"عمالة الأطفال" ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع المصرى على مر السنوات الماضية، ومازالت عمالة الأطفال بالقرى والنجوع بمختلف محافظات مصر أحد أخطر الظواهر التى تهدد المجتمع فقد بلغ حجم عمالة الأطفال فى مصر وفق تقديرات منظمة العمل الدولية نحو ما يقرب من 2.2 مليون طفل، بنسبة تصل إلى 26%، ووفقا لآخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لسنة 2013 فقد كان حجم عمالة الأطفال يبلغ نحو 1.6 مليون طفل، منهم 83% يعملون فى الريف مقابل 16% فى المدن، وأن عدد ساعات العمل التى يقضيها هؤلاء الأطفال فى العمل تتعدى أكثر من 9 ساعات يومياً فى المتوسط، وأكثر من ستة أيام فى الأسبوع، أى أن عدد ساعات العمل بالنسبة للطفل قد تتجاوز عدد ساعات عمل الكبار.
ولمواجهة تلك الأزمة الخطيرة أطلق برنامج الأغذية العالمى والاتحاد الأوروبى فى عام 2014، أضخم مشروع فى عدد من المدارس بمحافظة الأقصر ومحافظات مصر، وذلك لمواجهة عمالة الأطفال وجاء المشروع بعنوان "تعزيز الفرص التعليمية ومكافحة عمل الأطفال" والذى شمل تنظيم أكثر من 120 مشروع فى أكثر من 4400 مدرسة مجتمعية فى 16 منطقة فى مصر، حيث يقول مانجستاب هيلى مدير برنامج الأغذية العالمى، إن الهدف الرئيسى للمشروع هو مكافحة عمالة الأطفال، وهو ما حقق تقدماً كبيراً فى مستويات المعيشة لعدد من العائلات، معرباً عن سعادته بتفاعل الوالدين مع المشروع خاصة أنهم يريدون تعليم أطفالهم فى مدارس الفصول المدعومة من البرنامج، وأثنى على قدرة بعض الطلاب على التفاعل مع التكنولوجيا الحديثة خاصة مع علامة التبويب التى تغذى البرنامج.
ويؤكد مدير برنامج الأغذية العالمى خلال زياراته لعدد من مدارس محافظة الأقصر التى يدعمها البرنامج، أن البرنامج يوفر وجبات مدرسية مغذية للأطفال الذين يغطون 25٪ من احتياجاتهم الغذائية اليومية فى المدرسة، حيث يتم التعامل مع مدارس المحافظات لتصبح منصاب متكاملة لتقديم الخدمات للقرى المتواجدة داخلها، بجانب تقديم تدريبات لأولياء الأمور على مساعدة أبنائهم فى ترك العمل والإهتمام بالتعليم لحماية مستقبلهم، وكذلك تقديم دعم المعلمين وتقديم تدريبات موسعة لتطوير قدراتهم، والإجتماع مع أعضاء المجتمع الذين شاركوا فى جلسات التوعية، ومراقبة تكنولوجيا المعلومات المبتكرة والتواصل وجهاً لوجه من أجل التعليم وتنمية المجتمع.
ويوضح مانجستاب هايلى، أنه يتم أيضاً تنظيم عدة لقاءات فى المدارس مع الأطفال والمعلمين ومقابلة الأمهات اللواتى يتم تقديم دعم لهن من أنشطة القروض الصغيرة وبرنامج سبل العيش لدعم تعليم أطفالهن، بجانب مشروع بناء القدرة لأصحاب الحيازات الصغيرة، ودعمهم باستخدام أنواع جديدة من طرق الزراعة ودمج الحيازات وتقنيات توفير المياه، وتنويع الدخل للأسر لحماية أطفالهم عبر قروض الإنتاج الحيوانى العينى، والإنذار المبكر للحد من المخاطر، مؤكداً أنه يشرف على تنفيذ تلك المشروعات بالأقصر فى زيارات متكررة من مكتب برنامج الأغذية العالمى بمصر كل من "ستانليك سمكانج" رئيس وحدة السياسيات، و"كريس تو" بالمركز الرئيسى بروما، و"مسس انجليا" مدير مكتب إفريقيا، و"سيمون بارشمنت" نائب مدير مكتب مصر، و"مستر مستقيم" مساعد البرامج مكتب روما، و"أمانى جمال الدين" رئيس البرامج العالمى مكتب مصر، و"آلاء زهيرى" مسئول العلاقات الحكوميه بمصر.
أما المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، فيؤكد أن المشروع هدف نبيل وخطة قوية لخدمة ودعم الأطفال ومواجهة عمالتهم فى محافظة الأقصر، حيث يعمل الأطفال غالباً فى الزراعة وحصاد محاصيل القصب والموز والعنب والطماطم وغيرها، بجانب العمل فى ورش النجارة والمحلات وغيرها ويعانون بصورة كبيرة من التسرب من التعليم، وهذا المشروع يساهم بكل قوة فى خدمة المجتمع الأقصر.
ويضيف محافظ الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن المشروع فى المحافظة يدعم المدرسة المجتمعية الذكية بمركز الرياينة والتى تمت زيارتها مؤخراً لمشاهدة كيف يتم استخدام المدرسة المجتمعية كمنصة متكاملة لتقديم الخدمات للقرية، وتم التحدث إلى المدرسين الذين تلقوا تدريبات على دعم الأطفال، وكذلك يدعم مدرسة المفاتيح ذات فصل واحد بمركز الطود، حيث يتابعها قيادات المحافظة أولاً بأول لمشاهدة ما يقوم مكون التغذية المدرسية وتوزيع الحصة الغذائية الشهرية.
ويقول المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، أن برنامج تعزيز الفرص التعليمية لطلاب المدارس بالمحافظة يأتى فى إطار التعاون بين برنامج الأغذية العالمى ووزارة التربية والتعليم نحو تحويل المدارس المجتمعية لمدارس ذكية وربطها ببنك المعرفة من أجل تطوير العملية التعليمية، بجانب تنفيذ عدد من الأنشطة المدرسية المختلفة داخل المدرسة من بينها تقديم درس علوم باستخدام مسرح العرائس، واستخدام عدد من الفيديوهات التعليمية عبر عرضها على شاشة البروجكتور، موضحاً أن المشروع يضمن أيضاً تجديد المدرسة وتدريب المعلمين على كيفية استخدام الأجهزة التكنولوجية وعرض المحتوى التعليمى وتطبيق منظومة إدارة الفصل الرقمية وتحويل المدرسة إلى مركز خدمى لإفادة المجتمع المحلى، بجانب دعم السيدات المعيلة التى تم تدريبهم على بعض من المشاريع المختلفة ومساهمة بعض الجمعيات الاهليه بالقروض لفتح مشاريع لهم والتى تساعدهم فى إعالة اسرهم فى إطار تمويل المشاريع الذى يقدمها البرنامج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة