لا محبة تفوق محبة آل البيت الكرام عند المسلمين، ويأتى الإمام على رضى الله عنه على رأس قائمة الصحب والآل، محتفظا بنوع خاص من المحبة، التى حولت الإمام إلى أيقونة شعبية فى التاريخ الإسلامى، أحبه الجميع ونصروه على الأقل بقلوبهم.
ورغم أن التراث الإسلامى ظل فترة طويلة، ولا يزال البعض، يحرم التصاوير، لكن الفنان المسلم، لم يكن قادرا على مقاومة شغف الافتتان بـ على وبنيه، فسمح لنفسه بكسر هذه القاعدة وراح يبدع فى رسم الإمام حسب خياله وحسب البيئة التى ينتمى إليها.
واعتمادا على كتاب "تصاوير الإمام على.. مراجعها ودلالاتها التشكيلية "لـ شاكر لعيبى، يمكن استعراض عدد من التصاوير التى جعلت الإمام موضوعا، وقدمت أشكالا مختلفة ومتنوعة فى التصميم، لكن يجمع بينها القداسة وإظهار الشجاعة.
يقول الكتاب، إن الفن العربى الحديث شهد حضور العديد من الفنانين الفطريين، منهم العراقى منعم فرات توفى 1975 وحامد ماضى، والمصريان الشيخ رمضان سويلم ووجيه ينى، واليمنى هاشم على، والمغربية الشعبية طلال توفيت 2004 وبابة الجزائرية توفيت 1998. لكنه شهد قبلهم فنانين فطريين مجهولى الهوية ممن قاموا برسم تصوير على بن أبى طالب التى وجدت لها رواجا فى مختلف أصقاع العالم العربي، جنبا إلى جنب مع تصاوير الفارس عنترة بن شداد وملاحم بنى هلال.
ويقول الكتاب، لا توجد هذه التصاوير فحسب فى بلدان مثل شبه القارة الهندية وإيران والعراق، بل تمتد إلى كل أنحاء العالم العربي، فى تونس ظل التأثير الفاطمى محفورًا فى طبقات شعبية لم تنلها التغيرات السياسية، فى مصر أيضا وإن بصعوبات أكبر، كما فى السودان التى يظن أن التأثير الفاطمى بقى فاعلا فى الذاكرة الشعبية فيه، بما فى ذلك رفع صور الإمام على والحسن والحسين فى المنازل والاحتفاء بعاشوراء، وقد قام كثير من الرسامين الفطريين والشعبيين معلومى الهوية كأبى صبحى التيناوى ولد فى دمشق عام 1888 وتوفى فيها عام 1973، ومجهوليها بتنفيذ هذا النوع من الرسومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة