أتحدث عن فخر مصر نجمنا المحبوب محمد صلاح، الذى يمضى أيامًا صعبة فى الملاعب الإنجليزية، ومنذ تصدره الموسم الماضى قائمة نجوم الدورى الإنجليزى «أحسن لاعب وهداف البطولة».
صلاح غابت ابتسامته طويلًا لأسباب، آخرها الهتاف العنصرى ضده الصادر من مدرجات «وستهام»، الذى صرخ به أحد المشجعين على صلاح أثناء تنفيذه ركلة ركنية فى مباراة عصيبة أتعبت أعصاب صلاح المرهقة بفعل فاعل.
الهتافات العنصرية ليست وليدة المباراة، ولكنها آخر مطاف الإساءات المتعمدة، التى تكيلها بعض المنابر الإعلامية الإنجليزية لصلاح بغرض التأثير على معنوياته، وحرفه عن المرمى، وإبعاده عن قمة هدافى Premier League هذا العام إفساحًا لآخرين.
عام جد صعب، ففضلًا عن المضايقات اللصيقة من المدافعين المكلفين بإبطال مفعول صلاح بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، ودون حماية كافية من الحكام الواقعين تحت تأثير دعايات مضادة باصطناع صلاح السقوط فى منطقة الجزاء للحصول على ركلات جزاء، وهو الزعم الذى فاضت واستفاضت فيه الصحف الإنجليزية اتهامًا لصلاح، الذى بات سقوطه فى منطقة الجزاء مثيرًا للشبهات رغم قسوة وعنف المدافعين، وهو ما يحجم قدرات صلاح التهديفية.
صلاح المسالم لا يتعرض فقط للعنف الجسدى، بل بات يتعرض للعنف اللفظى مرارًا، مرة من «ممادو ساخو» مدافع فريق «كريستال بالاس»، خلال المباراة، التى أقيمت على ملعب «آنفيلد» ضمن الجولة 23، سبقتها مشادة كلامية مع اليونانى «سوكراتيس»، مدافع فريق إرسال، عقب نهاية الشوط الأول لقمة الجولة العشرين، قبل أن يتدخل الهولندى «فيرجل فان دايك» حماية لصلاح.
الهتافات العنصرية الأخيرة عبء مضاف على عاتق صلاح، الذى عانى فى مفتتح الدورى الإنجليزى من صيام عن التهديف دام قصيرًا، فكانت المفاجأة فى مطالبات منسوبة إعلاميًا إلى جماهير «الريدز» برحيله عن ليفربول، وتطوعت بعض المنابر الإنجليزية والعربية إلى حديث محزن تشكك فى قدرات صلاح التهديفية بـ«حديث الفقاعة» باعتبار صلاح ليس هدافًا أصيلًا بل فقاعة وفرقعت.
ناهيك عن شائعات الرحيل المتكررة، وتعدد الوجهات، وتقارير ملفقة بلغت صحف «تل أبيب» نقلًا عن الصحافة الإنجليزية، تتحدث عن خلاف داخلى مع إدارة ليفربول حول استقدامها لمهاجم إسرائيلى، وكلها حرب أعصاب على نفسية صلاح المتعبة، فضلًا عن النيران الصديقة فى مصر بسبب إشادته بأبوتريكة على هامش احتفاله بجائزة أحسن لاعب أفريقى.
صلاح لمن لا يعلم حساس تجاه ما ينشر، ومتابع جيد لما يكتب سلبًا وإيجابًا، ويحزنه الحكى سلبيًا عنه فى مصر، تأثر كثيرًا بحديث التطبيع والهجوم عليه بسبب أبوتريكة، ولكنه فى الأخير صلب، مقاتل، يرد قاسيًا فى الملعب، ولكن لكل احتماله، وصلاح تحمل كثيرًا.
من يدقق فى المشهد يخشى على صلاح، هناك من لا يريده متصدرًا فى الملاعب الإنجليزية، صلاح يبدو متعبًا نفسيًا تمامًا، وظهر هذا فى مباراة وستهام الأخيرة، الذى أظهرت اللقطات المقربة أنه متعكر تمامًا، وغابت ابتسامته بالكلية، وهذا ما نخشاه على نجمنا المحبوب، فالمطلوب إنجليزيًا إخراجه من طوره وإفقاده تركيزه فتطيش كراته، ومعها تنفطر قلوبنا حزنًا وألمًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة