"الصمت وتأمل الطبيعة".. سياحة جديدة فى أحضان جبال كاترين يطلقها شاب سيناوى من مخيم جبلى.. سائحون أوروبيون ومصريون يقبلون على تجربتها.. الشاب: المشروع عبارة عن مخيم يتكون من غرف بسيطة شيدت بطراز معمارى غير نمطى

الإثنين، 18 مارس 2019 04:11 ص
"الصمت وتأمل الطبيعة".. سياحة جديدة فى أحضان جبال كاترين يطلقها شاب سيناوى من مخيم جبلى.. سائحون أوروبيون ومصريون يقبلون على تجربتها.. الشاب: المشروع عبارة عن مخيم يتكون من غرف بسيطة شيدت بطراز معمارى غير نمطى سياحة جديدة فى احضان جبال كاترين
سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الدعوة للهدوء والصمت لساعات طويلة تمتد لأيام وسط صخور ملونة، وفضاء لا يحجب عن مشاهدة شمس النهار ولا قمر الليل للخروج من كل ضغوطات الحياة خلالها يتم الإستعانة بمعينات المعيشة التقليدية من البيئة الطبيعية.

كانت وسيلة الشاب السيناوى "محمد ابوعيد الجبالى"، للجذب السياحى لمنطقة سانت كاترين السياحية بجنوب سيناء، وهى الفكرة التى نجحت بعد شهور قليلة من انطلاقها فى زيادة عدد السائحين من داخل مصر، ومن دول أجنبية لكاترين، وجميعهم من عشاق الطبيعة والباحثين عن الاسترخاء فى حضنها بلا إزعاج ولا صخب، يستمتعون بتجربة سياحة الصمت وإفراغ الذهن من كل أثقال الحياة .

IMG_7206

التجربة السياحية الجديدة من نوعها، كشف عن تفاصيلها صاحبها ومنفذها " محمد ابوعيد الجبالى " لـ " اليوم السابع"، وهو أحد أبناء قبيلة الجبالية القاطنة جبال سانت كاترين.

 

يقول " الجبالى "، ان أصل فكرته ورثها عن والده، الذى سبق له واختار مكان بعيد عن أى مؤثرات أو مسار أقدام بين الجبال الشاهقة الارتقاع وعصية التضاريس بمحمية سانت كاترين بجنوب سيناء، وأقام عريش كان فيه ينفرد بالجلوس متأملا فى الطبيعة مكتفيا بزراعة قليل من شجيرات وأعشاب حول عريشه، يستخدمها فى  شرابه وعلاجه ومنها مكملات لطعامه.

IMG_7208

وتابع، أنه من خلال سفره ورحلاته وإطلاعه، واحتكاكه بالسائحين القادمين بكثافة لمنطقة كاترين من كل اسقاع المعمورة، استشعر ان الجميع فى هذا العالم يبحث عن ولو قليل من الراحة والعزلة، بعيدا عن كل ماهو مؤثر من رفاهية وضجيج وصخب اصبح من روتينيات يوميات الحياة الجالب للأمراض ، وجاءته الفكرة إلهام من أصل ماكان يقوم به والده فى ذاك المنحنى الجبلى البعيد عن العيون وعن سماع كل صوت ، وفى مكانه قرر ان يقيم نقطة حياه للمكان المعزول، فيها يعود كل زائر لهذه النقطة لفطرته الإنسانية لتغذية روحه بجرعة إيجابية وقتل لكل سلبية كامنة فى جسده ، واعتبره مشروع سياحى جديد ولكن بنمط بسيط ومختلف واسماه على اسم والده  "عيد".

وتابع الشاب السيناوى محمد عيد، ان المشروع عبارة عن  مخيم يتكون من غرف بسيطة شيدت بطراز معمارى غير نمطى، وهى الغرف الدائرية ذات القبو  بهدف ان من يجلس فيها يخرج من إطار تقليد الغرف المربعة الشكل، وبنسق جدران تجمع بين البيئة المحلية للمعمار البدوى فى كاترين والحجر الفرعونى والنوبى ، وكان الاختيار فى التصميم الخارجى لنموذج عمارة المهندس حسن فتحى لتصميم القباب .

 

IMG_7210

أضاف ان الخدمة للسائح فى المكان تعتمد على بساطتها، فالسائح يمكنه ان يخدم نفسه بنفسه من خلال إعداد الطعام، والمشروبات، والطعام  مكوناته مأكولات بدوية من لحوم تطهى على موقد الحطب بينما المشروبات على اعشاب تنبت فى كاترين وحول المكان فى المزرعة، والمياه من بئر يعتمد فى تشغيله على الطاقة الشمسية.

سياحة الصمت

وقال الشاب السيناوى محمد ابوعيد الجبالى،  انه ربما مثل هذه الخدمات متوفرة، فى المناطق السياحية ذات الطبيعة الخاصة والمحميات الطبيعية، لكن ما استطاع ان يصل اليه هو ان يعزل  السائح الزائر للمكان ليعيش فى انفصال عن كل ماحوله ويودع ولو لأيام كل مشاكله وما يتراكم من اجهاد بدنى عليه من خلال ممارسة وتجربة "سياحة الصمت"، وهى فترة تحدد بالتدريج خلالها يتم الصمت عن الكلام ، و يتخللها رحلات فى عمق الجبال يسير فيها الصامتون فى مجموعات  على مسارات خاليه من اى مظاهر عمرانية او صخب سياحى ، ثم يعودون للمكان، وكل هذا وهم فى حالة صمت تام، ومدة الصمت الأولى لنحو 48 ساعة، والثانية 72 ساعة ، والثالثه 140 ساعة، وهى برنامج سياحى متكامل ينفذ على فترات متتالية او متقطعة بحسب قدرة كل شخص على التحمل .

IMG_7212

وتابع قائلا، انه خلال مدة  الصمت لايتحدث المشارك فيها، سواء كان سائرا فى مجموعة او مفرده بين الجبال، ويكتفى بالأعتماد على حواسه فى اكتشاف ما حوله كشم رائحة النباتات واكتشافها، ونظره  للتطلع للسماء والجبال، وخلال اقامته فى المخيم المعد لإقامته وهو صامتا يخدم نفسه، دون الحاجه للتحدث لأحد لطلب الخدمة، حيث يعد طعامه إذا أراد ان يأكل معتمدا على نفسه فى إعداده، وإعداد شرابه من مكونات الطبيعة الغنية بالأعشاب الطبية والعطرية التى تتاح له مع تعريف مسبق له بها،  وخلال هذه المدة المقررة للصمت يغلق هاتفه المحمول وينقطع عن اى اتصال او قراءة لأى كتاب او تصفح انترنت لأنها مؤثرات تفسد الغرض من الرحلة الروحانية والتأمل فى فضاء الطبيعة وعظمة ماخلق الله من مكونات طبيعية ، واستطرد ان كثير من المجموعات السياحية تميل لهذه السياحة والتى تكون بداية تجربتها غريبة وصعبة، ومع مضى الساعات فى صمت يصبح الأمر مألوفا حتى ان بعض السائحين يعود للمكان خصيصا لممارسة هذا النوع من السياحة.

 

IMG_7213

وقال ان فائدة هذه الرحلة انها تصفى العقل والذهن والقلب، وتؤتى الحكمة لمن يمارسها فى كل تصرفاته فهو يقضى على كل توتر قد يحدث له ويؤثر فى قراراته وأفعاله وتصرفاته.

وأشار انه ورغم ماعرف ان السياحة تبحث عن الرفاهية والفنادق والخدمات الجاهزة إلا ان تجربته اثبتت  ان كثيرين يبحثون عن صفاء الطبيعة بلا مؤثرات لافتا ان الأفواج السياحية التى تحضر للمكان من السائحين الأوروبيين وأسعده إقبال كثيف من السياحة المصرية المحلية، وما يسعده أكثر ان هذه سياحة جميعها لا تضر بالبيئة، ولا تفسد اى معلم او حجر او نبت وخلال مدة اقامتهم يكتسبون مهارات جديدة، كما أنهم يصبحون أصدقاء للبيئة و يرتبطون بها .

IMG_7215

وأشار انه فخور بكونه بجهد بسيط استطاع ان يضع بصمته على خريطة السياحة فى مصر، بمنتج ورافد سياحى جديد من نوعه، لافتا ان الإبتكار والإبداع هو أهم وسيلة للنجاح، وأن أكثر مت يفتخر به ان هذا الرافد السياحى لايضر بالبيئة الطبيعية البكر بسانت كاترين ويحافظ عليها لافتا انهم ورثوا عن آبائهم وأجدادهم طبيعة خلابة ومنطقة هى قبلة كل العالم وملتقى التسامح والأديان وكل من يريد ان يخلى ذهنه من كل هم .

 
IMG_7216 (1)
 

 

IMG_7217 (1)
 
IMG_7218
 

 

IMG_7219
 
IMG_7220
 

 

IMG_7221
 

 

IMG_7222
 

 

IMG_7223
 

 

IMG_7224
 

 

IMG_7225
 

 

unnamed
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة