"يا الله أيمكن أن يحدث هذا ؟ بروتس صديقى يطعننى بخنجره من الخلف ؟ هذا هو الخنجر الذي أهديته له في إحدى المناسبات؟!"، "حتى أنت يا بروتس؟"، هكذا أورد الأديب البريطانى ويليام شكسبير على لسان القائد الرومانى يوليوس قيصر، عندما تم طعنه من قبل صديقه المقرب بروتس، وكأنه يكذب عينيه حتى لا يرى الحقيقة المؤلمة، فى المسرحية التراجيدية الشهيرة "يوليوس قيصر" والتى صدرت عام 1599 .
والأمبراطور غايوس يوليوس قيصر جنرال وقائد سياسي وكاتب روماني ولد فى 13 يوليو 100 ق.م، وتوفى فى مثل هذا اليوم 15 مارس عام 44 ق.م، وهو واحد من أبرز رجال روما، وأهم الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ، تفوق في مجالات حياته وتعليمه وقيادته لجيش بلاده، فكان سياسيا محنكا وقائدا عسكريا ناجحا، كما اشتهر كخطيب وكاتب، وأدى دورا مهما في تحول الجمهورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية، وهو أول من أطلق على نفسه لقب «الإمبراطور»، وخلفه العديد من الأباطرة والحكام الذين تبنوا اسمه، ويُضرب به المثل حتى الآن في الحكم والقيادة الصائبة، وهو صاحب الفضل في أن تصبح روما مركزا لإمبراطورية واسعة إلا أنه لقي نفس مصير الزعماء الناجحين من المؤامرة والقتل، على يد أقرب أصدقائه.
وكان بروتس هو أحب أصدقائه إليه ومحل ثقته، والشخص الأقرب إلى قلبه، حتى قيل إنه كان ابنا له لكثرة ما أغدق عليه، ومنحه من الأوسمة والمناصب، وكان بروتس أحد المقربين للقيصر، وكان رجلا كريم الخلق سمحا يحبه الجميع، لكن برغم حبه ليوليوس كان حبه لبلاده لا يقدر، وهو ما لعب عليه كاسيوس، الرجل الذي قاد عملية الاغتيال، ودفع الأول لقتل الإمبرطور الرومانى، ومن هنا تأتى الكلمة المأثورة الشهيرة "حتى أنت يا بروتس"، فهل قالها شكسبير فى محاولة درامية لتوضيح خيانة الصديق بروتس لصديقه الإمبرطور، أم أن يوليوس قيصر نفسه قالها، بعدما صدم فى أقرب الناس إليه.
يقول الكاتب محمد عرموش، فى كتابه "دردشة تاريخية" أن قيصر قتل غدرا بعد تورطه فى علاقة مع كليوباترا وقد اجمع كل من قتله على ضرورة التخلص منه حفاظا على مصالح روما، وكان من ضمن من قتلوه صديقه بروتس، وهنا قال يوليوس قيصر عند قتله "حتى أنت يا بروتس!"، وعادت الحرب الأهلية من جديد وكانت كليوباترا فى مصر تحاول أن تجعل منها دولة محترمة، واهتمت بالاقتصاد والزراعة وتوددت للشعب المصرى وتحسنت أحوال مصر إلى حد ما فى عهدها.
ويقول الكاتب عبدالله أبو علم، فى كتابه " قالوا من فمك أدينك يا إسرائيل"، أنه عندما طعن بروتس، حبيبه ورئيسه يوليو قيصر قال له وكان يعتبره صديقه المقرب بل ينظر إليه كابنه: "حتى أنت يا بروتس!"، فقال بروتس: "إننى أحبك يا سيدى ولكننى أحب روما أكثر"، فقال يوليوس قيصر: "إذن ليمت القيصر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة