأمر الله، ولكن بشكل آخر، حيث أمر جنوده بالذهاب إلى المنازل وإيقاظ الناس، وذلك بعد أمرهم بالنوم مبكرا بعد صلاة التروايح.
وفى عصر الدولة العباسية، يعتبر عتبة بن إسحاق أول الولاة، وكان واليا على مصر، أول من كانوا يسحرون الناس، فكان يخرج بنفسه سيرا على قدميه لإيقاظ الناس مرددا "يا عباد الله تسحروا، فإن فى السحور بركة"، ويخبط على أبوابهم بالعصا، بينما كان أهل الشام، يطفون المنازل ويعزفون الأناشيد وينشدون الأناشيد الخاصة برمضان لإيقاظ الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة