كيف كان حال العرب قبل الإسلام، خاصة الناحية الدينية، نعرف جميعا أنهم كانوا يعبدون عددا من الأصنام مثل هبل واللات والعزى وغيرها من المعبودات التى تجسدت على هيئة إنسان، كما كانت الديانات السماوية موجودة أيضا، فاليهودية والنصرانية ومن قبلهما الحنفية، لكن وسط كل ذلك كانت بعض العقائد الغريبة تنتشر بين بعض القبائل، ومن ذلك ما ذكره كتاب "أديان العرب وخرافاتهم" لـ الأب أنستاس مارى الكرملى، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
ومما أشار إليه الكتاب:
عبادة الشمس
قال الزبير: قال أبو عمرو الشيبانى، قال أبو بكر الهذلى قال: قلت لعكرمة: ما رأيت من يبلغنا عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لأمية : آمن شعره وكفر قلبه. فقال : هو حق، وما الذى أنكرتم فى ذلك؟
فقال له: أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة/ حمراء مكلع لونها متورد، تأبى فلا تبدو لنا فى رسلها/ إلا معذبه وإلا تجلد"
فما شأن الشمس تجلد؟ قال والذى نفسى بيده ما طلعت قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك يقولون لها: اطلعى، فتقول أأطلع على قوم يعبدوننى من دون الله/ قال فيأتيها شيطان حين تستقبل الضياء يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع على قرنيه فيحرقه الله تحتها، وما غربت قط إلا خرت لله ساجدة، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود تغرب على قرنيه فيحرقه الله تحتها، وذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم: تطلع بين قرنى شيطان، وتغرب بين قرنى شيطان.
وهذا كلام يدل على أن عبادة الشمس كانت معروفة عند العرب، حتى قيل عنها ما قيل. كيف لا، ولهذه العبادة اسم قديم معروف عندهم اسمه التشميس.
إجلال القرد
فى رسالة الغفران، نزل حظ على قرد، فظفر بإكرام الورد، وقالت العامة، اسجد للقرد فى زمانه، وأنا أتحوب من ذكر القرد الذى يقال إن القواد من زمن زبيدة، كانوا يدخلون للسلام عليه، وإن يزيد بم مزيد الشيبانى، دخل فى جملة المسلمين فقتله، وقد روى أن يزيد بن معاوية كان له قرد يحمل على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فى الحلبة.
عبادة الفروج
ذكر بهلول فى معجمه الأرمى قال : حكى أنه وجد قوم فى أحد البلاد هم أمة يطعون ذكر الرجل وفرج المرأة ويضعون بعض ببعض (ويسجدون لهما) .
عبادة الجمال
قال ابن برى: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى إن البيت (جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم) ليحيى بن منصور (لا للأغلب العجلى).
قال : الأصم هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر وهو رئيس بكر بن وائل فى ذلك اليوم وهو يوم الزورين. قال أبو عبيدة: وهما بكران مجلالان قد قيدوهما وقالوا: هذا زورانا أى لهانا فلا نفر حتى يفرا فعابهم بذلك وبجعل البعيرين ربين لهم، وهزمت تميم ذلك اليوم وأخذ البكران. فنحر أحدهما وترك الآخر .
أما الآلهة الأخرى التى عرفها العرب فمنها:
اللات
هى إلهة أنثى كان مقرها الرئيسى فى مدينة الطائف، وهى تمثل فصل الصيف لقول العرب "إن ربكم يتصيف باللات لبرد الطائف ويشتو بالعُزَى لحر تهامة".
العُزّى
هى الإلهة المفضلة للقرشيين حتى أن أبا سفيان، فى نهاية غزوة أحد، صرخ بوجه جيش المسلمين بعد هزيمته: "لنا العُزّى ولا عُزّى لكم"، كان موقعها شرق مدينة مكة، وقيل إنها كانت تمثالاً، كما قيل إنها كانت ثلاث شجرات متجاورة.
مناة
اختلف المؤرخون على ما إذا كانت تمثالاً أم صخرة. فمنهم مَن قال إنها تمثال حجرى على ساحل البحر الأحمر، ومنهم مَن قال إنها صخرة تقدَّم لها الذبائح وإنها حملت اسم "مناة" لأن الدماء كانت عندها "تُمنَى"، أى تراق من القرابين. ويقول الدكتور جواد علي، صاحب موسوعة "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام"، إنها كانت صنماً وأمامه صخرة تمثل المذبح.
هُبَل
كان بمثابة "كبير آلهة" قريش. وقيل إنه كان منصوباً فى جوف الكعبة. وقيل إنه أول صنم وضعه عمرو بن لحى فى مكة. ومذكور عن أبى سفيان هتافه بـ"أعلِ هُبَل" بعد معركة أحد.
ود
هو إله ذكر على هيئة رجل ضخم يرتدى مئزراً وحُلة ويعلق فى عنقه سيفاً وعلى كتفه قوساً وفى يده حربة فيها راية وجعبة سهام.
سواع
هى امرأة عبدتها بعض القبائل وقيل إن مقرها كان فى "ينبع"، وقد هدمه عمرو بن العاص.
يغوث
هو صنم على هيئة أسد. يرجح بعض المؤرخين أن أصوله مصرية أو حبشية لتشابهه مع بعض آلهة تلك الشعوب.
يعوق
هو صنم على هيئة فرس، عُبِدَ فى اليمن أيضاً وكان يشبه فى شكله صنم "اليعبوب" الذى عبدته قبيلة طيء.
نسر
هو صنم على هيئة نسر، قيل إن قبيلة حمير اليمنية عبدته قبل اعتناقها اليهودية، ويُعتَقَد أنه كان من آلهة الساميين القدماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة