أحلم أن يغبر المستشار مرتضى منصور قدميه إلى الجزيرة فى مشوار يرصف الطريق إلى علاقة متكافئة محترمة بين الأبيض والأحمر، وأن يقف الكابتن محمود الخطيب فى الجزيرة مرحبًا بضيفه الكبير، أو العكس يستقبل المستشار الكابتن فى ميت عقبة استقبال الكبار، وخيرهما من يبدأ بالسلام.
لسه الأحلام ممكنة، أحلم بلقاء يجمع مجلس إدارة ناديى الأهلى والزمالك دون شروط مسبقة، يجتمعان على كلمة سواء، يودعان الخصومة القطبية، والحروب الباردة والساخنة، وعفا الله عما سلف، و«اللى فات مات وإحنا ولاد النهاردة»، وما بين الأهلى والزمالك أبقى.
هذا يحتاج إلى شجاعة الفرسان، وأخلاق الكبار، ونبل المقاصد، لقاء تاريخى يئد الفتنة، ويكسر الاحتراب، وينقى الأجواء الكروية قبيل النهائيات الأفريقية، التى هى الهدف والمستهدف الآن، اللدد فى الخصومة، العند يورث الكفر بالروح الرياضية، البلد مش ناقصة احتراب، استقيموا يرحمكم الله.
اللقاء التاريخى يحتاج إلى ثلة من الحكماء يعملون على إنجاز صلح تاريخى بين القبيلتين البيضاء والحمراء، لقد تبذل ما بين القبيلتين بالتعصب الأعمى، أحلم بنفرة من الحكماء فى الجزيرة وميت عقبة يدعوان الخطيب ومرتضى إلى لقاء أخوى، يمحو آثار العدوان، وتنازل عن الدعاوى القضائية، ويضع قواعد حاكمة وآلية لتصفية الخلافات الطارئة، ويؤسس لعلاقة تعاونية مستدامة لا تنفى تنافسية مشروعة، وروحًا رياضية لا تنقص الكبيرين.
محزن شماتة الأهلاوية والزملكاوية فيما بينهما والتحفيل والتشجيع العدائى، لا الزمالك عدو، ولا الأهلى عدو، بينهما تنافس رياضى شريف فى كل المحافل الرياضية حتى فى كرة الماء، زمان كان الأهلى يستضيف على شرفه نجوم الأبيض فى المباريات الدولية، ويرتدون الفانلة الحمراء، وزمان كان الأبيض يدعو الأحمر إلى احتفالياته الدولية، ماذا جرى بين أصدقاء الأمس؟
ذكريات عبرت، كان الأهلاوى يحب حسن شحاتة وعلى خليل وإبراهيم يوسف، وزمان كان الخطيب ملكًا متوجًا على قلوب الزملكاوية، كانوا يحبونه حبًا جمًا، إذا كان الأهلاوية والزملكاوية يجتمعون على حب المحبوب «محمد صلاح»، أليست هناك مشتركات تجمع بينهما، ماثلة وتحتاج إلى تجلية المتفق عليه وليعذر بعضنا بعضًا.
زمان استعرت الحرب بين القبيلتين، وهتف الجمهور الأحمر ضد أبوكريم «حسن شحاتة» وأبى الخطيب ألا يلعب مباراة القمة إلا ونزل الملعب يده فى يد أبوكريم، وتوجها إلى الجمهور الأحمر، فإذ فجأة تهتف الجماهير الحمراء لأبوكريم، وحياة كريم ما تسيبنا، كانت أيام، الكبار كانوا كبارًا.
ليس هناك أى مصلحة وطنية فى مزيد من الاحتراب على بطولة لن تضيف للأهلى، دولابه متخم بالبطولات، ولا للزمالك الذى جمع من البطولات والانتصارات ما سجل اسمه كفارس أبيض فى قبيلة بيضاء تشكل ثنائية من المنافسة دونها لا تستقيم الكرة المصرية ولا تتطلع إلى المستقبل.
فيها فوائد عديدة، فيها ماهو أثمن من دورى وكأس، فيها وحدة كروية على هدف واحد، الفوز بكأس الأمم الأفريقية، لن يضيف الدورى للأهلى أو للزمالك، ولكن بطولة أفريقيا حلم جماهيرى مشروع، وحدة الجماهير وتجاورها فى المدرجات هدف لو تعلمون عظيم.
أقول قولى هذا، وأنا مغتبط باحتفالية جمهور الأهلى عند الدقيقة 20 بشهداء نادى الزمالك، واحتفال جمهور الزمالك بشهداء الأهلى فى الدقيقة 74، الجماهير فى المدرجات لاتنسى الشهداء، لمَ ينسى مجلسا الإدارة هذا الطقس الرائع المعبر عن روح الجماهير، التى تأذت كثيرًا بحالة الاحتراب بين الكبار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة