- لولا انتصار الجندى المصرى ما كنا نفتخر بذكر تحرير طابا
- الفريق القانونى ضم 24 خبيرا واستغرقنا شهورا فى دراسة الملف وإعداد المستندات
- نحن نستطيع إذا كانت لنا إرادة وعزيمة وتصميم على النجاح
ساعات وتحل علينا الذكرى الـ30 لتحرير مدينة طابا ورأس النقب، هذا الحدث الذى شهدته مصر فى 19 مارس 1989، حيث رفع العلم المصرى فى تلك المدينة بعد انسحاب إسرائيل منها، وسبقها معركة قضائية وقانونية فى التحكيم الدولى ، ومع اقتراب حلول تلك الذكرى كان لـ"اليوم السابع"، حديث مطول مع الدكتور مفيد شهاب، رئيس الفريق القانونى المصرى حينها لاسترداد طابا، ووزير التعليم العالى الأسبق، ليحكى لنا كواليس استرداد طابا وكيف تمكنت مصر من إجبار تل أبيب ،على الانسحاب من المدينة المصرية .
الدكتور مفيد شهاب، قال لـ "اليوم السابع " ،إن مصر دخلت فى مفاوضات استغرقت أعوام عديدة ، ولجأت إلى التحكيم الدولى، حتى تمكنت من الحصول على حكم فى 29 سبتمبر عام 1988 باسترداد طالبا ورأس النقب، واستلمت مصر طابا فعليا ورفع العلم فيها فى 19 مارس 1989، حيث استغرق الأمر 6 أشهر مع إسرائيل للاتفاق على طريقة التسليم بعد الحصول على حكم يجبر إسرائيل على الانسحاب وتسليم المدينة المصرية.
وأضاف شهاب ، افتخر بتحرير طابا، وهذا الحكم لم يكن نقطة منفصلة عن انتصارات حرب أكتوبر، فعندما أتذكر تحرير طابا لابد أن أتذكر الجندى المصرى الشجاع الذى انتصر على العدو الإسرائيلى، فلولا هذا الانتصار العسكرى العظيم على إسرائيل والمبهر للعالم ، ما كانا سنفتخر بانتصارات أكتوبر أو نفتخر بذكرى تحرير طابا، فالأصل فى هذا الانتصارهو الجندى المصرى ، الذى جاد بروحه ودماءه من أجل هذا الوطن ، مضيفا هذا الانتصار أجبر إسرائيل على أن تنسحب من الأراضى المصرية، بعدما دخلت مصر مفاوضات ومعركة سياسية بعد المعركة العسكرية تكللت بالنجاح وانتهت بتوقيع السلام فى 26 مارس عام 1979، حيث رضخت إسرائيل لمبدأ الانسحاب.
وأوضح رئيس الفريق القانونى المصرى لاسترداد طابا، أن إسرائيل كانت تراوغ فى الانسحاب حتى أنه عندما جاء موعد الانسحاب الكامل ، من سيناء فى 25 أبريل 1982 سعت إسرائيل للتمسك ببقائها فى بعض المناطق، ولكنها تناست أن المصرى يتمسك بكل أراضيه ولا يتخلى عن أى حفنة من تراب وطنه ، ولم تتنازل مصر عن أى شبر من سيناء .
وشدد الدكتور مفيد شهاب ، على أن إسرائيل فوجئت بتصميم مصرعلى أنها لا تقبل إلا بتحرير كل أراضيها وفى مقدمتها طابا ورأس النقب، حيث أرادت إسرائيل الاحتفاظ بالمنطقتين نظرا لأهميتهما السياسية والسياحية والاقتصادية والعسكرية، ومن هنا بدأت معركة التحكيم الدولى ، التى جاءت جاءت تتويجا للانتصار العسكرى الذى منه انطلقت المعركة السياسية وارتكزت عليه المعركة القانونية والقضائية وانتهت بتحرير طابا ورأس النقب ليتم تحرير كامل سيناء.
حول الأشياء التى يتذكرها خلال الذكرى الـ30 لتحرير طابا، قال رئيس الفريق القانونى المصرى لاسترداد طابا: عندما تأتى ذكرى تحرير بقعة هامة من أرض مصر، اتذكر فورا الجندى المصرى الباسل القوى الذى دخل حرب أكتوبر بأسلوب علمى واتبع سياسة احترافية مثل بناء الكبارى والجسور التى دشنت فى سرعة غير عادية واستخدام فيها آليات حديثة وجبارة من أجل أن تمر الدبابات عليها، وهذا يؤكد أن المصرى عندما يكون لديه حس وطنى وأسلوب علمى فى حل مشاكله دائما ما ينتصر، كما أن المصرى عندما يتمسك بأرضه يستطيع أن يصنع المعجزات.
وشرح الدكتور مفيد شهاب، الانتصار القانونى المصرى على إسرائيل واسترداد طابا قائلا : معركتنا مع إسرائيل لاسترداد طابا كانت قانونية وقضائية وكانت تتضمن مستندات وأوراق تثبت أحقية مصر فى استلام الأرض ، و"ما ضاع حق وراءه مطالب"، فصاحب الحق لابد أن يعيده ولابد أن يتمسك ويؤمن به ويصمم على عدم التخلى عنه، ليس بالكلام والانفعال ولكن بإجراءات فعلية، وكذلك قدرتك على إقناع الآخرين، بأنك صاحب حق .
وقال شهاب ، تم الإعداد الجيد للخطوات القانونية والقضائية ، من خلال حسن اختيار المحكمين وتحديد الإجراءات والخطوات الخاصة بالتحكيم بدقة لعدم تعطيل الطرف الآخر إجراءات تسليم الأرض، وتم الاعتماد على الخبرة من خلال أن يكون هناك لجنة قومية للدفاع عن طابا ، يشكلها رئيس الجمهورية حينها من قانونيين وعسكريين وأساتذة قانون وتاريخ وجغرافيا وخبراء مساحة ، ودرسنا هذا الملف عدة شهور، وكنا نعمل بروح الفريق ، موضحا أن الفريق كان يضم 24 عضوا نعمل جميعا تحت إشراف ومتابعة دقيقة من القيادة السياسية .
وحول الدروس المستفادة من تحرير طابا، قال الدكتور مفيد شهاب : كل شعوب العالم تمربانتصارات وهزائم ، فمن حقنا عندما تأتى ذكرى النصر أن نحتفل ونعتز بها ليس للتباهى والتفاخر ولكن لتعطينا قوة للمستقبل ، وأرجو أن نشرح للأجيال الجديدة ، القضية الخاصة باسترداد سيناء وخلفياتها والانتصار العسكرى والسياسى والقانونى، وطريقة التحكيم والأسانيد التى اعتمدت عليها مصر فى استرداد أراضيها، فيجب ألا نكتفى بالاحتفال والفرح فقط أرجو أن تكون الذكرى فرصة للحديث عنها تفصيلا وتفاصيل المعارك وكيف أديرت هذه المعارك سياسيا وعسكريا وقانونيا حتى تبقى حية فى ذهن الأجيال المقبلة ، وهو دور جميع الوزارات المختلفة مثل وزارات التعليم والثقافة والتعليم العالى، فيجب شرح الملابسات الخاصة بانتصارات حرب أكتوبر 73 ، وماذا فعلنا من أجل تحقيق هذا الانتصار العسكرى واتفاقية السلام وطابا وكيف استردناها، ويدرس ذلك فى الجامعات والمدارس، فتاريخنا لابد أن نتعز به حتى لا نقع فى نفس الأخطاء، ونعرف أسباب الانتصارات، لأن هذا سيكون طريقنا للمستقبل
وقال رئيس الفريق القانونى المصرى لاسترداد طابا: أبرز ما يمكن أن نستفيده من ذكرى تحرير طابا ، أننا نستطيع أن نحقق الإنتصار إذا إمتلكنا إرادة وعزيمة وتصميم ، لأن تاريخنا يقول ذلك منذ عهد الفراعنة، فقد علمنا العالم كله عندما كان العالم يعيش فى جهالة، وفى العصر الحديث حققنا انتصارات كثيرة وما زلنا نحققها حتى الآن.
وأشارالدكتور مفيد شهاب، إلى أن محافظة جنوب سيناء ، دعته لحضورالعيد القومى للمحافظة 19 مارس ، تاريخ رفع العلم المصرى على طابا، ، حيث ألقى محاضرة عن تجربة تحرير طابا الدروس المستفادة، وحضرها أساتذة وشيوخ القبائل وطلاب وشباب المحافظة للاستفادة من الانتصارات التى حققها مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة