مرحلة جديدة تدخلها مصر بعد انتهاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية.. مرحلة استكمال بناء سياسى وتنفيذى.. انتهى الاستفتاء ونجح الشعب المصرى فى أن يقول للعالم كله إن المصريين يعرفون طريقهم للمستقبل.. الطريق صعب ولكن السير فيه بدأ والخطوات الأكثر صعوبة تم قطعها وقدرة الشعب المصرى العظيم على التحمل مازالت قادرة على استكمال ما بدأ.. الطريق كان صعبا وما يحدث اليوم فى الجزائر والعراق يشبه إلى حد التطابق ما حدث فى مصر منذ ثمانى سنوات.. بعد يناير 2011 كانت أقصى الأحلام أن تعود لمنزلك آمنا.. أن تواصل يوما عملك بدون مشاكل ولا صعوبات.. كان من المستحيل أن تسير على طرق عديدة نهارا وليس ليلا بمفردك، أتذكر فى صيف 2011 كنا نستعد للعودة من الإسكندرية تجمعنا قبل البوابات لكى نسير فى قول واحد من السيارات وكل منا يدعو أن نصل إلى القاهرة سالمين عبر الطريق الصحراوى هذا ما كان يحدث على طريق كبير ومعروف فما بالك بطرق أخرى فى الأقاليم أو الصعيد.. كانت نصائح رئيس الوزراء الإخوانى أن نرتدى ملابس قطنية حتى نقاوم الحرارة أو نتجمع فى حجرة واحدة حتى نوفر استخدام الكهرباء.. كانت طوابير السيارات أمام محطات الوقود كافية للتدليل على حجم الأزمة وكانت طوابير السيدات والرجال أمام مستودعات الغاز تكمل المشهد.. كان ذلك يحدث ومحمد مرسى يعالج قضايا مصر الخارجية على طريقة فيلم الكيت كات فيذاع اجتماع هام يناقش قضية سد النهضة على الهواء مباشرة متضمنا اقتراحات لا تخضع لعقل أو منطق.. وثار الشعب ليسترد الوطن قبل الحرية وقبل الغذاء والطاقة.. ثار الشعب ليقول للعالم كله إن المصريين قادرين عندما يريدون أن يغيروا التاريخ ويجعلوا العالم كله يقف ليرى ماذا يفعلون.. وبدأت أولى خطوات الإصلاح يومها كنا نحلم باستكمال إصلاح الطريق الصحراوى فأصبح لدينا أكبر شبكة طرق تمتلك أحدث التقنيات وتستطيع أن تقطع مصر من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها بمفردك فى السيارة لا تحمل هما لنفاد وقود أو قلة غذاء، فعلى كل طريق عشرات المحطات المتكاملة بدءا من السوبر ماركت إلى المستشفى الصغير أو نقطة الإسعاف.. طرق مؤمنة.. مضاءة.. تغرى بالسفر والتنقل وأيضا تسهل الاستثمار.. كنا نحلم بوحدات سكنية فأصبح لدينا أكثر من 15 مدينة جديدة.. وكنا نحلم بوصول مياه نقية أو بعض الرعاية الصحية إلى العشوائيات فأصبح لدينا الأسمرات وغيط العنب وروضة السيدة وفى الطريق كثير.. كان مريض فيروس c ينتظر لحظات موته كاتبا وصيته متحملا ألمه لأنه لا يملك العلاج ولا يجده من الأصل فأصبحنا أصحاب أفضل تجربة فى مواجهة المرض الخطير وعولج عشرات الآلاف وأصبح لأكثر من نصف المواطنين بطاقة صحية وامتدت يد الرحمة إلى المقيمين فى مصر من الأجانب واستكمالا لرسم خريطة لصحة الشعب المصرى انطلقت حملات المائة مليون صحة وحملات الكشف عن التقزم والسمنة لدى أطفال المدارس وقريبا ستمتلك الحكومة خريطة كاملة لصحة الشعب المصرى نستطيع من خلالها تحديد الأمراض المنتشرة والمحتملة وكيفية علاجها والوقاية منها.. حلمنا بأن تستمر الكهرباء أغلب ساعات اليوم وفى سنوات قليلة أصبحنا لدينا محطات عملاقة وبدأنا الطريق لتصدير الكهرباء.. حلمنا بأشياء عدة كنا دولة شبه معزولة أفريقيا.. جاء الوقت لتقود مصر الاتحاد الأفريقى ولتشهد القاهرة أهم اجتماع تشاورى يبحث أوضاع السودان وليبيا.. وتستطيع القيادة المصرية أن تنهى أزمة سد النهضة وتقف مساندة للشعب السودانى الذى يخلع البشير بعد سنوات حكم مريرة تحول فيها السودان إلى سودانيين وفقد وحدته وقسمت أرضه وتقف مصر مساندة للشعب الليبى لتبدأ حرب التحرير على أرضه ضد الإرهاب ومنظماته سعيا لكى يكون قرار مصير الشعب الليبى فى يده فقط ويعود الشعب صاحب قرار وليس منتظرا لقرار أممى أو أجنبى يحدد له ما يعمله وكيف تسير حياته.
سنوات ثمان وتزيد شهورا الآن وسوف تشهد الأيام القادمة أحداثا كثيرة على أرض الوطن واستكمال لمنشآت وتجمعات صناعية تبدأ العمل ومشروعات زراعية تبدأ الإنتاج ومدن وأحياء يسكنها أبناء مناطق كان حلمهم ذات يوم حماما منفردا للأسرة أو حتى غرفة لها باب مغلق أو سقف يحميهم .. نعم تحقق الكثير ولكن الأهم هو استكمال ما تحقق .. أمامنا قضايا مهمة لعل أهمها اليوم قضية التعليم، أن يكون لدينا تعليم يصنع أجيالا للمستقبل فالطرق الرائعة والمدن الجديدة والمشروعات الكبرى كل ذلك يكتمل النجاح له مع أجيال تلقت تعليما جيدا ومصر التى استطاعت أن تتحول من دولة داهمها قطار الربيع وكانت على خريطة التقسيم إلى دولة قوية تقود المنطقة وتتحمل عبء ملفات الجيران وحل قضاياهم.. وفى السنوات الثمانية أيضا صرفت قطر المليارات من الدولارات ودعمتها تركيا ومنظمات إرهابية متعددة لكى تسقط مصر فيسقط بعد ذلك الجميع ولكن الله أراد أن تظل مصر رافعة رأسها.. أرادوا لها العطش بسد النهضة وأرادوا لها التقسيم بالنزاعات الطائفية وأرادوا لها السقوط أيضا بقضايا الإرهاب، ولكن الله رد لهم السهم إلى صدورهم.. تركيا ستترك سواكن التى قدمها لها البشير لكى تكون شوكة فى ظهر مصر وقريبا ستترك تركيا خلال أسابيع الجزيرة السودانية لتعود إلى الوطن الأم.. قطر تلملم أذيالها من السودان بعد فشل مخططاتها وأيضا فى ليبيا جيشها الوطنى يبدأ رحلة جديدة لتطهير الأرض الليبية من عصابات الإرهاب بعد ثمانى سنوات. سنكمل طريق التحدى وسينتصر الشعب المصرى فى معركته.. معه قائد يعرف شيئا واحدا العمل من أجل مصر وجيش قوى يعرف أن حياة أفراده هى الثمن لحرية شعبه وكرامة وطنه وشرطة يدرك أبناؤها أن كرامة المواطن وأمنه هى هدفهم وفقط.. سينتصر الشعب ويكمل المسيرة لأنه يؤمن بالوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة