تخبط وارتباك يعانى منه تنظيم الحمدين انعكس بشكل واضح على الأداء الاقتصادى لذاك البلد المنبوذ عربيا، ودفع الشعب القطرى المغلوب على أمره ثمن هذا التخبط، وتكبد الاقتصاد القطرى خسائر فادحة، ضاعفت عزلة الدوحة بسبب دعم "الحمدين" للإرهاب، من حجم الخسائر ففى قطاع العقارات فقد القدرة على استقطاب استثمارات أجنبية جديدة لاستكمال المشاريع القائمة أو تطوير مشاريع جديدة؛ الأمر الذى دفع المستثمرين الحاليين إلى تعليق أعمالهم ليدخل السوق العقارية القطرية مرحلة الخطر بعد تلقى شركاته ضربات موجعة متتالية.
فقد تم تخفيض التصنيف الائتماني لها، فقد خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" تصنيفها لديون قطر السيادية طويلة الأجل إلى «-AA» بدلاً من «AA»، ووضعتها على قائمة المراقبة الائتمانية ذات التداعيات السلبية، وهو ما يعني أن ثمة احتمالاً كبيراً لخفض جديد في التصنيف الائتماني القطري خلال الفترة المقبلة.
بالإضافة لهبوط ودائع القطاع العام القطرى فى البنوك 10.6% العام الماضى، لتخسر نحو 33 مليار ريال (9.07 مليار دولار) مقارنة مع أرقام 2017، وفق أرقام رسمية.
وتزامن ذلك مع نقص السيولة المالية داخل السوق المحلية القطرية، نتيجة تباطؤ نمو الإيرادات المالية، وارتفاع حدة النفقات، وتخوفات المستهلكين من غياب الأفق السياسى، وحالة الشك وعدم اليقين بالاقتصاد المحلى.
استراتيجية فاشلة
أحد أسباب انهيار اقتصاد الدوحة يرجع لمواصلة تنظيم الحمدين استخدام الأصول المالية الضخمة لتخفيف أثر المقاطعة العربية وفشله فى استقطاب مستثمرين جدد، ما أثر بشكل كبير على القطاعات الداخلية فى الدوحة لا سيما قطاع العقارات، وفقًا لما أوضحته "قطريليكس".
وانهارت أيضا قيمة مراكز التسوق التى تفتقر إلى المتسوقين السعوديين أو الإماراتيين الذين كانوا يفدون إليها قبل المقاطعة، حيث أشار محللون إلى أن مراكز التسوق من بين المتأثرين الأكثر وضوحا، حيث اضطر البعض إلى إغلاق المتاجر فى الأشهر الأخيرة.
من جهة أخرى ساهم الانهيار الذى شهده قطاع السياحة فى قطر عقب المقاطعة إلى تأثر العقارات به، حيث أشارت وزارة التخطيط التنموى والإحصاء القطرية، إلى تقلص عدد الزوار الوافدين إلى قطر خلال عام 2018 بنسبة 19.4%، تأثرا بالمقاطعة العربية للدوحة.
من جانبه أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة بالإمارات للشؤون الخارجية فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على تويتر قائلا: إن الاستراتيجية القطرية لفك الأزمة في أزمة، فالاضرار بالدول الأربع عبر ما يعرف بالأخبار الكاذبة ليس بالاستراتيجية، والأزمة حوّلت قطر إلى دولة القضية اليتيمة، الأسطوانة المكررة المشروخة والقاعات الخالية وعدم الاهتمام الدولي هو حال استراتيجية الدوحة اليوم.
وأضاف قرقاش ، في هذا السياق يستمر تخبط الدوحة ولا شك ان مبعثه اليأس وتناقض الآراء، فمحاولة شق صف الدول الأربع " مصر والسعودية والامارات والبحيرين " يصطدم بالموقف المبدأي لهذه الدول وعلى رأسها الرياض، هناك حاجة للدوحة للتخلي عن نرجسيتها في بحثها عن حلّ دربه واضح.
وتابع التقرير قائلا :"أزمات سلط عليها الضوء محللون وساسة أمريكيون ، مشددين على أن تنظيم الحمدين يستفيد من تركيز واشنطن على التهديدات القادمة إيران وتنظيم داعش الإرهابى لمواصلة أنشطته التخريبية فى هذا الصدد دون خشية من محاسبته على جرائمه ".
ونقل التقرير ، عن الكاتب والمحلل الأمريكى جوناثان توبين قوله : إن النظام القطرى مصمم على إنفاق جانب كبير من ثروته النفطية على نشر التشدد وتمويل الإرهاب على الرغم من أنه يدعى أنه حليف أمريكا، وانتقد الكاتب الأمريكى ما وصفه باللعبة المزدوجة، التى تمارس مع الولايات المتحدة والتى تجعل من الصعب التعامل مع قطر ، مطالباً الدول الغربية بضرورة التعامل مع الطبيعة الغادرة للنظام القطرى الذى يروج صورة مضللة لنفسه عبر قناة الجزيرة المدانة بنشر الأكاذيب.
وحسب التقرير، الذى بثته قناة المعارضة القطرية، قال العميل السابق فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايكل بريجنت، إن الدوحة تمثل المكان الذى يجتمع فيه الإرهابيين والأشرار من كل نوع لكى ينعموا بحصانة من العقاب على الرغم من أن القوات الأمريكية غير بعيدة عنهم.
ويبدو أن النظام القطرى على موعد مع خسائر جديدة فى اقتصاده خلال الفترة المقبلة ،وهو ما أكده فهد ديباجى ، المحلل السياسي السعودى الذى قال فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على تويتر " أنه مجرد البداية للسقوط ومازال القادم أسوا يا قطر فالسعودية والبحرين و مصر والجزائر والكويت هي وجهة الغاز للعالم مع نهاية العام الحالي وعندها ستنخفض أسعار الغاز وستنخفض الإيرادات القطرية بشكل كبير جدا .
وأضاف المحلل السياسي السعودى فى تغريداته: خروج بلا عودة لمرتزق قطر خالد الصلال ، بعد تجاوزاته منذ أزمة قطر والتخندق معها والقفز على الأنظمة واللوائح الخاصة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وعدم التزام الحياد .
وفى ذات الإطار تواصل التناقض القطرى بشأن سياساته الخارجية خاصة فيما يتعلق بالتطبيع مع إيران ففى هذا السياق قال الكاتب الإماراتى هانى مسعود، إنه من خلال قراءة موضوعية لمؤتمر وارسو ، مع ملاحظة أن المؤتمر حمل ازدواجية تتمثل في الدور القطري فهي تلعب دور العميل المزدوج بين الولايات المتحدة وإيران.
وأضاف الكاتب الإماراتى فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على تويتر، أنه إذا كانت واشنطن تريد التعامل بصرامة مع أذرع ايران في المنطقة لتبدأ أولاً بتحديد تعريف قطر أن كانت دولة أو ذراع ايراني.
وفى سياق آخر بثت قناة "مباشر قطر"، تقريراً قالت فيه ، إنه يوماً بعد يوم يتكشف الوجه القبيح للنظام القطرى ، الذى يمثل قوة خبيثة لنشر التطرف والتشدد فى منطقة الشرق الأوسط،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة