تتلاحق الأحداث فى المنطقة المحيطة بمصر من مختلف الجهات، فالتغيير فى نظم الحكم بالسودان والجزائر وليبيا وهى دول تعتبر امتدادا للأمن القومى المصرى، وأى تغير يحدث هناك لابد أن تتأثر به مصر التى من مصلحتها أن تستقر الأمور حولها، ومنذ 2011 وعقب أحداث يناير وما شهدته مصر وليبيا والأمور غير مستقرة بالسودان فيما ظلت الجزائر بعيدة عن ذلك الملف، وإن كانت الأحداث الأخيرة قد أوضحت أن هناك تراكمات منذ ذلك التاريخ، وأن المحاولات التى جرت لتغيير ملامح المنطقة مازالت مستمرة، حفتر يتحرك من الشرق إلى الغرب فى ليبيا، مؤكدا قدرته على تغيير الأوضاع والدفع بقواته نحو طرابلس لتحرير العاصمة الليبية التى تحكمها ميليشيات موالية لحكومة الوفاق الوطنى هناك، وعقب ذلك تباينت ردود الفعل عربيا وغربيا، وكان الرد المصرى قال المتحدث الرسمى بسام راضى: إن مصر تؤكد ضرورة التحرك العاجل، وتكثيف جهود الجميع من أجل وقف التدهور وتدارك خطورة الوضع، لاسيما أن عامل الوقت يعد حاسما للغاية وتقويض انتشار التنظيمات المتطرفة ويشير الرئيس دائما إلى دعم مصر لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وجهود توحيد المؤسسة العسكرية، فى حين يؤكد حفتر فى تصريحاته الأخيرة أن موقفه والرئيس السيسى تتقارب فى الواقع، ووضع بلاده «مصر» مشابه لموقف ليبيا اليوم، وأن عدونا الأكبر الإخوان المسلمون، يهددون بلداننا وجيراننا الأفارقة والأوربيين، على حد سواء، كذا انتشر الإرهاب فى جميع أنحاء ليبيا، أما المنصف المرزوقى الرئيس التونسى السابق، فسارع إلى اتهام حفتر بأن تحركاته العسكرية لا تستهدف فقط السلطة المعترف بها دائما تستهدف الحراك فى الجزائر والأمن القومى فى تونس، أما الغرب ممثلا فى فرنسا وإيطاليا وألمانيا فمارس الضغط على حفتر، مطالبا إياه بوقف هجومه على طرابلس والعودة إلى عملية السلام التى ترعاها الأمم المتحدة يؤكد ذلك جان رايف لودريان، وزير الخارجية الفرنسى، أن هناك مبدأ أساسيا لن يكون هناك انتصار عسكرى فى ليبيا الحل لا يمكن أن يكون إلا حلا سياسيا، وينبغى أن نتجاوز صعوبات الماضى لما فيه مصلحة الشعب الليبى.
جيش ليبيا الوطنى ينقل الأحوال فى ليبيا إلى منطقة متقدمة للحصول على حلول سريعة لتوحيد البلاد والقضاء على الإرهاب وقوات الجيش الوطنى تحاصر العاصمة «طرابلس»، وتسيطر على المطار الرئيسى وعلى مدينة غريان الغربية، تواجه صعوبات فى الزاوية ومناطق أخرى، ولكن الوضع الليبى حان الوقت للوصول به إلى حلول سريعة تحسم الموقف وتوحد الدولة وتعيد للقوات المسلحة الليبية سيطرتها على كامل التراب الليبى، ما يحدث فى ليبيا ضربة قوية لقطر وتركيا والإخوان المسلمين، ونجاح حفتر يعنى سقوط لمجموعات الصلابى وبلحاج ومموليهم وداعميهم الأتراك والقطريين.
ما يحدث فى الجزائر ليس بعيدا عن أحداث ليبيا، فالشعب الجزائرى تحرك مؤخرا وبقوة لإزاحة بوتقليفة عن رأس الحكم، وإنهاء محاولاته للاستمرار رغم حالته الصحية المزرية، تحرك الشعب الجزائرى القوى والمستمر قضى على حلم الرئيس السابق فى الاستمرار فى الحكم، وكالعادة حسم الموقف لصالح تحرك الشعب ورغم أن هناك مطالبات بالرحيل لكامل النظام السابق إلا أن أحداث الجزائر أكدت أيضا قوة الجيوش، ويبدو ذلك واضحا فى أحداث السودان وسيناريو السودان الذى بدأ مع مظاهرات وتحركات شعبية وتمسك من البشير بالحكم حتى تدخل الجيش ومنع الشرطة من قمع المتظاهرين، ثم عقد مجلسه العسكرى اجتماعا لم يحضره البشير، وأعقب ذلك إعلان رحيله والتحفظ عليه وأركان نظامه ووضعه تحت الإقامة الجبرية فى المقابل الإفراج عن المعتقلين السياسيين من السجون.
ما حدث فى السودان والجزائر وليبيا يؤكد صحة ما نادى به الرئيس السيسى منذ سنوات من ضرورة الحفاظ على الجيوش الوطنية فهى التى تحمى الشعب فى النهاية، وأصبحت حاسمة فى التحرك لصالح الشعب وحماية تحركاته الداخلية بنفس ضرورة وجودها القومى لحماية حدود بلادها.
الأحداث المتلاحقة حولنا ومحاولات الإرهاب فى بلادنا تؤكد أن اللاعب لإرباك المنطقة واحد وأن المنقذ واحد، انهيار الإخوان فى ليبيا وإبعادهم عن حلم حكم الجزائر، وكذا السودان، بما يعنى نهاية لدورهم فى المنطقة ربما يعنى أيضا أن تمويلهم لا يحقق لقطر وتركيا فائدة، وبالتالى سيتم الاستغناء عنهم أو تركهم لمواجهة مصيرهم مع شعوبهم، هذا الوضع بالإضافة إلى ما حدث فى العراق وما يحدث فى سوريا من القضاء على تنظيمات إرهابية كل ذلك يدفعهم ممولين وداعمين ومتقدمين إلى محاولة النيل من مصر أولا، لأنها فاعلة فى كل الأحداث المحيطة وأنها كانت وراء دعوة دعم وتطوير الجيوش الوطنية، وبدأت بنفسها ثم أنها الدولة الأكبر فى المنطقة، لذا رأينا محاولات إرهابية متلاحقة فى الأيام الأخيرة، سواء كانت داخل سيناء أو حتى فى القاهرة أربع محاولات إرهابية متلاحقة بالغرب من عيون موسى ورفح والعريش وحادث مصر الجديدة، ارتقى شهداء وأبطال إلى السماء وسقط إرهابيون قتلى أو انتحارا ما يحدث يؤكد أننا مقبلون على معركة الحسم مصريا وعربيا، ويؤكد أيضا على النظرة المستقبلية التى يتعامل بها الرئيس مع الأحداث داخليا وعربيا ودوليا، ويؤكد أيضا أننا مقبلون على مرحلة مواجهة قريبة تحتاج من الشعب أن يكون يدا واحدة خلف الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة