"إقبال تاريخى" هكذا وصف المتطوعون فى العمل بأول مستشفى خيرى عائم لخدمة أهالى الصعيد، مدى توافد وإقبال المواطنين بمحافظة أسوان على القافلة الطبية المجانية، التى دشنتها الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ونادى روتارى مصر، وبدأت أعمالها بأسوان يوم السبت الماضى واختتمت الخميس بنهاية الأسبوع.
والتقى "اليوم السابع" عدداً من الحالات من متلقى الخدمات العلاجية والصحية، لتقييم الخدمة الطبية المقدمة لهم، خاصة أنها بالمجان، وأيضاً مع عدد من الأطباء وفريق العمل من المتطوعين بالمستشفى العائم، لمعرفة انطباعاتهم وشعورهم حول المشاركة فى العمل الخيرى الجديد من نوعه فى خدمة أهالى 8 بالصعيد انطلاقاً من أسوان وصولاً إلى الجيزة.
استقبال المرضى
وقال مصطفى سعيد، أحد أبناء محافظة أسوان، إنه سمع بالمستشفى العائم التى تقدم خدمات القوافل الطبية المميزة وتواجدها فى أسوان، وذلك عن طريق الجمعيات الخيرية، فأسرع على الفور من مركز إدفو شمال المحافظة إلى حيث القافلة بمدينة أسوان.
إقبال تاريخى على القافلة
وأضافت هدير محمود، من مدينة أسوان، أن الزحام الموجود بالقافلة العائمة أمر طبيعى لخدمات طبية يقدمها المستشفى المتنقل، خاصة أن هناك تخصصات تعد نادرة بأقصى جنوب الصعيد، مثل أمراض الحساسية للأطفال، وأطباء التغذية، وغير ذلك، موضحةً بأن المستشفى العائم يقدم أيضاً خدمات التحاليل الطبية وصرف الأدوية بالمجان، وهذا يخفف العبء عن المواطنين المقيمين فى محافظة أسوان ومحافظات الصعيد بشكل عام، والذين يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام بالخدمات الصحية والطبية، وتخفيف مشقة السفر عليهم فى الذهاب إلى مستشفيات وأطباء العاصمة ومحافظات الوجه البحرى، لتلقى الخدمة العلاجية المميزة، فى ظل عدم توافر تخصصات طبية وقلة عدد الأطباء علاوة على تدنى بعض مستوى الخدمات الطبية المقدمة فى بعض المستشفيات.
فى المقابل، قال عمرو عبد العظيم، المتحدث الإعلامى لمستشفى الخير العائم بأسوان، إن ما يحدث فى أسوان يمكن وصفه بـ"الحدث التاريخى" فى المجال الطبى، نظراً لأنه منذ بداية القافلة الطبية المجانية بالمستشفى الخيرى العائم يوم السبت الماضى فى محافظة أسوان مروراً بجميع محافظات الصعيد، وهناك إقبال تاريخى غير مسبوق من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن يوم حتى 12 سنة، بالإضافة إلى التخصصات النسائية للأمهات، مشيراً إلى أن العدد المتوقع حضوره يوميا كان لا يزيد عن 700 حالة، إلا أن الواقع سجل حضور نحو 4 آلاف حالة يومياً.
الأطفال
وتابع عبد العظيم أن الأطباء المشاركين فى القافلة الخيرية تركوا عياداتهم وارتباطاتهم فى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى، وحضروا إلى أسوان للمساهمة فى العمل الخيرى، فى لفتة إنسانية تؤكد وقوفهم بجانب البسطاء وإعلاء التجارة مع الله فى خدمة المرضى بالمجان دون تقصير أو تراخى، موجهاً الشكر لكل المتطوعين فى المستشفى العائم الخيرى، وكل من ساند هذه الفكرة حتى تحولت إلى واقع خدمى لمساعدة الفقراء فى محافظات الصعيد.
الاهتمام بذوى الإعاقة
وأوضحت إنجى منيب، رئيسة مشروع مستشفى الخير العائم، أن الفكرة بدأت بتطوير شكل القوافل الطبية لأنها تعد صورة مبتكرة من القافلة الثابتة التى تُنظم على مدار يوم أو يومين فقط، لخدمة أكبر عدد ممكن من أهالى الصعيد والأكثر احتياجاً، لافتةً إلى أن القافلة انطلقت من أسوان خلال هذا الأسبوع، وستتحرك إلى الأقصر ثم باقى محافظات الصعيد، وسترسو المستشفى العائم مدة أسبوع فى كل محافظة.
وأشارت رئيسة المشروع إلى أن المستشفى العائم تعمل على تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة من خلال التشخيص وعلاج وصرف الأدوية والتحاليل والأشعة، وأيضاً العمليات الجراحية بالمجان، بواسطة أطباء متخصصين فى كل المجالات الطبية يعملون على تقديم الخدمة الطبية بجانب جلسات توعية وتدريب للأمهات ومشرفات الرعاية، موضحةً أن المستهدف على مستوى محافظات الصعيد أكثر من 50 ألف حالة خاصة فى ظل الإقبال المتزايد من الأهالى فى النجوع والقرى، وعلقت: "هذا هو هدفنا"، لافتةً إلى أن هدف المستشفى أيضاً هو خدمة الأطفال فى المرتبة الأولى، وإطلاق مبادرة خلال القافلة بعنوان "أطفال بلا أنيميا" لعلاج مشكلة الأنيميا والتقزم وهى أحد المشاكل التى يتعرض لها الأطفال وتؤثر على المجتمع.
التزاحم داخل المستشفى
وتحدثت إحدى طبيبات الحساسية المشاركة فى القافلة، لـ"اليوم السابع"، قائلةً: "بمجرد سماعى بالقافلة الخيرية التى تخدم أهالينا فى الصعيد بالمجان، لم أتردد فى تسجيل مشاركتى فيها، بهدف مساعدة البسطاء، خاصة أن تخصص مجالها يعد نادراً ليس فى الصعيد فقط لكن فى مصر عامة، وأسعى لأكون سببا فى معالجة الأطفال من الحساسية نهائياً".
شيرين حسين، نائب رئيس مشروع المستشفى العائم، أشارت إلى أن هدف المشروع فى البداية كان معالجة أطفال الأنيميا وتوعية لأهالى الصعيد، نظراً لارتفاع المعدلات العالمية لأطفال الأنيميا، وهو ما تم رصده من ارتفاع نسبة الأنيميا بين الأطفال فى الصعيد، موضحةً أن القافلة خطة لإعداد قاعدة بيانات يمكن اعتماد وزارة الصحة عليها فى المستقبل من خلال خطة العلاج.
الصيدلية
فى سياق متصل، أكدت الدكتورة إيفا فارس، رئيس نادى روتارى أسوان، أن المستشفى العائم انتهت من توقيع الكشف الطبى على نحو 11 ألف حالة، على مدار 6 أيام، بدأت يوم السبت الماضى وامتدت حتى الخميس، قبل مغادرة المستشفى العائم أسوان إلى الأقصر فى اليوم الأخير للأسبوع وهو الجمعة، موضحةً أن المستهدف كان من المتوقع أن يصل لـ6 آلاف حالة للأطفال والأمهات، إلا أن العدد تزايد بشكل مضاعف، ورغم ذلك تم استقبال جميع الحالات وصرف الأدوية والعلاج اللازم لهم.
العيادات المتنقلة
من جانبه أكد الدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة بمحافظة أسوان، أن المستشفى العائم الذى تم افتتاحه بمحافظة أسوان سيجوب 8 محافظات بالصعيد لتقديم الخدمة الطبية للأطفال والأمهات، ويمثل خطوة مهمة لخدمة الأطفال والأمهات، خاصة لأنه يوفر العديد من التخصصات الطبية التى يصعب توافرها بالمحافظة مثل أمراض المناعة والمخ والأعصاب، موضحا أن الخدمة الطبية انطلقت السبت الماضى وتستمر حتى 18 مارس، حيث تستهدف المستشفى الكشف عن ألف طفل يوميا.
وأشار وكيل وزارة الصحة بمحافظة أسوان إلى أن عدد الأطباء العاملين بالمستشفى العائم داخل المحافظة يبلغ 36 طبيبا، يقدمون الخدمة الطبية فى نحو 22 عيادة فى مختلف التخصصات الطبية، بالإضافة إلى تقديم الدواء بالمجان، وإجراء التحاليل الطبية، مشيرا إلى أن مدة العمل اليومية بالمستشفى العائم 12 ساعة تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساء.
وأوضح الدكتور إيهاب أن الهدف من المستشفى إجراء الكشف المبكر عن الأنيميا ونقص الحديد، وضعف السمع، وأمراض الأذن، وأمراض العيون، وسرطان الثدى، وسكر الأطفال، حيث سيتم تقديم العلاج لكل المصابين بالمجان، فيما سيتم تحويل الحالات التى تحتاج إلى تدخلات جراحية إلى المستشفيات لتجرى العمليات بالمجان تمامًا، بالإضافة إلى تقديم الخدمة العلاجية، وسيتم تنظيم عدد من الحملات التوعية لمناقشة أسس التغذية السليمة، وأهمية الرضاعة الطبيعية، وأهمية التطعيم وأثرها على النمو، وتنمية قدرات الطفل العقلية من الجانب الإبداعى والابتكارى، والصحة العامة، ومسببات سرطان الثدى وطرق الوقاية منه، وتنظيم الأسرة، وكيفية التعامل مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة.
المستشفى العائم
ولفت إلى أنه تم الإعلان المسبق للراغبين فى حجز الكشف من خلال التقدم بشهادة ميلاد الطفل واسم الأم ورقم التليفون وصور من كشوف أو تحاليل أو إشاعات سابقة، موضحاً أن تخصصات الأطفال تشمل: سمعيات وأنف وأذن وحنجرة، وصحة إنجابية، وقلب، ورمد، وسكر وغدد صماء، وجلدية، وعظام، وأطراف صناعية، وتغذية، وأسنان، وحساسية ومناعة، ومعمل به كل التحاليل الطبية، ووحدة للأشعة بها أشعة "موجات صوتية على القلب" وسونار، فضلاً عن صيدلية لصرف الأدوية بالمجان، بجانب وجود طاقم طبى على أعلى مستوى، من وزارة الصحة، والجامعات المصرية، وفريق تمريض، وفنى وإدارى حيث تستهدف إجراء الكشف المبكر عن الأنيميا ونقص الحديد، وضعف السمع، وأمراض الأذن، وأمراض العيون، وسرطان الثدي، وسكر الأطفال، حيث سيتم تقديم العلاج لكل المصابين بالمجان.
تزاحم المواطنين لتلقى الخدمة العلاجية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة