كشفت وزارة الآثار حقيقة ما تم تداوله فى بعض مواقع التواصل الاجتماعى، بشأن الجدل حول تمثال الملك رمسيس الثانى الذى تم إزاحة الستار عنه بمعبد الأقصر مساء يوم الأربعاء الماضى، حيث شكك البعض فى صحة وجود هذا التمثال أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر بهيئة أوزيرية تخالف التماثيل الأخرى الواقفة التى تقدم الساق اليسرى، وذلك استناداً إلى المنظر المنقوش على الجدار الجنوبى الغربى لفناء الملك رمسيس الثانى، والذى يوضح وجود 6 تماثيل، اثنان منهم فى هيئة الجلوس، وأربعة فى هيئة الوقوف ذات قدم يسرى متقدمة.
وأوضحت وزارة الآثار، الصورة فى عدة نقاط منها، وجود نقوش فى خلفية الصرح الأول للملك رمسيس الثانى، يوضح شكل الصرح الأول يتقدمه تمثالان جالسان ومسلتان فقط، هذا المنظر الذى تم نقشه بالنقش الغائر يرجع لعصر الملك رمسيس الثاني، وكان يوضح شكل واجهة المعبد خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، ويتطابق أسلوب النقش لهذا المنظر مع كل نقوش ومناظر الصرح، بما يؤكد تأريخه لعصر الملك رمسيس الثانى.
ومن جانبه قال أحمد عربى مدير معبد الاقصر ، أما المنظر المنقوش على الجدار الجنوبى الغربى لفناء الملك رمسيس الثاني، فإنه يوضح شكل الصرح الأول يتقدمه تمثالان جالسان، وأربعة تماثيل واقفة مقدمة القدم اليسرى بالإضافة إلى المسلتين، هذا المنظر الذى تم نقشه بالنقش المحدد (حفر الخطوط الخارجية لعناصر المنظر) يخالف فى أسلوبه باقى النقوش الغائرة المجاورة له فى نفس الجدران، ويرجع هذا النقش إلى عصر تال للملك رمسيس الثاني. وبالتالى تعتبر التماثيل الأربعة الواقفة إضافة للصرح والتماثيل الجالسة فى عصر بعد رمسيس الثانى (ربما أحد الرعامسة).
وتابعت الوزارة، يوجد تمثال مشابه لذلك يتمثل فى المنظر المشهور للملك رمسيس الرابع أثناء كتابة اسمه على شجرة "الإيشد" فى مقدمة الصرح الأول لمعبد الملك رمسيس الثالث الجنائزى (مدينة هابو)، فعلى الرغم من استخدام الملك رمسيس الثالث أسلوباً مميزاً فى النقش الغائر جداً حتى يستحيل إعادة النقش عليه مرة أخرى، إلا أن الملك رمسيس الرابع قام بتغيير بعض الكتل فى واجهة الصرح واستبدالها بكتل أخرى وقام بنقش منظره الشهير بالنقش المحدد مثلما حدث فى منظر فناء الملك رمسيس الثاني.
وأضاف أحمد عربى، رغم أن المنظر السابق قد صور التماثيل الأربعة للملك واقفاً مرتدياً النقبة الملكية (الشنديت)، مقدماً قدمه اليسرى، متوجاً بتاج مصر المزدوج، إلا إنه لم يلتزم بهذا التصميم، حيث إن التمثال الأول من الجهة الغربية يرتدى التاج الأبيض وليس التاج المزدوج، كما أنه تم تأريخه لعصر الملك أمنحتب الثالث وليس رمسيس الثاني، بما يدل على أنه قد جلب من مكان أخر وأن هذا ليس هو مكانه الأصلي، حيث قام المصرى القديم بوضعه فى هذا المكان.
وأشار "عربى" إلى أنه فيما يخص التمثال الذى تمت إقامته مؤخراً، فقد تم العثور على قاعدته فى مكانها الذى أقيمت فيه بواسطة الدكتور محمد عبد القادر عام 1958 وبها بقايا القدمين المتجاورتين، بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التمثال له وضع مختلف عن أقرانه، كما تم العثور على باقى أجزائه فى نفس موقع تهشمه بجوار قاعدته، وهو ما يؤكد إقامة هذا التمثال فى هذا المكان.
وفى النهاية تهيب وزارة الآثار بالسادة الباحثين والدارسين توخى الحذر قبل إطلاق أى أراء دون اتباع المنهج العلمى فى البحث مع عدم الانعزال عن متابعة كل ما هو جديد فى علم الآثار من خلال ما يتم اكتشافه حديثاً من أعمال الحفائر المصرية والأجنبية التى دائماً ما تضيف معلومات جديدة لعلم الآثار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة