غطت سجابة الإرهاب الأسود على وقائع إطلاق القمر الصناعى المصرى «إيجبت سات- إيه»، الذى تم إنشاؤه فى روسيا بطلب من مصر، ووصل على متن صاروخ «سويوز» إلى مداره ويعمل بانتظام، بحسب إعلان وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس».
يوم الخميس الماضى كان حدثًا فضائيًا مصريًا بامتياز، خبر أبيض فى أيام الإرهاب السوداء، فلتنقشع غمامة الحزن، وتشرق الشمس ساطعة، يلزم الاحتفاء بإطلاق القمر «إيجبت سات- إيه»، وقبلها يستوجب التوقف أمام إقرار قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية وتخصيص الأرض والميزانية لإنشاءاتها.
يد تحارب ويد تبنى، يد تقاوم ويد تنطلق، ولمن لا يعلم فإن القمر «إيجبت سات- إيه» هو القمر الصناعى السادس لمصر فى الفضاء، لم تتخلف مصر عن ركب الفضاء، جرى تباعًا إطلاق نايل سات 101 ونايل سات 102 ونايل سات 210، للاتصالات. وتم إطلاق لإيجبت سات 1 عام 2007 ثم إطلاق إيجبت سات 2 عام 2014.
وليس سرًا، أن القاهرة تخطط لإجراء محادثات مع موسكو لإطلاق مجموعة أقمار صناعية روسية الصنع، معلوم قمر صناعى واحد لا يلبى احتياجات مصر، فأى دولة حديثة ينبغى أن تحوز مجموعة من الأقمار الصناعية تمدها بالزاد المعلوماتى على مدار الساعة، وإنشاء مثل هذه المجموعة سيكون موضوع المفاوضات مع الجانب الروسى مع إطلاق إيجبت سات A. «تصريح من حسين الشافعى، المستشار لدى وكالة الفضاء الروسية راسكوسموس فى مصر».
الاحتفاء واجب بمصر التى تخوض حرب الإرهاب، وعملية الإصلاح الاقتصادى، ومتوفرة على أحدث نقلة نوعية فى مستويات التعليم والصحة، مصر المثقلة بالمتاعب والمصاعب، مصر التى تبحث عن مستقبلها الموعود فى سياق منطقة مضطربة، لا تهمل تكنولوجيا الفضاء، وأسست أول وكالة فضائية وطنية، وتبتعث خلاصة العقول المصرية إلى بلاد المنشأ لصقل الخبرات الوطنية، وإطلاعها على أحدث مستحدثات العصر فى تكنولوجيا الفضاء.
ولوج الفضاء ليس رفاهية، ولا بحثا عن عنوان عريض فى الصحف العالمية ولكنها ضرورة وطنية، فمصر التى تتقدم حثيثا فى سبيل التنمية المستدامة، فى حاجة ماسة إلى منظومة أقمار صناعية تتيح صورًا عالية الدقة للأراضى المصرية من أقصاها إلى أقصاها لإمكانيات التخطيط العمرانى، ورصد ظواهر التصحر، ومتابعة التركيب والنمو المحصولى، علاوة على متابعة مسارات البحار والأنهار ومجارى المياه.
إيجبت سات– إيه نقلة فضائية، يتمتع بخصائص أفضل بالمقارنة مع الأقمار السابقة، فيما يتعلق بوحدة الاستقبال وتحسين الأنظمة البصرية الإلكترونية والمراقبة وزيادة كفاءة الخلايا الشمسية، وتعويضًا عن فقد القمر الصناعى المصرى «إيجبت سات- 2» الذى قطعت الاتصالات به فى فبراير 2015 بعد إطلاقه فى 16 إبريل 2014، فورا وبلا تأخير جرى توقيع عقد بناء القمر الصناعى الجديد بين المؤسسة الروسية والهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد فى عام 2016، بكلفة 100 مليون دولار.
ليست روسيا وحسب، مصر منفتحة فى التعاون فى مجال الفضاء مع دول كثيرة فى العالم، منها الصين واليابان وفرنسا وغيرها، كما أن مصر تخطط لإطلاق أقمار صناعية أخرى خلال العام الجارى، وسوف يتم الإعلان عنها قريبًا.
وأنقل عن موقع «Space in Africa» حفاوته بإطلاق القمر الصناعى المصرى الجديد إيجبت سات A، وقال الموقع إنه يمثل إنجازًا تاريخيًا جديدًا لصناعة الفضاء والأقمار الصناعية الأفريقية.. مبروك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة