تشتهر منطقة وسط البلد بالقاهرة ، بضمها لأكثر من 100 فندق وبانسيون معظمها بشوارع كلوت بك وعماد الدين، وتشتهر بأسعارها البسيطة، ما يجعلها لوكاندات الغلابة كما يطلق عليها، وعرفها الكثير خاصة القادمين من الوجه القبلى نظرا لقدم عمرها الذى يقارب بعضها الـ 100 عام.
ويتواجد بشارع كلوت بك بوسط البلد ما يقرب من 30 بانسيون و لوكاندة، وهى فنادق الدرجة الثالثة، أشهرها لوكاندة محمد على وكوكب الشرق و لوكاندة عباس و لوكاندة فرج وفى شارع عماد الدين نفس العدد أو يزيد، كما تمتد هذه الفنادق المتواضعة لمنطقة العتبة و التى يصل عددها لمائة تقريبا.
عمر هذه البانسيونات يمتد لعشرات السنوات فهى ظهرت مع إنشاء شارع كلوت بك واستمرت حتى الآن وكان يتردد على معظم هذه الفنادق عدد من الفنانين المشهورين مثل الفنان إسماعيل ياسين حيث وصف لوكاندة محمد على الموجودة فى شارع كوت بك بلوكاندة الغلابة، كما أن شارع وجود المسارح فى وسط البلد جعل هذه اللوكاندات السكن المريح لعدد كبير من الفنانين فى بداية حاتهم فى السنوات الماضية.
وكان لـ" اليوم السابع"، جولة على عدد من هذه اللوكاندات، لرؤية ما وصلت إليه الآن، ومن بينها لوكاندة عباس بشارع كلوت بك، وهى عقار مكون من 3 أدوار كل دور بها له أسعاره فالدور الثالث السعر به أغلى نظرا لأنه مخصص للغرفة ذات السرير الواحد، وأسعارها تبدأ من 35 ل 40 جنية لليلة ، أما الدور الثانى فالغربة بها سريران وسعرها 35للفرد والغرفة ال3 آسرة 25 جنيه للفرد فى الليلة، وهذه الأسعار لا تشمل أى خدمات سوى إيجار السرير والدولاب فى الليلة فقط.
ويقول مدير اللوكاندة لـ" اليوم السابع"، أن عمرها اكثر من 90 عام ، وان فكرة إنشاء لوكاندات شارع كلوت بك هو استقبال جنود الحملة الفرنسية وكانت تستقبل فتيات الليل، وتم إصدار رخص للوكاندات بشكل عام عندما طالب الخديوى إسماعيل بإنشاء ملفات للمحال التجارية، بينها اللوكاندات، كما استقبلت هذه اللوكاندات عدد من الفنانين والنجوم على مر السنين.
ويحكى مدير اللوكاندة الذى رفض ذكر اسمه، قصة طالب كلية الشرطة الصعيدى، الذى كان يسكن فى اللوكاندة فى أوقات الأجازات ولم ينقطع عنها حتى عندما وصل لرتبة لواء، حيث كان يمر ليطمئن علينا، وكان ينصح البعض بالمرور على المكان بعدما وثق فى سمعته وأمانته.
انخفاض أسعار النزول بهذه الأماكن لا يعنى أنها من الممكن أن تستقبل أى شخص، بالعكس فمن شروط السكن هو صورة البطاقة الشخصية ويتم إرسالها للقسم التابعة له اللوكندة حتى يتم الإطلاع على بيانات النزيل من خلال القسم والاطمئنان انه لم يكن مطلوب على ذمة قضائيا أو متهم فى أى قضية، ويتم إرسال هذه البيانات يوميا مرتين على الأقل صباحا ومساءا.
ويقول أحد العاملين فى بانسيونات شارع كلوت بك أنه لا يسمح بسكن أشخاص لا تجمعهم قرابة فى غرفة واحدة لمنع وجود تكوينات سياسية أو إرهابية تمثل خطر على المجتمع، مضيفا انه يراعى ظروف الحالات المادية للنزلاء ويخفض لهم الأسعار عندما يحتاج الأمر.
وتختلف أسعار البانسيونات فى وسط البلد حسب الخدمات المقدمة فيها فالغرفة التى بها حمام يصل سعرها من 70 لـ 100 جنيه، مثل فندق نسيم بشارع كلوت بك، أما فى لوكاندة كوكب الشرق فيقول العامل بها أنه ليس لديه مكان فارغ حيث استأجر مقاول الطابق الخاص باللوكاندة لعماله، وبالقرب من "كوكب الشرق" للجهة الأخرى يوجد بانسيون الفرج ويتواجد بمدخله مكتب قديم وعلاقة بجانبه لافته صغيرة توضح أن الاستعلام بالدور الثانى ولكن الموجودين أكدوا انه المكان مغلق ورفضوا الحديث.
أغلب البانسيونات الموجودة لا يوجد بها صالة استقبال الا كرسيان بجانب مكتب الإدارة إن وجدوا، بالإضافة إلى حمام واحد للجميع، وكذلك لا يوجد مطبخ.
ويذكر أحد زوار المكان أن أسعار هذه الأماكن منذ عشرين عاما كان 3 جنيه لليلة واحدة، ولكن السعار ارتفعت الن لتصل قيمة الغرفة ل70 جنيه، ولكنها تظل مأوى الغلابة الذين لا يقدرون على أسعار الفنادق الخمس نجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة