فى سابقة تاريخية، أصدر الأنبا سرابيون مطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكاليفورنيا الأمريكية، بيانًا خاصًا باحتفال عيد الميلاد المجيد، للعام 2019_2020، والذى وجهه إلى كهنة الإيبارشية.
جاء في البيان ثلاث نقاط أساسية:
1_ تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، فى جميع أنحاء العالم، بعيد ميلاد السيد المسيح، يوم 29 كيهك من كل عام، بالإضافة إلى يوم 28 كيهك فى حالة السنوات الكبيسة، كما فى هذا العام، 1736 شهداء و2019_2020 ميلادية، والذى يقابله فى التقويم الميلادى 7 و8 يناير.
2_ تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية القبطية بقداس عيد الميلاد المجيد فى منتصف ليلة يوم العيد.
3_ نظرًا لأن أطفالنا وشبابنا قد ولدوا وترعرعوا فى مناخ يربط ميلاد السيد المسيح باحتفالات الكريسماس.
فقد رأينا أنه يٌعتبر من الاحتياجات الرعوية الملحة أن يتم السماح لكنائس الإيبارشية، بإقامة قداس إضافى فى ليلة عيد الميلاد، يوم 24 ديسمبر، بجانب قداس عيد الميلاد فى منتصف ليلة 6 يناير، مع العلم أنه لن يتم قطع فترة الصوم حتى انتهائه بقداس ليلة العيد، يوم 6 يناير.
كيف قرر مطران لوس أنجلوس الاحتفال بالعيد مرتين؟
في مارس الماضى انعقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو الهيئة العليا للكنيسة في موعده السنوي ، وأعلنت الكاتدرائية بعدها عن توصيات لجنة المهجر من بينها نص العبارة "فى حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا".
منحت هذه العبارة بوضوح أساقفة المهجر الحق فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر تماشيا مع الإجازات وظروف الحياة الاجتماعية فى البلاد التى يخدمون بها، وذلك شرط الحصول على موافقة البابا تواضروس الذى قال خلال زيارته لألمانيا: "ندرس مع الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس إمكانية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى كنائسنا بالمهجر مرتين، مرة يوم الـ25 من ديسمبر تماشيا مع الإجازات ومرة أخرى يوم 7 من يناير وهو اليوم الذى تحتفل به الكنيسة وفقا لتقويمها الشرقى، وهو الأمر الذي حدث بالفعل وتم الإعلان عنه رسميًا اليوم.
تشير التوصية إلى كلمتين "قوانين الكنيسة" و"التقليد المقدس" متبوعة بالجملة نتيجة لاحتياجات رعوية فى بلاد المهجر، إذ تخضع مواعيد الاحتفال بالعيد لتقليد الكنيسة وقوانينها المتبعة منذ قرون حين قررت الكنيسة القبطية إتباع التقويم الشرقى فى الاحتفال بعيدي الميلاد المجيد والقيامة، وهو أمر لا علاقة له بالعقيدة ولا باللاهوت إنما مجرد حسابات فلكية وطريقة لحساب الزمن مثلما أكد البابا تواضروس خلال زيارته لألمانيا.
استطلاع رأى بين أقباط كندا: 60% يفضلون الاحتفال بعيد الميلاد 25 ديسمبر
القمص يوحنا نصيف كاهن الكنيسة القبطية فى شيكاغو قدم إلى المجمع المقدس نتائج استطلاع أجرته الكنيسة القبطية فى كندا عام 2015 وتبين من خلاله أن أكثر من 60% من أقباط كندا يفضلون الاحتفال بعيد الميلاد فى الـ25 من ديسمبر بدلا من 7 يناير، ولكنه يحذر فى الوقت نفسه من الاحتفال بالعيد فى موعدين مختلفين الأول فى مصر والثانى فى الكنائس القبطية بالمهجر، معتبرا أن مثل تلك المواعيد المتباينة سوف تتسبب فى انقسام الكنيسة على المدى البعيد.
الاستطلاع الذى أجرى فى كنائس كندا حظى بتعليق الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة أثناء زيارته لكندا، حيث قال تسلمنا هذا الإيمان من الأجداد وتقتضى الأمانة تسليمه كما هو فى إشارته لرفض تغيير مواعيد العيد.
يلفت القمص نصيف إلى استطلاع أجرته الكنيسة القبطية فى كندا عام 2015 وتبين من خلاله إلى أن أكثر من 60% من أقباط كندا يفضلون الاحتفال بعيد الميلاد فى الـ25 من ديسمبر بدلا من 7 يناير
الاستطلاع الذى أجرى فى كنائس كندا حظى بتعليق الانبا رافائيل اسقف كنائس وسط القاهرة أثناء زيارته لكندا، حيث قال تسلمنا هذا الإيمان من الأجداد وتقتضى الأمانة تسليمه كما هو.
ما السبب فى اختلاف مواعيد عيد ميلاد المسيح بين مصر والخارج؟
في كتابه عن عيد الميلاد المجيد يكشف الراهب كاراس المحرقي أسباب اختلاف التقويمين الشرقي والغربي فيقول : تعود قصة اختلاف التقويم إلى اختلاف في الحسابات الفلكية والتقويم المتبع في كل كنيسة، فالكنيسة القبطية على سبيل المثال تحتفل بعيد الميلاد يوم "29 كيهك" حسب التقويم القبطى، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الرومانى، الذى سمى بعد ذلك بالميلادى.تحدد عيد ميلاد المسيح فى 25 ديسمبر بحيث يكون ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً)، وبعدها يبدأ النهار فى الزيادة والليل فى النقصان.
لكن فى عام 1582م. أيام البابا جريجورى بابا روما لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس فى موضعه، أى أنه لا يقع فى أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام، أى يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع فى أطول ليل وأقصر نهار.
وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ فى حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس)، إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يومًا و6 ساعات.
ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أى أقل من طول السنة السابق حسابها بفارق 11 دقيقة و14 ثانية، ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالى عشرة أيام.
فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجورى.
تم العمل بهذا التعديل فى التاريخ فى كافة أنحاء أوروبا ولم يجرى العمل به فى مصر إلا زمن الاحتلال الإنجليزى ثم عادت الكنيسة المصرية لاستخدام التقويم القبطى الذى يعتبر 7 يناير هو عيد الميلاد ولم تعمل بالتقويم الجريجورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة